انهيارات
| مالك حمود
نسعد وتسعد رياضتنا كلما شهدت نهضة رياضية من أحد أندية الوطن في لعبة معينة والعمل عليها بجد واجتهاد وإصراره الحثيث للوصول إلى أبعد الطموحات، فالنجاح في هذا النادي أو ذاك هو جزء من نجاح رياضتنا التي تقوى بجهود كل أبنائها ومنهم نادي الساحل الذي يسجل النجاحات في كرة الدرجة الثانية.. النتائج التي يحققها ابن مدينة طرطوس تعكس حالة الاهتمام المميز الذي توليه إدارة النادي للعبة كرة القدم وسعيها لإيجاد مكان لذلك النادي المجتهد كممثل لتلك المدينة في دوري الأضواء، وهو حق مشروع لكل من يعمل ويحشد الطاقات ويؤمن الدعم.. مايحققه النادي في دوري الظل هو ثمرة ما عمل عليه، وإن كان العمل على القادمات أكبر وأهم، وثمة ملاحظات نقولها بكل محبة للمعنيين في نادي الساحل.
فالوصول إلى دوري المحترفين بحاجة لبنية احترافية لها متطلباتها التي تختلف كليا عن معطيات الدرجة الثانية، وعلى رأي المثل الصيني (احفر البئر قبل أن تعطش) وبالتالي فالمطلوب الآن البحث عن سبل الاستمرار في الأضواء، وتأمين مصادر التمويل ذات الديمومة سواء من الاستثمارات أو من الإعلان والرعاية والتسويق الذي يجب أن يتحرك في أنديتنا في هذه الفترة أكثر من غيرها، وبينما يعيش الساحل هذه الحالة من النهضة الكروية نفاجأ بحالة تراخ أو تراجع سلوي!
نادي الساحل الذي كان بطل سورية للناشئات في الموسم الماضي نراه يغيب هذه السنة عن نهائيات كأس الاتحاد لسلة الناشئات ولا يجد له مكانا بين الفرق الثمانية المتأهلة!
وقبلها فوجئنا بتسرب لاعبات فريق الآنسات بدءا من رشا سكران التي انتقلت لنادي الثورة بدمشق وهي ابنة النادي، وانتقال اللاعبتين كارولينا أبو لطيف وعليا الياسين لنادي قاسيون في العاصمة ولم يتوقف عندهما الأمر بل لحق بهما المدرب عدي خباز الذي تعاقد النادي معه منذ سنتين لتدريب فريق الآنسات والإشراف الفني على فرق النادي، وبلمح البصر نرى صورة سلة نادي الساحل بدأت تفقد بعضا من ألوانها الجميلة!
الاهتمام والحرص دفع اتحاد السلة إلى دعم افتتاح مركز تدريبي نوعي في طرطوس ودعمه بالكوادر الفنية اللازمة وسرعان ما ظهرت الخامات وتنامت المواهب المبشرة ولكن!
حبنا لنادي الساحل وتقديرنا لعمله الكبير يدفعنا للثناء على ما يفعله لكرة القدم، والتأكيد على العودة للاهتمام السابق بكرة السلة فالساحل لا يليق به إلا التميز السلوي.