عبد اللهيان رأى أن تعديل موقف أنقرة تجاه دمشق سيستغرق وقتاً معيناً … لاريجاني ينفي تعليق استخدام روسيا لقاعدة همدان الجوية
| وكالات
فيما اعتبر مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان أن تعديل موقف تركيا بخصوص المستقبل السياسي لسورية سيستغرق وقتا معيناً، نفى رئيس البرلمان علي لاريجاني تعليق استخدام روسيا لقاعدة همدان الجوية، على حين ذكر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أنه في حال استدعت الأوضاع الميدانية في سورية استئناف العمليات الجوية الروسية من همدان فسيكون ذلك، في الوقت الذي تتريث فيه واشنطن في التعليق على غارات روسيا من همدان.
وحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» قال عبد اللهيان في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» للأنباء أمس: «إن إيران تشاهد مراجعة أنقرة لسياستها الخارجية بخصوص المستقبل السياسي لسورية»، لكنه دعا إلى التحلي بالواقعية، مقراً بأن تعديل موقف تركيا سيستغرق وقتاً معيناً.
وأضاف عبد اللهيان: إن الحوار الصريح والودي بين طهران وأنقرة لم ينقطع على مدى السنوات الخمس الماضية، موضحاً أن المشاورات جرت على المستويين السياسي والدبلوماسي، إضافة إلى الحوار حول قضايا الأمن في المنطقة.
واستطرد قائلاً: «في إطار هذا الحوار، كنا نبذل كل ما بوسعنا من أجل مساعدة تركيا في وضع آلية تساعد أنقرة في لعب دور بناء في تسوية الأزمة السورية»، مرجحاً أن تكون التحولات في سياسة أنقرة مرتبطة بالأحداث الداخلية الأخيرة، بما في ذلك عواقب الانقلاب الفاشل.
واعتبر أن الأخذ بعين الاعتبار الخطط الأميركية الفاشلة للإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من الطبيعي أن يتوجه الأخير وفريقه إلى مراجعة السياسة الخارجية للبلاد واتخاذ الإجراءات الضرورية لذلك، ويتعلق ذلك، بالدرجة الأولى، بالمستقبل السياسي لسورية».
وتابع قائلاً: «علينا في الوقت نفسه أن نكون واقعيين، على الرغم من زيارة أردوغان إلى روسيا واللقاءات التي انعقدت لاحقاً على مستوى وزارتي الخارجية الإيرانية والتركية، يجب أن يمر وقت معين، قبل أن تصبح التغيرات المبدئية في النهج الخارجي لأنقرة واضحة للعيان، لكنني ما زلت متفائلاً، وواثقاً من أن مجمل التغيرات التي جاءت إلى العقيدة الخارجية لتركيا، ستصب في السلام والاستقرار بالمنطقة».
من جهة ثانية، وفي رده على سؤال أحد النواب، أكد لاريجاني استمرار التعاون مع روسيا في مجال محاربة الإرهاب، لكنه قال: إن طهران لم تمنح قاعدة همدان الجوية لأي قوة كبرى، مشدداً على أن استخدام الطائرات الحربية الروسية لهذه القاعدة يقتصر على التزود بالوقود، نافياً توقف الطائرات عن التحليق من القاعدة.
وأول من أمس أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إتمام عملية القاذفات الروسية انطلاقاً من قاعدة همدان، إذ وجهت الطائرات الروسية 3 ضربات مكثفة لمواقع الإرهابيين في سورية الأسبوع الماضي انطلاقاً من تلك القاعدة.
لكن الوزارة، أكدت أنها ستواصل استخدام القاعدة الإيرانية على أساس الاتفاقات الثنائية مع طهران في مجال محاربة الإرهاب، في حال تطلب ذلك الوضع الميداني في سورية.
من جانبه اعتبر شمخاني في تصريح له أول من أمس، حسب وكالة «سانا» للأنباء، أن الحملة الدعائية للإعلام الغربي وللنظام السعودي حول التعاون الإيراني الروسي السوري المشترك في العمليات الأخيرة تندرج في سياق الحرب النفسية للتغطية على هزائم حلفائهم الإرهابيين، مؤكداً أن هذا التعاون إستراتيجي مستمر ويقوم على ضمان المصالح الوطنية.
وقال شمخاني: إن «أميركا وحلفاءها الإقليميين يواصلون دعمهم وحمايتهم للتنظيمات الإرهابية في سورية التي تتلقى ضربات حاسمة هناك».
وتعليقاً على توقف استخدام روسيا لقاعدة همدان، قال شمخاني: «إنه في حال استدعت الأوضاع الميدانية في سورية استئناف العمليات الجوية من قاعدة همدان فسيكون ذلك»، حسب «روسيا اليوم».
وأضاف شمخاني: إن «العمليات الأخيرة جاءت بالتعاون مع المستشارين الإيرانيين وبدعم جوي روسي ومشاركة الجيش العربي السوري»، مشيراً إلى أن هذه العمليات كانت بحاجة إلى بعض قدرات إيران لمرحلة محددة.
وتابع شمخاني: «هذا ما تم القيام به في قاعدة همدان وانتهى، هذه العمليات الجوية كانت معروفة، وفي يوم انطلاقها كان من المتفق أن تستمر لعدة أيام فقط وإن استئناف هذا النوع من التعاون مستقبلاً متعلق بمتطلبات التطورات الميدانية في سورية وهو أمر ممكن».