تقدم في محيط التلة وسيطر على كتل في 1070 … الجيش يقلب «أم القرع» بحلب وبالاً على إرهابيي «الفتح»
| حلب- الوطن
قلب الجيش العربي السوري معركة تلة أم القرع التي أعلنتها مليشيا «جيش الفتح» في محور حلب الجنوبي وبالاً عليهم وحال دون فتح الثغرة النارية التي فرضها وقطعت طريق إمدادهم من أحياء المدينة الشرقية نحو منطقة خان طومان في الريف الجنوبي وكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح وفي عتادهم العسكري.
وصد الجيش العربي السوري وحلفاؤه هجوماً كبيراً هو السادس والأعنف من نوعه منذ سيطرته على التلة قبل أربعة أيام بدأ ليل أول من أمس واستمر حتى ظهر أمس على «أم القرع» الإستراتيجية جنوب الكليات الحربية في معركة «كسر عظم» تمكن خلالها من قتل أكثر من 250 مسلحاً بينهم قياديون من جنسيات عربية وأجنبية ودفع زملائهم إلى الفرار والتيه في البراري بشكل عشوائي تاركين وراءهم دباباتهم وآلياتهم العسكرية المدمرة، بحسب مصدر عسكري تحدث لـ«الوطن».
وأضاف المصدر: إن الجيش استطاع إثر رد المسلحين عن التلة المحصنة التقدم في محيطها شمالاً باتجاه كلية التسليح وتثبيت نقاطه الجديدة وليشرف نارياً بشكل أوسع على الكليات وطريق إمداده الذي يربط منطقة الراموسة بريف المحافظة الجنوبي، كما واصل تقدمه وسط اشتباكات عنيفة في المشروع 1070 شقة سكنية وسيطر على كتل بناء جديدة بعد أيام من فرض هيمنته على معظم أبنية المشروع ذي الموقع الحيوي والذي يفسح المجال للجيش للتقدم نحو مدرسة الحكمة إلى الغرب منه وقطع آخر خط إمداد للمسلحين من حلب صوب المحور الجنوبي الغربي.
خبراء عسكريون وصفوا في حديثهم لـ«الوطن» رد الجيش للمسلحين عن «أم القرع» بأنها «ملحمة بكل ما للكلمة من معنى» لأن جميع مليشيات «الفتح» وبأعداد كبيرة شاركت في المعركة وأعدت لها بشكل ممتاز وخصوصاً ميليشيا «أحرار الشام الإسلامية» و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) لكن بسالة الجيش وخطته المحكمة وتكتيكه بصدهم كان بارعاً ويجب تدريسه في الأكاديميات العسكرية.
وقال الخبراء: إن الجيش والقوات الرديفة وجراء الاستطلاع وخرق اتصالات المسلحين، امتلك تصوراً لسيناريو سير المعارك ووضع خطة دفاعية امتصت موجات الهجوم الأولى التي وضع مسلحوها في مرمى نيرانه ونصب كمائن عديدة في نقاط مرور المسلحين وانسحابهم الإلزامية قبل أن يتولى سلاح الجو ملاحقة فلولهم وضرب خطوط إمدادهم الخلفية.
وعرضت مقاطع بثها الإعلامي الحربي المركزي ضراوة المعارك التي خاضها الجيش وفرار المسلحين بشكل جماعي وأعداد من دباباتهم وآلياتهم المدمرة.
وأحصى مصدر ميداني تدمير 9 عربات «بي إم بي» لنقل المسلحين و3 دبابات بمن فيها من المسلحين في محيط تلة أم القرع لوحدها عدا الآليات المعطوبة والأخرى المدمرة في بقية محاور القتال وخصوصاً في محور الكليات الحربية، ما أعاد إلى الاذهان «مجزرة الدبابات» التي نفذها الجيش العربي السوري ضد المسلحين في مزارع الملاح شمال حلب نهاية حزيران الماضي أثناء فرضه حصار على أحياء سيطرتهم شرقي حلب.
ولم تثن جبهات الإشغال التي فتحها المسلحون الجيش العربي السوري عن معركته الرئيسية في «أم القرع» ومحيطها لكنه تعامل بالوسائط النارية المناسبة لهجماتهم على معمل الإسمنت جنوباً وعلى نقاطه في حي العامرية ومحور الكليات الحربية (الفنية الجوية والمدفعية والتسليح) شمالاً. وتأخر قادة «الفتح» في إعلان هزيمتهم على أمل تحقيق أي خرق إلى أن أعلنت وسائل إعلامهم والوسائل التي تدعمهم عن «تعليق» معركة «السيطرة على تلة أم القرع» بسبب وطأة القصف المدفعي والصاروخي الكثيف للجيش العربي السوري على طلائع مهاجميهم وخطوط إمدادهم بعد تهليلها وتضليلها بأن المهاجمين تمكنوا من كسر خطوط دفاع الجيش العربي السوري في التلة ومنطقة الساتر التي تصلها بمحطة معالجة المياه.
وعلى حين أخفت تنسيقيات المسلحين وأبواقهم الإعلامية أعداد قتلاهم في المعركة المصيرية، أعلنت إحدى التنسيقيات عن مقتل مسؤول عسكري كبير في «فتح الشام» ولقبه أبو العباس العدناني إلى جانب مسؤول المدفعية في «الفتح» حسين السفراني الملقب بـ«أبو مرعي» والقائد العسكري لديه زكي الطقيقة.
وكشف مصدر معارض مقرب من «جيش الفتح» لـ«الوطن» عن مقتل أعداد كبيرة من المقاتلين التركستان الذين أصيبوا بصدمة من معارك حلب التي قضت على أعداد غفيرة منهم.
من جانب آخر، بين مصدر إعلامي نقلاً عن القائد الميداني المسؤول عن القطاع الشمالي في الجيش العربي السوري أن حركة السير على طريق الكاستيلو البديل لطريق الراموسة من وإلى حلب جرى تحويلها بفتح الطريق أمام المدنيين والمسافرين بدءاً من السابعة مساء ولغاية الثامنة صباحاً لتخفيف الازدحام الذي يعوق تحرك قوات الجيش عليه وتعبيده علماً أن شهود عيان عبروا الطريق ليلاً أكدوا لـ«الوطن» أن عدد الآليات التي تعمل على إعادة تأهيل طريق الإمداد الوحيد لحلب لا تتعدى أصابع اليد الواحدة على الرغم من أن طول المسافة المطلوب تعبيدها 25 كيلو متر قبل حلول أمطار أيلول التي تحول تراب الطريق إلى كتل انزلاقية تقطع حركة المرور عليه!.