يتخبط المسلسل بثنائية مملة … «ياريت» لم يتفوق على المألوف في دراما الخيانة والحب
| وائل العدس
هو عمل لبناني سوري مصري مشترك من تأليف كلوديا مارشليان وإخراج فيليب أسمر، وبطولة كل من منى واصف، وماغي بو غصن، وقيس الشيخ نجيب، وباميلا الكيك، وهاني عادل، ووسام حنا، ونهلة داوود، وجوزيف بو نصار، وخالد القيش، وجو طراد، وعلاء الزغبي، وأنطوانيت نجيب، وبسام لطفي، وميريانا معلولي وغيرهم.
«ياريت» مسلسل اجتماعي رومانسي جديد من نوعه، يتناول العلاقات المتشابكة في المجتمع ضمن العائلة اللبنانية والسورية والمصرية، وتأثيرها في حياة كل فرد باختلاف خلفيته الثقافية والاجتماعية، كما يعرض قصص حب وخيانة وغدر، ويقدم مادة دسمة وجذابة.
ويقوم العمل بالتركيز على الاندماج الاجتماعي بين شعبي سورية ولبنان بعد الحرب واندماج بعضهم الآخر في مصر والمجتمع المصري.
هي قصة رجل الأعمال الناجح «إياد» الذي هاجر إلى لندن في الـ 18 من عمره وعمل هناك بكدّ. ارتبط بزوجته الإنكليزية وحصل على جنسيتها، ثم انتقل إلى العمل في مجال السياحة ليصبح لاحقاً مالك فنادق ومكاتب سفر وصاحب باصات لتأمين السياحة لأكبر المجموعات الآتية من أنحاء العالم.
بعد هذه الحادثة، حقد «إياد» كثيراً على عائلته كلها وقرر أن ينساها وينسى كل الماضي ولكن وحدها والدته ما زالت في باله.
كوّن نفسه «إياد» وأصبح رجل أعمال ناجحاً وتزوج من إنكليزية ولكنها خانته فقرر ألا يتزوج مطلقاً وأن يهتم بابنته ويرعاها بنفسه وراح يقيم علاقات عابرة إلى أن تعرف منذ سبع سنوات على «جنى».
«جنى» سيدة راقية مثقفة محترمة تُدرّس مادة الفيزياء في جامعة من جامعات لندن ويجمعها بـ«إياد» الكثير من الأحداث المشوقة بعد لقائهما، لكن المفارقة أنه يعيش في ثراء فاحش، بينما عائلته تعيش في فقر مدقع، حتى إن والده وإخوته عجزوا عن تأمين الدواء للوالدة المريضة بسبب ظروفهم المادية الصعبة.
وتتوالى الأحداث، فيظهر أن «إياد» يحقد على أهله ويكره أن يأتي على ذكرهم، حيث يشير بشكل غامض إلى أنهم قد آذوه كثيراً في الماضي، فقرر أن يتخطى هذه المرحلة ويتبرأ منهم، من دون أن يُعرف سبب ذلك.
ماذا سيحدث؟
في هذا العمل قدرة على جعلك تتساءل: ماذا سيحدث؟ فالمسلسل مصنوع على وتيرة تصاعدية من أجل أن تنتظر.
العمل مشوق، فيه عناصر تنسيك حمل الريموت كونترول ونسف الشاشة، وكل حلقة تحمل حدثاً يمهد لسواه. هذا في العموميات، ولا استخفاف أبداً بمسلسل قادر على خوض سباق شرس خارج إمكان الجذب.
ولكن يتخبط المسلسل بثنائية مملة: الحبّ والخيانة، ويدور في دوامة مشاعر مستعادة بإطار منكمش.
لم يتفوق العمل على المألوف في دراما الخيانة والحب باشتعالاته الفجائية، وبدا أنه امتداد لمشاهد سبق أن استهلكتها وجوه أخرى في نصوص مشابهة.
المسلسل حاول إدخال إشكاليات ملحقة، كصراع الوطن والغربة، واللاجئ والأرض المستحيلة، أو اضطرابات الأسرة وتوتر العلاقات الإنسانية، ويسيطر نفس الخيانة وطعنات القلب على الطريقة المكسيكية.
علاقات مفككة
يدخل العمل إلى واقع العلاقات الإنسانية، وخصوصاً العلاقة الملتبسة بين الرجل والمرأة، فتأخذنا الأحداث إلى ما تحمله كل شخصية من روافد ماضية في بنائها الأسري، وتقاليد قاسية ظالمة للمرأة وترخي بنتائجها على جيل جديد، مقيم أو مغترب، واكب المتغيرات الحضارية لكنه بقي يحتفظ بما تضخه الذاكرة الأولى من ألم وصور من شأنها أن تؤثر في خياراته الشخصية.
ويبدو ضمن هذا الإطار، حكاية واحدة في حكايات، منها ما يتعاطف مع واقع المرأة حيث تعيش مسحوقة أمام ذكورية المجتمع، ومنها ما يشير إلى نوع من عدم التوازن الذي يعيشه العربي المغترب بين مفاهيم التحرر الإنساني وبين النزعة النفسية والاجتماعية بالعودة الى البيئة الأصلية ومفاهيمها.
بالمقابل، تبدو العلاقات الأسرية مفككة، الحب جاهز للوقوع في فخ الخيانة عند أول فرصة، وتركيبة الشخصيات مضعضعة فلا شخصية تثير التعاطف باستثناء تلك الأم التي ماتت ولم يبكها أحد.
شارة العمل
حققت شارة العمل التي غنتها إليسا ملايين المشاهدات على موقع اليوتيوب بعد نشرها بأيام قليلة، وقد طرحتها إليسا أولاً عبر تطبيق أنغامي الشهير للموسيقا.
هذا العمل الفني يحمل إحساساً كبيراً في تأديته، وهذا ما عودت النجمة اللبنانية جمهورها عليه في كل مرة تطلق فيها أغنية جديدة تحكي الواقع الملموس سواء الحب أم الخيانة أم العذاب، وغيرها.