واشنطن وتل أبيب تبحثان عن مرتزقة لحماية الاحتلال
| تحسين حلبي
كشفت مجلة «غلوبز» الإسرائيلية في 28 تشرين الثاني الماضي أن عدداً من الشركات الأمنية والعسكرية الخاصة في الولايات المتحدة تتنافس في عروضها المقدمة لوزارة الدفاع الأميركية من أجل إرسال قوات مرتزقة خاصة بهذه الشركات للانتشار في المنطقة التي حددتها إسرائيل في شمال قطاع غزة للقيام بحمايتها من المقاومة والمشاركة في استلام وتوزيع المساعدات الغذائية للذين ستسمح لهم إسرائيل بالبقاء في منطقة شمال قطاع غزة، وتضيف الصحيفة إن أشهر شركات تجنيد المرتزقة المتنافسة هما شركة «كونستيليز» وشركة «اوربيز» حيث ترغب كل واحدة منهما بالقيام بهذه المهام التي ستجعل قوات المرتزقة تحل محل جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال القطاع بشكل خاص لأنه متاخم لمستوطنات غلاف قطاع غزة ومن مهامه حمايتها من اختراق أو تسلل رجال المقاومة الفلسطينية.
والشركة الأميركية لتجنيد المرتزقة «كونستيليز» هي التي حلت محل شركة «بلاك ووتر» الشهيرة التي استخدمتها واشنطن في اليمن وهزم اليمنيون في صنعاء جنودها الذين جندتهم بلاك ووتر من جنسيات مختلفة من أميركا اللاتينية ومن ضباط أميركيين متقاعدين، أما شركة «اوربيز» فمقرها في جنوب كارولينا الأميركية وكان قد أسسها جنرالات أميركيون منذ 20 سنة واستخدمتها وزارة الدفاع الأميركية في مهام وعمليات كثيرة، وكانت شركة أميركية من نوع «بلاك ووتر» قد ذكرت في تشرين الأول الماضي أنها تعمل باسم «شركة التوصيل العالمية– جي دي سي» من أجل إيجاد منافذ لتوصيل المساعدات إلى سكان قطاع غزة وهذه الشركة المسجلة كأميركية يملكها موردخاي كاهانا، رجل الأعمال الإسرائيلي الذي كان يشرف على دعم المجموعات الإرهابية في سورية أثناء الحرب عليها ويقدم لهذه المجموعات المعلومات الاستخباراتية والمعدات الحربية لشن العمليات على الجيش السوري وبخاصة في شمال سورية، وتكشف المجلة الإسرائيلية أن حجم هذه العمليات التي ستتم بموافقة الجيش الإسرائيلي لم تعرف بعد بشكل رسمي لكنها تجري بطرق لا تظهر الآن بانتظار ما تعده الولايات المتحدة وإسرائيل لها في قطاع غزة، وقد تكون منطقة شمال قطاع غزة هي مقر مكاتب وقواعد هذه الشركات تمهيدا لتوسيعها تدريجيا، وتذكر مجلة «غلوبز» على لسان المقدم في الجيش الإسرائيلي يوحانان زوراف الباحث العسكري في «معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي» الذي عمل مستشارا سابقا للشؤون الفلسطينية في الجيش الإسرائيلي أن حجم المهام التي ستقوم بها هذه الشركات الأمنية «ستكون نفقاتها بمليارات الشواقل سنويا»، ويضيف زوراف إن «هذه الشركات ستعمل بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي ومؤسساته التي تتولى مهام إدارة سكان القطاع بشكل عام»، وتكشف صحيفة «إسرائيل هايوم» أن جيش الاحتلال سيستعين بدول أجنبية ومنظمات دولية في تأمين النفقات التي ستوضع بين أيدي الشركات الأمنية الخاصة الأميركية التي ستعمل في القطاع لحماية حدود إسرائيل ومستوطنات قطاع غزة، وهذا يتطلب مئات الملايين من الدولارات في البداية»، وتشير مجلة «ذا كراديل» بالانكليزية إلى «استعانة الحكومة الإسرائيلية بالعسكريين المرتزقة لكي يجري استخدامهم في القطاع عن طريق المختصين بتجنيد المرتزقة ومنهم المخابرات الألمانية، من أجل القيام بتجنيد مرتزقة من الذين يأتون اليها لطلب اللجوء ممن يتحدثون العربية، وكذلك من الأفغان»، وتضيف مجلة «ذي كراديل»: إن «جمعية– ذا فاليو اينيشياتيف اسوسييشين» و«الجمعية الإسرائيلية الألمانية – دي آي جي» عملتا معاً على وضع عدد من طالبي اللجوء في قوائم المجندين المرتزقة وبخاصة من الدول الإسلامية وعرضتا رواتب شهرية تتراوح بين 4000 و5000 يورو لهم وتسهيل الإسراع بمنحهم الجنسية الألمانية إذا خدموا كمقاتلين في قطاع غزة»، وذكرت المجلة أن 4000 من المهاجرين اللاجئين الى ألمانيا تم ضمهم إلى قوائم المرتزقة خلال أيلول وتشرين الأول بموجب تقارير من داخل ألمانيا».
لكن كل هذه التوجهات الوحشية لاستخدام المرتزقة في حماية الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة بتمويل أميركي- ألماني وإشراف من وزارة الدفاع الأميركية والمخابرات الألمانية لن تحقق أهداف إسرائيل في القطاع، وخير شاهد على هذه الحقيقة هو انتصار اليمنيين على مرتزقة «بلاك ووتر» الأميركية في العقد الماضي واستسلام عدد من هؤلاء المرتزقة وفرار الآخرين.