«فورين بوليسي» أكدت إخفاق البحرية الأميركية في مواجهة هجمات اليمنيين … «نيويورك تايمز»: كبار جنرالات إسرائيل يريدون تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة
| وكالات
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن ضباطاً كباراً في جيش الاحتلال، يريدون بدء تنفيذ وقف إطلاق نار في غزة، ولو أدى ذلك إلى بقاء حماس في السلطة في الوقت الحالي، على حين تحدثت مجلّة «فورين بوليسي» عن عدم جدوى الجهود التي تبذلها القوات البحرية الأميركية والبريطانية والأوروبية، لتحييد هجمات اليمن.
ورأت «نيويورك تايمز» في دعوة ضباط جيش الاحتلال اتساعاً للهوّة بين الجيش ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يعارض هدنةً من شأنها السماح لحماس بالبقاء، وحسب الصحيفة، يعتقد الضباط أن الهدنة ستكون أفضل طريقة لتحرير نحو 120 أسيراً إسرائيلياً من الموتى والأحياء ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.
ويشرح الضباط الذين استصرحتهم الصحيفة، وهم 6 مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين، الأسباب التي يرونها موجبة لوقف الحرب، وفي طليعتها حاجة القوات إلى التعافي قبل احتمال اندلاع أي حرب برية مع حزب الله، بعد خوضهم أطول حرب في تاريخ الكيان، وفي ظل عدم تجهيزهم لمزيد من القتال، ويرى الضباط الذين اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم، «لمناقشتهم مسائل أمنية حساسة»، أنه يمكن للهدنة مع حماس أيضاً أن تسهل التوصل إلى اتفاق مع حزب الله.
وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن إيال هولاتا، مستشار «الأمن القومي» الإسرائيلي السابق، الذي يتحدث بانتظام مع كبار المسؤولين العسكريين، قوله: إن «الجيش يدعم بالكامل صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار»، وتابع هولاتا: «إنهم يدركون أن التوقف في غزة يجعل التهدئة أكثر احتمالاً في لبنان»، قبل أن يضيف: «لديهم ذخيرة أقل، وقطع غيار أقل، وطاقة أقل مما كان لديهم من قبل، لذلك فهم يعتقدون أيضاً أن التوقف في غزة، يمنحنا المزيد من الوقت للاستعداد في حالة اندلاع حرب أكبر مع حزب الله».
ووفقاً لأربعة مسؤولين عسكريين، فإن عدد جنود الاحتياط الذين يتوجهون إلى الخدمة أصبح أقل، «كما أصبح الضباط يشعرون بعدم الثقة في قادتهم على نحو متزايد»، وسط أزمة ثقة في القيادة العسكرية ناجمة عن الفشل في منع عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي.
ونقلت الصحيفة عن الضباط، تأكيدهم أن الجيش يعاني نقصاً في القذائف، وفي قطع الغيار للدبابات والجرافات العسكرية والمركبات المدرعة، كما ذهب بعضهم إلى حدّ التأكيد، أن الدبابات في غزة، ليست محمّلة بالقدرة الكاملة من القذائف التي تحملها عادةً، حيث يحاول الجيش الحفاظ على مخزوناته في حالة اندلاع حرب أكبر مع حزب الله.
في سياق متصل، تحدّثت مجلّة «فورين بوليسي» الأميركية، عن إخفاق العمليات البحرية الغربية المكثفة، التي استمرت عدة أشهر، في وقف هجمات اليمن في البحر الأحمر، إذ بعد مرور أكثر من ستة أشهر، على بدء هجمات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، حسب المجلة، كان على الشحن العالمي أن «يتعامل ويتصالح» مع الوضع الطبيعي الراهن، حيث «تزداد حالات التأخير والارتباك وارتفاع التكاليف سوءاً»، ويأتي رغم الجهود التي تبذلها القوات البحرية الأميركية والبريطانية والأوروبية، التي كانت موجودة طوال الوقت في محاولة، «من دون جدوى، لتحييد هجمات صنعاء».
وذكرت المجلة أن ظهور القوات البحرية الرائدة في العالم، وهي تكافح من أجل إخضاع القوات المسلحة اليمنية، يُثير «تساؤلات مؤلمة» بشأن فائدة القوة البحرية وكفاءة القوات البحرية الغربية، التي من المفترض أن «تتحمّل العبء في أي مواجهة مستقبلية مع منافس رئيسي مثل الصين».
ونقلت المجلة عن الخبير البحري في مركز الإستراتيجية والأمن البحري ومعهد السياسة الأمنية في جامعة كيل في ألمانيا، سيباستيان برونز، قوله إن اليمنيين «أثبتوا أنهم قوة هائلة»، وأضاف: «إنّها جهة فاعلة غير حكومية، تمتلك ترسانة أكبر، وهي قادرة حقاً على التسبب في صداع للتحالف الغربي، وعندما تواجه القوات البحرية مشكلة في الاستدامة على هذا المستوى، فإن الأمر مثير للقلق حقاً».
وأفادت «فورين بوليسي»، بأنّه «لم يكن من المتوقع» أن تستمر طويلاً الاضطرابات الناجمة عن هذه العمليات، خاصةً بعد وصول القوات البحرية الغربية إلى الساحة؛ مشيرةً إلى أن أقساط التأمين لشركات الشحن «انخفضت بشكل طفيف» عندما تمّ إعلان الانتشار الأميركي البريطاني المشترك، كما استقرت تكاليف الشحن في الربيع، ومع ذلك، وبعد مرور 8 أشهر، أصبح انقطاع الشحن فجأة «أسوأ بكثير».
إلى جانب ذلك، أشارت المجلة إلى أن القوات البحرية للولايات المتحدة وبريطانيا ومجموعة من السفن الأوروبية المتناوبة، تحاول استعادة الشحن الطبيعي منذ بداية هجمات اليمنيين تقريباً «من دون نجاحٍ يُذكر»، كما يتضح من الحقيقة أن نسب أسعار التأمين التي تغطي السفن المعرضة لخطر الحرب، لا تزال مرتفعةً بنسبة 1000 بالمئة تقريباً عن مستويات ما قبل الهجمات.
ورأت «فورين بوليسي»، أن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة «لإضعاف» قدرة اليمنيين على استهداف السفن انتهت إلى «لعبة مكلفة»، حيث أثبت اليمنيون أنهم «أكثر قدرةً على الحركة»، مما كان متوقعاً في البداية.