بوتين: روسيا لن تنجر إلى سباق تسلح جديد مع أميركا.. والأخيرة قلقة من تصريحاته حول الدرع الصاروخية
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لن تنجر إلى سباق تسلح جديد لكنها ستعدل خططها لإعادة تسليح الجيش الروسي بما يتناسب مع مستوى الخطر.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بوتين قوله خلال اجتماع لقادة وزارة الدفاع الروسية ومؤسسات الصناعات العسكرية في منتجع سوتشي جنوب روسيا أمس: «إننا لن ننجر إلى هذا السباق بل سنواصل السير في طريقنا وسنعمل بمنتهى الحذر»، مؤكداً أن روسيا لا تنوي تجاوز مستوى الإنفاق المخطط له على إعادة تسليح الجيش والأسطول لكنها ستعدل خططها في هذا المجال التي أقرتها منذ سنوات عدة من أجل وقف المخاطر الناشئة على أمن الدولة. وفي تعليق على تدشين أول قاعدة للدرع الصاروخية الأميركية مزودة بمنظومة /إيجيس أشور/ في رومانيا والشروع في بناء موقع عسكري مماثل في أراضي بولندا، لفت بوتين إلى أن الولايات المتحدة تستغل تأثيرها في وسائل الإعلام لتضليل الرأي العام العالمي بشأن أهداف نشر الدرع الصاروخية لكنها عاجزة عن إقناع المسؤولين العسكريين الروس بأن هذه المنظومة تحمل طابعاً دفاعياً بحتاً. وشدد الرئيس الروسي على أن تلك المنظومة الأميركية ليست دفاعية على الإطلاق بل هي جزء من القدرات الإستراتيجية النووية للولايات المتحدة ستنقل إلى مناطق أخرى وبالذات إلى أوروبا الشرقية.
وبيّن بوتين أنه بعد نشر عناصر الدرع الصاروخية الأميركية في هذه المناطق بناء على موافقة أصحاب القرار بهذا الشأن فإن روسيا ستضطر للتفكير في سبل وقف المخاطر التي تهدد أمن الاتحاد الروسي.
وكان الناتو أعلن في وقت سابق نشر عناصر من الدرع الصاروخية الأميركية في رومانيا وبولندا في حين كشفت مصادر عسكرية غربية عن نيات الحلف وضع أربع كتائب يبلغ مجموعها نحو 4 آلاف جندي في منطقة بحر البلطيق.
بدوره أعرب البنتاغون عن قلقه الشديد من تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول سبل الحد من المخاطر المحتملة لأمن روسيا من نشر عناصر الدرع الصاروخية الأميركية في رومانيا وبولندا. وكانت رومانيا قد شهدت يوم الخميس حفل افتتاح القاعدة الأميركية للمجمعات الصاروخية Aegis Ashore في بلدة ديفسيلو الرومانية وفي اليوم التالي تم في قرية ويدزيكوفو في شمال بولندا وضع أساس قاعدة مماثلة ستصبح جاهزة في 2018.
وقال نائب وزير الدفاع الأميركية روبرت وورك: إن هذا تهديد ونحن نطلب من روسيا أن تفكر جيداً قبل إطلاق هذه التصريحات «لأن لدينا نية بالتعاون مع روسيا عندما يكون ذلك ممكنا. ولكن هذه التهديدات متضاربة جداً وهي تثير القلق الشديد لدينا». وتجدر الإشارة إلى أن الجانب الأميركي قال مراراً إن الدرع الصاروخية التي تقام في أوروبا غير قادرة على تقويض الترسانة الروسية وهي موجهة لتهديد الصواريخ البالستية المتوسطة والقصيرة المدى التي يمكن أن تطلق من الشرق الأوسط. ولكن الخبراء يشيرون إلى أن المجمعات الصاروخية Aegis Ashore مخصصة ليس فقط للأغراض الدفاعية. ويمكن أن تتضمن منصات من طراز Mk-41 التي يمكن أن تستخدم لإطلاق صواريخ مجنحة « توما هوك» ( استخدمت خلال ضرب العراق في 2003 وليبيا في 2011). وشدد ممثل روسيا الدائم لدى الناتو الكسندر غروشكو على أن نشر منصات Mk-41 في مواقع الدرع الصاروخية الأميركية شرق أوروبا يمكن أن يقوض بشكل جدي معاهدة الحد والتخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. ولكن الخارجية الأميركية تؤكد أن مجمعات Aegis Ashore لا يمكنها أن تطلق صواريخ هجومية والدرع الصاروخية تتوافق بالكامل مع التزامات الولايات المتحدة وفقا للمعاهدة المذكورة.
روسيا اليوم– نوفوستي- سانا