الهدنة تتماسك في أسبوعها الأول.. مسلحون يتظاهرون.. وآخرون يطلبون حماية الروس من داعش وأخواته
| الوطن – وكالات
تماسك «وقف العمليات القتالية» في أسبوعه الأول. واستعادت الحياة في المناطق التي شملها الاتفاق الروسي – الأميركي شيئاً من هدوئها، حتى إن المسلحين خرجوا لساعات يوم الجمعة في «تظاهرات مسلحة» تطالب بإسقاط النظام..!
لا يبدو أن المسلحين ماضون في طريق إنهاء معاناة السوريين، بل يبدو أنهم مصرون على الاستمرار في مواجهة تستنزف حياة السوريين وأعمارهم. وفضل المسلحون استغلال «وقف العمليات القتالية» للخروج في تظاهرات تدل على مكابرتهم، عوضاً عن سلوك طريق المصالحة الوطنية المفتوح، واستغلال استعداد القيادة السورية لإصدار عفو عام عنهم إذا ما سلموا أسلحتهم، وتأكيدها أن بإمكانهم الانضمام إلى الجيش أو الانخراط في العملية السياسية. على الرغم من ذلك برز مؤشر على أن تحولاً ما في طريقه إلى التحقق، إذ بلغ عدد المصالحات منذ اتفاق «وقف العمليات القتالية» (42)، على حين بات المسلحون يطلبون من القوات الروسية توفير الحماية لهم في مواجهة التنظيمات الإرهابية كداعش وغيرها، بعد أن كانوا يطلبونها لمواجهة الجيش العربي السوري.
وفي التفاصيل أعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة في حميميم سيرغي كورالينكو أمس، عن رصد 9 انتهاكات لوقف إطلاق النار خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، من ضمنها 6 في محافظة حلب وواحد في كل من دمشق واللاذقية ودرعا.
وأكد كورالينكو في بيان نشره الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن جبهة النصرة قصفت أحياء سكنية في حلب، وهي: حي الشيخ مسعود والشيخ عقيل وكاستيلو والمرج.
من جهة أخرى تعهد المسؤول الروسي بأن تساعد وزارة الدفاع الروسية في ضمان أمن قادة المعارضة الذين وقعوا اتفاقات الهدنة. وشرح أن «قادة المعارضة الذين وقعوا اتفاقات هدنة يطالبون المركز الآن بتوفير الحماية والأمن من مقاتلي تنظيم داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية»، التي أعلنت الحرب ضد المعارضين الموقعين، مؤكداً أن ذلك على العكس تماماً مما كانت عليه الأمور في الأيام الأولى حينما كانوا يطالبون المركز بضمان الحماية والأمن من مؤسسات وهيئات الحكومة السورية كشرط أساسي لتوقيع الهدنة.
وكشف كورالينكو أن مختصي المركز «أجروا، منذ بداية عمله، 23 اجتماعاً مع ممثلي مختلف الأحزاب المعارضة السورية والقوى السياسية». وأشار إلى إمكانية ملاحظة تغيرات كبيرة في مسار المفاوضات، على الرغم من هذا الوقت القصير لعمل المركز. وذكر أن المركز تسلم من 8 قادة جماعات مسلحة، في درعا، خلال الأيام الماضية، طلبات للانضمام إلى اتفاق الهدنة، ليصل بذلك إجمالي عدد وحدات المعارضة «المعتدلة» التي انضمت إلى الاتفاق إلى 30.
وتحدث البيان أيضاً عن أن مفاوضات حول الهدنة مستمرة مع 6 قادة تشكيلات مسلحة تتمركز في محافظات دمشق وحمص ودرعا، بالإضافة إلى مشاورات جرت مع 3 مناطق سكنية بشأن وقف الأعمال العدائية وتقديم المساعدات الإنسانية. وأكد أن إجمالي عدد زعماء المناطق السكنية التي وقعت على اتفاق الهدنة وصل إلى 42 زعيماً.
وفي هذا السياق لفت المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إلى انخفاض عدد القتلى خلال الأسبوع الأول من الهدنة. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن المرصد أن حصيلة هذا الأسبوع وصلت إلى 135 شخصاً في مناطق يشملها اتفاق وقف الأعمال القتالية، في حين قتل 552 شخصاً في المناطق التي لا يشملها الاتفاق.
وشهدت قرى وبلدات ريف حمص الشمالي هدوءاً نسبياً، في الأيام الثلاثة الماضية.
في غضون ذلك واصل الجيش العربي السوري عملياته ضد التنظيمات غير المشمولة باتفاق «وقف العلميات القتالية». وكبدت وحدات من الجيش والقوات المسلحة العاملة في دير الزور عناصر تنظيم داعش، خسائر بالأفراد والآليات. ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر ميداني أن وحدة من الجيش «دمرت في عمليات نوعية مدفع هاون لتنظيم داعش قرب كلية الزراعة في قرية المريعية وسيارة محملة بالإرهابيين والأسلحة في محيط جبل الثردة» في الريف الشرقي.
ولفت إلى أن وحدة أخرى «وجهت رمايات نارية مكثفة بعد ورود معلومات عن تحرك رتل سيارات محملة بالذخيرة والإرهابيين قرب جامعة الجزيرة في البغيلية بالريف الغربي ما أدى إلى تدميرها».
ووفقاً للمصدر فقد تأكد «إيقاع قتلى ومصابين في صفوف إرهابيي داعش وتدمير قاعدة إطلاق صواريخ خلال اشتباك وحدة من الجيش معهم أثناء محاولتهم التسلل إلى محيط حي الصناعة بمدينة دير الزور». وفي ريف السويداء الجنوبي الغربي، صادرت الجهات المختصة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية فجر أمس سيارة محملة بكمية كبيرة من الألغام والقذائف والذخائر كانت قادمة من درعا باتجاه التنظيمات الإرهابية المسلحة في البادية الشرقية.
وأوضح مصدر مسؤول في المحافظة لوكالة «سانا» أنه بعد عملية متابعة دقيقة تم ضبط سيارة هونداي محملة بعشرات الألغام المضادة للدروع والأفراد وقذائف «هاون»، و«آر بي جي» وصناديق ذخيرة رشاش عيار (23مم)، ما بين قريتي عرى ورساس في ريف السويداء الجنوبي كانت قادمة من ريف درعا الشرقي باتجاه التنظيمات الإرهابية في البادية الشرقية.