ما لا يقل عن 600 مدني تمكنوا من الخروج من منبج … الجيش يدمر مستودعات ذخيرة المسلحين شمال حلب
| حلب- الوطن- وكالات
بينما مهد سلاح الجو في الجيش العربي السوري لعملية عسكرية مرتقبة بغارات على مواقع المسلحين والإرهابيين بريف حلب الشمالي واصلت «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة بطيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن حصارها لمدينة منبج وسط أنباء عن سيطرة ميليشيا «الجيش الحر» على قرية غزل، شرقي مدينة إعزاز بعدما أحبطت محاولة تسلل فاشلة للتنظيم إلى مارع.
وشن سلاح الجو في الجيش سلسلة غارات في اليومين الماضيين استهدفت مستودعات ذخيرة المسلحين في ريف حلب الشمالي التي احترقت بمحتوياتها في مسعى للتمهيد لعملية عسكرية مرتقبة، وفق مراقبين عسكريين لـ«الوطن».
وأمس، تمكنت مقاتلات الجيش من تدمير مستودعي أسلحة عائدين لـ«الجبهة الشامية» في بلدة حريتان تم استجرار محتوياتهما من تركيا في الأسبوع الأخير، جاء ذلك كثمرة تعاون بين سكان محليين والجيش العربي السوري الذي لديه بنك أهداف عن معظم مستودعات الأسلحة والطرق التي تسلكها الشاحنات التي تقلها من تركيا عبر حدود إدلب معها أو من خلال بوابة السلامة الحدودية في أعزاز.
وأفاد مصدر معارض في «الشامية» لـ«الوطن»، أن ثلاثة مستودعات لجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، تم تدميرها بالكامل في الأيام الثلاثة الأخيرة في غارات لطيران التحالف المشترك في الجيشين السوري والروسي شوهدت ألسنة اللهب تنطلق منها من مدينة حلب ليلاً، ما يؤكد عزم الجيش على تنفيذ عملية عسكرية كبيرة استبقتها المقاتلات الروسية بدك أبراج اتصالات المسلحين في ريف حلب الشمالي عند الحدود التركية، وهو ما أدى إلى انقطاع الاتصالات بين معظم الفصائل المسلحة إلا أن جهوداً حثيثة تبذل على يد فنيين أتراك لاستعادتها، بحسب ما تحدثت مصادر أهلية في أعزاز لـ«الوطن».
وخاضت وحدات الجيش ليل أمس الأول اشتباكات عنيفة مع المسلحين في مزارع الملاح شمال حلب وفي خان طومان ومحيطها في معراتة والحميرة ومحيط القراصي بريف المحافظة الجنوبي كبد خلالها المسلحين عشرات القتلى والجرحى في الوقت الذي كثف فيه سلاح الجو غاراته التي استهدفت أيضاً طريقي الكاستيللو وغازي عينتاب وأحياء بني زيد وبستان الباشا والجندول وصالات الليرمون ومنطقة الراشدين الرابعة.
من جهة أخرى، استعادت ميليشيا «الجيش الحر» فجر أمس، السيطرة على قرية غزل، شرقي مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي بعد معارك مع داعش، في ظل استمرار حصار «الديمقراطية» لمدينة منبج، وفق ما نقلت وكالة «سمارت» المعارضة، التي ذكرت أن ميليشيا الحر تصدّت، ليل الأحد، لمحاولة تسلل للتنظيم إلى مدينة مارع. في سياق آخر، ذكرت الوكالة أن طائرات روسية شنت غارات بالصواريخ صباح أمس على منطقة مزارع الملاح في الريف الشمالي.
إلى منبج حيث نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض عما سماها «مصادر موثوقة»، أن ما لا يقل عن 600 مدني تمكنوا من الخروج من المدينة التي يسيطر عليها داعش بريف حلب الشمالي الشرقي، من جهتها الجنوبية، ووصلوا إلى مناطق سيطرة «الديمقراطية» عبر مزرعة الحمدونية التي تبعد نحو 200 متر عن مدينة منبج من الطرف الجنوبي للمدينة، «على حين لا يزال عشرات آلاف المدنيين محاصرين داخل المدينة التي يسيطر عليها التنظيم، وسط تردي الأوضاع الإنسانية داخل المدينة بعد توقف الأفران عن العمل وشح المواد الغذائية».
وحسب المرصد يعيش قرابة 200 ألف مدني من سكان المدينة «حالة رعب نتيجة مخاوفهم من أن تتعرض المدينة لقصف مكثف من طائرات التحالف الدولي»، داعياً الأخير و«طائراته وقوات الديمقراطية، إلى توخي الحيطة والحذر وعدم المجازفة في سبيل السيطرة على مدينة منبج، بحياة المدنيين السوريين داخلها، الذين لم يكن لهم ذنب، سوى أنهم خضعوا لسيطرة التنظيم منذ عام 2014»، مؤكداً أن أهالي منبج وقعوا ضحية بين سندان تنظيم داعش الذي لا يزال يحكمهم منذ عامين بقوانينه، ومطرقة التحالف الدولي.
من جهة ثانية نقل «المرصد» عن مصادره أن «فصيلاً عاملاً في ريف حلب الشمالي، استهدف بصاروخ تاو أميركي، جرافة لقوات الديمقراطية كانت متوقفة في المنطقة الواقعة بين أطراف قرية الشيخ عيسى ومنطقة مارع بريف حلب الشمالي».
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يعلن عن استعمال سلاح كهذا لاستهداف «الديمقراطية» التي تعمل بدعم من قوات خاصة أميركية وغطاء جوي للتحالف تقوده واشنطن.
في الغضون أعلنت ميليشيا «لواء أحرار سورية» انضمامها الكامل لـ«فرقة الحمزة قوات خاصة» بريف حلب الشمالي، وفق موقع «الدرر الشامية» المعارض.