لفقدان مستلزمات الصيانة واللجوء إلى «الترقيع»! … كهرباء حلب لا تستجيب لبلاغات أعطال الشبكة ومستودعاتها فارغة!!
| حلب- خالد زنكلو
تباطأت وتيرة إصلاح أعطال الشبكة الكهربائية في مدينة حلب مع زيادة الضغط عليها نتيجة الحمولات الزائدة في مثل هذه الفترة من السنة، وفي ظل عدم قدرة عمال الصيانة على إصلاح الأعطال بسبب خلو مستودعات شركة كهرباء حلب من مستلزمات الصيانة.
وتراجعت قدرة مكاتب طوارئ الكهرباء في مدينة حلب، وهي: الجميلية والعرقوب والليرمون والحمدانية، على إصلاح أعطال الشبكة الكهربائية المتكررة، إلى أدنى مستوى لها، مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي، ما ترك أثراً سلبياً في المشتركين، مع انخفاض درجات الحرارة وحاجتهم إلى الكهرباء لاستخدامها في أغراض التدفئة، على الرغم من ارتفاع معدل تقنين التيار الكهربائي ليتجاوز ٢٠ ساعة يومياً.
وكشف مهندس صيانة في أحد مكاتب طوارئ الكهرباء لـ«الوطن» بأن مستودعات المكاتب فارغة من معدات صيانة الشبكة الكهربائية التي زادت أعطالها أخيراً نتيجة اهتراء أجزاء كبيرة منها في مناطق عديدة ومتفرقة من المدينة، نتيجة قدم الشبكة، وطالب بالإسراع في مد شركة كهرباء حلب بمستلزمات الصيانة، ولاسيما الأمراس والأكبال والفواصل، وغيرها.
مصدر في مكتب طوارئ الليرمون، بين لـ«الوطن» أن المركز يتلقى ١٥٠ بلاغاً يومياً عن الأعطال، وهو ما يفوق طاقة عمال الصيانة وورشها على الوفاء بالتزاماتهم تجاه المتضررين من الأعطال، في ظل فقدان الكثير من معدات الصيانة اللازمة لسد حاجة أعطال الشبكة في أحياء غرب المدينة، التي يصلها التيار الكهرباء وتحتاج شبكته القديمة إلى تغيير جذري وشامل.
وخلق ذلك حالة من التذمر لدى الأهالي المتضررين، الذين يتهمون المسؤولين عن صيانة الأعطال بالعمل بموجب اعتبارات «الخيار والفقوس»، التي يفرضها المسؤولون والمتنفذون، وكذلك تطبيق المثل الشائع «طعمي التم بتستحي العين»!.
وذكرت شكاوى تلقتها «الوطن» أن إصلاح أعطال الكهرباء من ورش الصيانة، بناء على البلاغات التي يقدمونها لمكاتب الطوارئ، تجري وفق مبدأ «الترقيع» لا الإصلاح الشامل للأعطال، ولذلك، تتكرر الأعطال بشكل مستمر «وما أن يتم إصلاح البوسطات والفازات المتضررة حتى ترجع لسابق عهدها بعد فترة زمنية وجيزة»، وفق قول أحدهم لـ«الوطن».
مصدر في الشركة العامة لكهرباء محافظة حلب توقع لـ«الوطن» أن تشهد الفترة القريبة المقبلة تحسناً ملحوظاً في إمداد الشركة بمستلزمات الصيانة اللازمة لتحسين وضع التيار الكهربائي في المدينة والريف، وبما ينعكس على جودة الخدمة، بغض النظر على ساعات تقنين التيار الكهربائي.
وانعكست أعطال الكهرباء على مولدات الأمبير للمشتركين في الخدمة «إذ راح أصحاب المولدات يبتزوننا ويفرضون تسعيرتهم الجائرة من دون وجه حق لتحقيق أرباح خيالية، مع غياب المحاسبة من الجهات المعنية والنقص الكبير في إمدادات الكهرباء إما بسبب التقنين الكبير أو نتيجة أعطال الشبكة لأيام عديدة وبشكل متواتر، وصرنا مضطرين لدفع ٧٥ ألف ليرة للأمبير الواحد أسبوعياً، وهو أمر يفوق قدرتنا على الاشتراك بالخدمة»، وفق قول أحد سكان حي حلب الجديدة شمالي لـ«الوطن».
ولعل التحدي الأكبر أمام ورش صيانة الكهرباء، هو اهتراء الكثير من البوسطات المرتفعة الثمن والمغذية بالتيار الكهربائي لأحياء المدينة المختلفة، والتي سرعان ما تحترق أسلاكها وتوصيلاتها بمجرد وصل التيار الكهربائي، ويعود أحد الأسباب في ذلك إلى تغذية البوسط الواحد لعدد كبير من الأبنية، وبما يفوق طاقته على التحمل، في ظل الاستجرار الكبير للتيار لأغراض التدفئة.