تغير عادات استهلاك رمضان عند السوريين … شراء المواد والسلع أصبح بالقطّارة.. والتقنين سيد الموقف
| فادي بك الشريف
تتغير العادات الاستهلاكية والطلب على المواد خلال شهر رمضان وذلك بالتوجه نحو أنواع معينة من الأغذية والمشروبات وتقنين أو عدم القدرة على شراء أنواع أخرى نظراً لارتفاع أسعارها الجنوني من جهة وطبيعة شهر رمضان وما يفرضه من طقوس معينة في تناول الأطعمة خلال فترة السحور والإفطار من جهة أخرى علماً أن هذا الأمر مرتبط بشكل مباشر بالمواطن والمستهلك ذي الدخل المحدود ممن لا يستطيع براتبه المتواضع تأمين ولو جزءاً من احتياجاته الأساسية من السلع والمواد الغذائية.
مواطنون وصفوا استهلاكهم خلال شهر رمضان بالمتواضع والمنخفض بشكل كبير نظراً للغلاء الفاحش للأسعار وعدم القدرة على شراء العديد من الأصناف كاللحوم والفروج ليكون حسب ما عبروا عنه لـ«الوطن» أن «التقنين سيد الموقف، في التعامل مع الحاجات الأساسية وشراء السلع والمواد، ذاكرين في سياقه التوجه نحو مؤسسات التدخل الإيجابي لشراء المواد وذلك بنسبة أقل من سعرها في الأسواق.
وأكد عدد من المواطنين ممن التقت بهم «الوطن» أن عاداتهم التسوقية والاستهلاكية تغيرت بشكل كامل، كما أن الولائم على المائدة والزيارات العامة للأقارب والأصدقاء أصبحت شبه نادرة وتكاد تكون للأغنياء فقط، وتتغير عادات الاستقبال والعمل حتى إن عادات شهر رمضان تفرض طقوساً معينة غير موجودة إلا بهذا الشهر على صعيد مشاهدة المسلسلات الرمضانية من كل حدب وصوب لتستقطب شريحة كبيرة من المواطنين، إضافة إلى طقوس مختلفة يفرضها هذا الشهر الكريم في التقرب من الله سبحانه وتعالى من خلال الصوم والتصدق على الفقراء والمحتاجين، حيث ينشط عمل الجمعيات الخيرية خلال هذا الشهر.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد مدير عام المخابز الآلية زياد هزاع أن الطلب على مادة الخبز انخفض خلال شهر رمضان نظراً لتغير العادات الاستهلاكية المرتبطة بالصوم، لذلك يخف الاستهلاك على المادة بمعدل 25% ويتم العمل والإنتاج في المخابز بما يتوافق مع المنطقة وذلك بالتركيز على الفترة المسائية والصباحية في عملية البيع.
وأكد هزاع أن كل المواد والمستلزمات مؤمنة بالكامل من دقيق وخميرة ومولدات طاقة ومحروقات على مستوى قطع التبديل، مشيراً إلى وجود احتياطي خاص بالمخابز بحيث لا تتوقف العملية الإنتاجية.
وقال مدير عام المخابز إن الطلب ينخفض لتوجه المواطن نحو أصناف معينة من الأغذية، موضحاً أن الإنتاج للمخابز الآلية يقدر بـ1600 طن يومياً، وينخفض إلى نحو 1200 طن خلال شهر رمضان، في ظل وجود ثقافة استهلاكية خاصة خلال شهر رمضان بين الإفطار والسحور.
وقال رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني في تصريح لـ«الوطن» إننا تحولنا من شراء المأكولات بكثرة والإسراف في الاستهلاك إلى التقنين في عملية الشراء، بحيث إن هناك شريحة من المواطنين لم تتأثر بالارتفاعات الحاصلة واستمرت بالطلب واستهلاكها بقي كما هو، وهناك أعداد كبيرة من المواطنين ممن لا يستطيعون تأمين الحد الأدنى من الطعام والشراب مشيراً إلى وجود ظاهرة خلال هذا الشهر الكريم عبر مساعدة المحتاجين عن طريق الجمعيات والمؤسسات الخيرية بتقديم السلل والمواد للفقراء.
وأضاف دخاخني: إن العادات الاستهلاكية تغيرت وأصبح الشراء بالحبة والقطعة، ذاكراً أن الليمونة الواحدة وصل سعرها لـ300 ليرة سورية، وأصبح المواطن يقتصر على أنواع معينة من الأغذية، ذاكراً بالقول: حتى العصائر ارتفع سعرها، والطلب على المواد والاستهلاك انخفض بنسبة كبيرة.