المقاومة تصدت لمحاولة توغله وأكدت أن ما جرى جريمة حرب مركّبة وأول من تضرر أسراه … على أجساد أكثر من مئتي شهيد في «النصيرات».. الاحتلال يحرر4 أسرى ويقتل آخرين
| الوطن
على أجساد مئات الشهداء وسيل من الدماء سارت مجنزرات الاحتلال تحت زعم تحرير رهائنها، في مشهد متمم لما سبقه خلال الأشهر الثمانية الماضية، وإبادة لايزال العالم يقف عاجزاً أمامها، فيما التحركات السياسية ومناورات الخطط الأميركية الوهمية لوقف إطلاق النار تسير وفقاً لتوقيت تل أبيب وخططها لاستكمال اجتياحها لقطاع غزة.
واستُشهد أكثر من 210 مواطنين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وأُصيب 400 آخرون أمس السبت، جراء قصف الاحتلال المكثف براً وبحراً وجواً على المحافظة الوسطى وسط قطاع غزة، وتحديداً مخيم النصيرات الذي شهد عدواناً غير مسبوق خلال عملية ادعت قوات الاحتلال أنها نجحت من خلالها بتحرير 4 أسرى من حماس، فيما أعلنت حماس أنها أدت إلى مقتل أسرى آخرين.
وأعلن المكتب الإعلامي في قطاع غزة أمس، في بيان «ارتفاع عدد الضحايا نتيجة مجزرة الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات إلى 210 شهداء وأكثر من 400 جريح وهؤلاء وصلوا إلى مستشفيين اثنين، مستشفى العودة بالنصيرات، ومستشفى شهداء الأقصى بدير البلح»، وأشارت إلى أن أغلبية الشهداء والمصابين من الأطفال والنساء.
وخاضت المقاومة أمس اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال التي حاولت التوغّل في مخيم النصيرات من الجهة الشمالية وسط غطاء ناري مدفعي وجوي، وأعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري إلى أن «القوات الإسرائيلية أنقذت المختطفين من أيدي حماس تحت إطلاق النار»، كما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مصادر أنه «خلال العملية تعطلت مركبة على متنها 3 رهائن ولكن تم إنقاذهم في معركة بطولية»! بحسب قناة «روسيا اليوم».
ومساء أمس أعلنت إذاعة جيش الاحتلال مقتل ضابط في وحدة «اليمام» التي شاركت في عملية تحرير الأسرى، وجاء في بيان صادر عن شرطة الاحتلال أن «الضابط من القوات الخاصة أرنون زامورا، البالغ من العمر 36 عاماً، قتل خلال عملية تحرير الأسرى المحتجزين في غزة».
بدورها ذكرت قناة «الميادين» أن نيران المقاومة الفلسطينية استهدفت قوة إسرائيلية شمال مخيم النصيرات الجديد، مضيفة: إن القوة الخاصة التي دخلت إلى النصيرات اكتشف أمرها وهو ما دفع الاحتلال لهذا القصف العنيف وارتكاب المجازر في المنطقة الوسطى.
ولفت إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف أمر قوة إسرائيلية خاصة تحاول التسلل إلى المناطق السكنية في غزة، مشيراً إلى أنه الشهر الماضي اكتشفت المقاومة محاولة تسلل قوة إسرائيلية خاصة واشتبكت معها، مضيفاً: إن المقاومة تخوض أيضاً اشتباكات عنيفة مع الاحتلال شرق البريج والمغازي وسط قطاع غزة.
لناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قال في بيان له: إن ما نفذه الاحتلال الإسرائيلي في منطقة النصيرات «هو جريمة حرب مركّبة»، وأنّ «أول من تضرر بها أسراه»، وأضاف أبو عبيدة أن «العدو تمكّن، عبر ارتكاب مجازر مروعة، من استعادة بعض أسراه، لكنّه، في الوقت نفسه، قتل بعضهم، في أثناء العملية».
وشدّد أبو عبيدة على أن «العملية ستشكل خطراً كبيراً على أسرى العدو، وسيكون لها أثر سلبي في ظروفهم وحياتهم».
موقع «إكسيوس»، نقل عن مسؤول أميركي، قوله: إن الوحدة الأميركية الخاصة بـالأسرى الإسرائيليين ساعدت على استعادة الأسرى الأربعة.
ولدى تعقيبه على إعادة الأسرى، أقرّ قائد سلاح الجو السابق في جيش الاحتلال، إيتان بن إلياهو، بأن هذا الحدث «موضعي، وتأثيره ما زال محدوداً»، وفي إشارة إلى أن العملية لن تؤدي إلى تغيرات استراتيجية في مسار الحرب، شدّد بن إلياهو، خلال حديثه إلى «القناة 12»، على أنه «لا يمكن استنتاج أن حماس ستستسلم بعد هذه العملية، ولا أن الشرق الأوسط سيتغيّر، أو أن الهدوء سيسود مئة عام».