أسعار محصول الشعير تحت رحمة الوسطاء والسماسرة في «السوداء»!
| الحسكة- دحام السلطان
باشر فلاحو الحسكة بشكل فعلي بحصاد محصول الشعير البعل في معظم مناطق الاستقرار الزراعي من المحافظة، وسط ورود أنباء عن تذبذب الإنتاج الذي جاء بعكس التوقعات والتقديرات الأولية للإنتاج التي كانت مُبشّرة بإنتاج وفير، قياساً إلى كميات ومعدّلات الهطل المطري التي كانت تعتبر جيدة جداً، خلال الأشهر الأولى من الموسم الجاري، قبل انحباسها لاحقاً خلال الموعد المطلوب للمحصول والمحدد بشهر آذار من السنة، الذي يعتبر الشهر المطري المطلوب لازدهار وانتعاش محصول الشعير.
وبيّن فلاحون في الحسكة في تصريح لـ«الوطن»: أن حصاد الشعير يكاد يكون معدوماً في مناطق واسعة من المحافظة، لاسيما المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية من المحافظة، نتيجة لانحباس الهطل المطري خلال الفترة المطلوب فيها هطل الأمطار للمحصول، والذي تزامن مع سيطرة موجة الحر الشديدة التي أتت على المحصول في موعد بدء طرد السنابل، التي كانت ضحية الجفاف وعلى عكس التوقّعات.
وأضافوا: إن ما حصد من كميات من إنتاج محاصيلهم باتت اليوم تحت رحمة الوسطاء والسماسرة في السوق السوداء! الذين كسروا سعر الشراء وحددوا سعر البيع فيه، بين الـ1700 إلى 2100 ليرة فقط، كحد أعلى للكغ الواحد، في الوقت الذي كان قد قرر فيه وزير الزراعة محمد حسان قطنا في مؤتمر الحبوب السنوي، أنه سيتم بذات التاريخ استلام نحو 100 ألف طن كمخزون إستراتيجي لتأمين احتياجات المؤسسة وتوفير الأعلاف للمربين، الذي لم يُترجم على أرض الواقع بعد.
وطالب الكثير من الفلاحين والمزارعين بالإسراع في وضع قرار وزير الزراعة الصادر باتجاه الجهات المعنية بالتسويق، موضع التنفيذ الفعلي لرفع قيد و«سلبطة» التجار والسماسرة، لرفع يد المتاجرة بأرزاقهم من المتنفذين في السوق السوداء، مبينين أن أي تأخير في وضع قرار الزراعة قيد التنفيذ العملي، لن يكون في مصلحتهم، ولاسيما أن الحصاد قد بدأ بشكل فعلي تدريجياً وأن المساحات الزراعية في ازدياد، وعمليات السمسرة والمتاجرة تزداد بشكل متواصل مع تلك المساحات، في ظل ظروف التضييق والحصار التي تعيشها أراضيهم في محافظة الحسكة، التي تم حصاد مساحة 2300 هكتار منها إلى الآن ومن خلال 218 حصادة تعمل على كامل المساحة الزراعية من المحافظة، حسب إحصاءات مديرية الزراعة بالمحافظة.