نتنياهو واصل تعنته عبر تقديم مطالب جديدة.. و«الشعبية»: المفاوضات خدعة أميركية … بيان فرنسي ألماني بريطاني: يجب إنهاء المعارك في قطاع غزة
| وكالات
رحّب قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا أمس الإثنين، بـ«العمل الدؤوب» الذي يبذله الشركاء للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين يواصل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعنّته بتقديمه مطالب جديدة.
وقال قادة الدول في بيان مشترك بشأن الشرق الأوسط، إنه «يتعين أن تنتهي المعارك الآن، وأن يتم إطلاق سراح جميع الأسرى لدى حماس»، وأضاف البيان: «نعمل مع جميع الأطراف لمنع التصعيد، ولن ندّخر أي جهد لتهدئة التوترات، وإيجاد سبيل نحو الاستقرار في قطاع غزة»، وفق ما نقلت قناة «القاهرة الإخبارية».
ولفت البيان إلى تأييد قادة الدول الثلاث «البيان المشترك الصادر عن قطر ومصر والولايات المتحدة، الذي يدعو إلى الاستئناف الفوري للمفاوضات»، وشدد على أن «سكان غزة بحاجة إلى إيصال المساعدات وتوزيعها بشكل عاجل من دون قيود».
يأتي ذلك بعد دعوة أميركية قطرية مصرية إلى استئناف المفاوضات يوم الخميس المقبل، طالبت حركة حماس في إثرها الوسطاء في قطر ومصر بتقديم خطة لتنفيذ ما وافقت عليه الحركة في الثاني من تموز الماضي، بدلاً من الانخراط في مفاوضات جديدة.
وأوضحت حماس في بيان أن مطالبتها تأتي في ضوء ما قابله الاحتلال الإسرائيلي بالرفض واستمرار المجازر بحق الشعب الفلسطيني، وما أبدته من مرونة وإيجابية قدّمتها الحركة من أجل تحقيق أهداف ومصالح الشعب وحقن دمائه ووقف الإبادة الجماعية بحقه، وبما يفتح المجال لعملية تبادل للأسرى وإغاثة الشعب وعودة النازحين وإعادة الإعمار، وأكدت الحركة أنها وافقت على مقترح الوسطاء في السادس من أيار الماضي، ورحبت بإعلان الرئيس بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 بهذا الخصوص.
وبينما تُبدي حماس مرونتها وتمسكها في الوقت نفسه بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والعادلة، فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يواصل تعنّته بتقديمه مطالب جديدة، حيث أفادت قناة «كان 11» الإسرائيلية بأن إسرائيل تطالب، من بين أمور أخرى، بقائمة مسبقة بأسماء 33 أسيراً حياً من المفترض أن تجري إعادتهم في المرحلة الأولى، ولفتت إلى أن ذلك «يمثل تغييراً في موقف إسرائيل، التي سعت في السابق إلى إعادة أسرى أحياء وأموات في المرحلة الأولى من الصفقة»، بينما تُطالب أيضاً باستخدام حق «النقض» بحق بعض الأسرى الفلسطينيين.
وكشفت «كان» أن وفداً إسرائيلياً زار في الأيام الأخيرة الخارج، والتقى سراً الوسطاء من أجل نقل المطالب والمسودات نفسها، بينما نقلت عن مصادر مطلعة على التفاصيل أنه «جرى إحراز تقدم فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح»، لكن رغم ذلك «لم يتحقق حتى الآن تقدم كبير بشأن القضايا الأخرى المتنازع عليها»، وفق «كان».
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اعتبرت بدورها أمس الإثنين، أن كل ما يجري تداوله بشأن مساع أميركية لإلزام الاحتلال الإسرائيلي باتفاق لوقف إطلاق النار، «ما هو إلا مناورة وخدعة جديدة تمارسها الإدارة الأميركية لتغطية العدوان وضمان استمرار حرب الإبادة»، وخصوصاً في ظل استمرار اتهاماتها الكاذبة بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته، وتسليحها ومشاركتها العسكرية المباشرة دعماً للاحتلال.
وفي ضوء ذلك، أكدت الجبهة الشعبية أن حرص المقاومة على الاستجابة لكل مبادرات الوسطاء «ارتبط برغبتها برفع المعاناة وكف جرائم ومذابح الاحتلال عن الشعب الفلسطيني»، مشيرةً إلى أن استخدام هذه المفاوضات أداة لتغطية وإدامة حرب الإبادة «يجعل منها أداة في الحرب والعدوان».
وشدّدت الجبهة على أن المطلوب الآن من الوسطاء الوقف الشامل لجرائم الاحتلال وحربه ضد الشعب الفلسطيني قبل الشروع في أي مفاوضات يستخدمها المحتل كغطاء للمجازر، فلا «يعقل أن يجري أي تفــاوض بينما تســتمر جرائـم الاحتـلال في مراكـز الإيـواء والمدارس وخيام النزوح والمستشفيات».
ورأت أن هذه المفاوضات «لا معنى لها مادامت حكومة العدوان ومجرمو الحرب لم يقدموا موافقة واضحة ومعلنة على الصياغة التي قدمت من جانبهم أصلاً، وتبناها الرئيس الأميركي جو بايدن»، كما شدّدت الجبهة على أن فتح الباب لمفاوضات جديدة، أو حتى مناقشة شروط جديدة أو قديمة من مجرمي الحرب في حكومة الاحتلال، «مرفوض جملةً وتفصيلاً».
وأضافت: «لن نضع رقاب أبناء شعبنا رهينة لمناورات ومسرحيات يلعبها بنيامين نتنياهو وحكومته بتغطية أميركية ودولية»، واعتبرت أن المطلوب هو «خطة تنفيذية لوقف العدوان وقرار دولي ضامن لهذه الخطة»، وأكدت الجبهة وحدة صف الشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة عدوان المحتل وحلفائه، وكذلك مناوراتهم باسم المفاوضات، والثقة التامة بقدرة المقاومة على الدفاع عن حقوق الشعب وحمل مطالبه المشروعة.