تقديرات أولية وغير رسمية لأرقام الدعم السلعي … الكتلة الأعظم للخبز وكل عائلة مدعومة بـ 3.5 ملايين ليرة سنوياً
| محمد راكان مصطفى
أثار طلب الحكومة من المواطنين حاملي البطاقة الإلكترونية بفتح حسابات مصرفية خلال ثلاثة أشهر تمهيداً لتحويل الدعم بشكل مدروس إلى مادي، الكثير من التساؤلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، علماً أن كل ما طرح في جلسة مجلس الوزراء كان «أفكار» للتداول والدراسة.
وللبحث في هذه الأفكار ودراسة مبلغ الدعم وإن كان سيتم توزيع كتلة الدعم كما جاءت في الموازنة على المستحقين، أم إنه سيتم احتسابه وفقاً للقطاعات التي سيتم رفع الدعم عنها، والأمر الوحيد الذي اتفقت عليه أغلب الآراء عبر الصفحات الزرقاء وفي أحاديث الطرقات والسهرات عدم التفاؤل بمستقبل الدعم، وربما السبب الرئيس وراء ذلك سوء الأداء الحكومي في إدارة ملف رفع الدعم عن بعض الشرائح خلال الفترة الماضية..
أمام الغموض والتكتم الحكومي المعتاد عن أي إحصائيات، كان لا بد من اللجوء إلى بعض الأرقام المنشورة وإلى بعض الجهات بشكل ودي للحصول على أي إحصائيات تساعد في الوصول إلى عدد العوائل المستحقة والمستبعدة من الدعم، والطريف أنه كانت كل جهة تمتلك جزءاً من الحقيقة يتعلق فقط بعملها، وبالمقاطعة بين المعلومات بلغ إجمالي عدد البطاقات الأسرية الإلكترونية نحو 4.6 ملايين بطاقة، ووفقاً لما تم الاتفاق عليه بلغت نسبة العوائل المستبعدة من الدعم نحو 13 بالمئة، أي ما يعادل نحو 600 ألف عائلة.
مصدر حكومي لـ«الوطن»: أحد الأفكار المطروحة رفع الدعم جزئياً عن الخبز إلى 3000 ليرة وتحويل الفرق لحساب المواطن
دعم الخبز
بالاستعانة بالمعلن من إنتاج المخابز في سورية الذي يبلغ نحو 5.554 ملايين ربطة، وباعتبار متوسط مخصصات الفرد اليومية ربطة لكل ثلاثة أشخاص، يتبين أن عدد الأفراد الذين يحصلون على الخبز المدعوم يومياً نحو 16.7 مليون شخص، وعلى اعتبار أن التكلفة الحقيقية لربطة الخبز وفق التصريحات الحكومية لـ«الوطن» هو 7889 ليرة، وبما أنها تباع بقيمة 400 ليرة، فإن إجمالي الدعم لمادة الخبز هو نحو 41.6 مليار ليرة يومياً، ما يعادل نحو 10981 ملياراً سنوياً، وبعد إضافة الكميات المدعومة عبر المخابز الخاصة يصبح إجمالي الدعم للخبز 1400 مليار ليرة أي بمعدل دعم للبطاقة بنحو 3.500 مليون ليرة سنوياً.
مصادر رسمية كشفت لـ«الوطن» أن أحد سيناريوهات وفق التوجه الحكومي بالرفع التدريجي والمدروس للدعم تسعير الربطة بـ3000 ليرة، بحيث يتم تحويل الفارق والبالغ 2600 ليرة إلى حساب المواطن.
دعم المحروقات
في ظل نقص التوريدات لحوامل الطاقة، وصلت مخصصات العائلة من مادة المازوت إلى 50 ليتراً سنوياً تباع بسعر مدعوم 2000 ليرة، في حين سعر التكلفة وفقاً لآخر نشرة صدرت منذ أيام بلغ 11980 ليرة لليتر الواحد، أي إن إجمالي الدعم المقدم سنوياً نحو 1996 مليار ليرة، بمعدل دعم للبطاقة بقيمة 499 ألف ليرة سنوياً.
ومع انخفاض مخصصات العائلة من الغاز إلى نحو 4 أسطوانات في أفضل الأحوال، يبلغ إجمالي الدعم المقدم سنوياً إلى 1312 مليار ليرة، وبمعدل دعم للبطاقة يقارب 328 ألف ليرة.
إجمالي الدعم السلعي
بما أن الحكومة اتخذت خلال الفترة الماضية عدداً من الخطوات استبعدت بموجبها البنزين والمواد التموينية المقننة، فإن إجمالي الدعم السلعي المقدم بشكل مباشر للمواطنين خلال العام يبلغ نحو 17308 مليار ليرة سورية، أي بمعدل دعم سنوي للبطاقة يقدر بـ 4.327 ملايين ليرة سورية، وباعتماد عدد المستفيدين من الدعم المقدم للخبز فيمكن تقدير حصة الدعم الشهري للفرد بمعدل 86 ألف ليرة.
دعم غير معلن
أمام صعوبة تحديد دعم الدولة المقدم لكل عائلة في بعض القطاعات كالكهرباء والمياه.. وأمام صعوبة الوصول إلى إجمالي مبلغ الدعم المقدم بشكل فعلي لكل عائلة، إضافة إلى صعوبة معرفة نصيب كل فرد من الدعم الموجود في الموازنة التقديرية الأولية للحكومة في العام 2024 التي بلغت 35500 مليار ليرة سورية، تم اعتبار أن متوسط عدد أفراد العوائل التي تملك بطاقات إلكترونية والبالغة 4.6 ملايين بطاقة هو خمس أفراد، وتم توزيع كامل الموازنة فإن نصيب العائلة من الدعم يبلغ 8.875 ملايين ليرة، ما يعادل 739 ألف ليرة شهرياً، أي إن معدل نصيب الفرد من الموازنة سنوياً 1٫7 مليون ليرة، أي ما يقرب من 150 ألف ليرة شهرياً.