سورية

الخطر التركي قادم.. وداعش لم تسقط من أجندة واشنطن.. ومجالنا الأمن ضمن محور المقاومة .. عمر أوسي لـ«الوطن»: معركة تحرير الرقة «مؤامرة أميركية»

| جانبلات شكاي

اعتبر رئيس «المبادرة الوطنية للأكراد السوريين» وعضو مجلس الشعب عمر أوسي أن إعلان «قوات سورية الديمقراطية» بدء معركة تحرير الرقة من تنظيم داعش الإرهابي بالتنسيق مع التحالف الغربي بقيادة واشنطن، هو «خطأ إستراتيجي سينعكس سلباً على الكرد السوريين»، واصفاً ما تم بأنه «مؤامرة أميركية» ومطالباً الأكراد ألا ينجروا إليها وأن ينتبهوا للخطر التركي.
وفي لقاء له مع صحيفة «الوطن» أرجع أوسي سبب هذا الخطأ لثقة «قوات سورية الديمقراطية» التي تعرف اختصاراً بـ«قسد» بواشنطن وقال: إن «أميركا ليست جادة في القضاء على داعش ضمن الجغرافيا الوطنية السورية، لأن داعش لم تسقط بعد في الأجندة الأميركية لإعادة إنتاج كروكي جيوسياسي جديد للمنطقة»، كما أن واشنطن «ستبيعنا نحن كرد سورية إلى تركيا»، مشيراً إلى أن «المجال والكوريدور الآمن الوحيد أمام أكراد سورية هو ضمن محور المقاومة».
معركة الرقة طويلة وعلى الأخوة في «قسد» إعادة النظر بتنسيقهم مع أميركا
 كيف تقيم إعلان «قوات سورية الديمقراطية» معركة تحرير الرقة بالتعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن؟
 نحن في سورية مع أي قوى تحارب الإرهاب على الجغرافية الوطنية السورية مثل داعش وجبهة النصرة وبقية المنظمات القاعدية على مستوى الفصائل والأحزاب والميليشيات شرط أن يتم ذلك بالتنسيق الكامل مع الجيش السوري وحلفائه روسيا وإيران والقوات الرديفة.
أعتقد أن قرار الأخوة في «قسد» و«وحدات حماية الشعب» ببدء معركة تحرير الرقة عبر محوري عين عيسى وسفوك بالتنسيق مع التحالف الغربي الذي تقوده واشنطن هو خطأ إستراتيجي سينعكس سلباً على الكرد السوريين.
لقد خاضت وحدات الحماية الكردية معارك بطولة ضد داعش وضد الإرهاب في الخاصرة الشمالية للجغرافية الوطنية السورية وأقصد في المناطق الكردية إن كان في الجزيرة السورية أو عين العرب وعفرين وأبلوا بلاء حسناً وهي قوات مجربة في القتال والتصدي لقوات داعش
يجب الحفاظ على هذه الإنجازات لأن الولايات المتحدة دولة براغماتية ومنافقة ولا تملك أي أجندة سياسية باتجاه أكراد سورية وهي تبحث عن شركاء يعملون على البر لتحرير بعض الجغرافيا مثل الرقة وبعض المناطق الشمالية الشرقية الأخرى، وفشلت بإيجاد مثل هذا الشريك، فاتجهت نحو المكون الكردي ووحدات حماية الشعب.
أعتقد أن معركة الرقة طويلة وأتمنى من الأخوة في «وحدات الحماية» إعادة النظر في هذا الموقف وتنسيقهم مع أميركا التي هي ودوائر الأنكلوسكسونية معادية، وهي السبب في التراجيديا والمأساة الإنسانية للشعب الكردي في كردستان التركية والعراقية والإيرانية والمناطق الكردية في سورية وفي المهجر والشتات.
إن واشنطن تحاول السيطرة على هذه الجغرافيا وتوسيع نفوذها ضد الدولة السورية والحليف الروسي لاستعمال ذلك كورقة سياسية في المفاوضات واللقاءات القادمة إن حدثت، لإيجاد حل سياسي في سورية.
وأميركا لن تفرط بعلاقاتها الإستراتيجية مع حليفتها في «ناتو» تركيا، وتستعمل أكراد سورية في أجنداتها لحماية الأمن القومي الأميركي وهذا ما ظهر في زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تركيا عندما طلب من قوات حماية الشعب ترك مناطقها في غرب الفرات والاتجاه إلى الضفة الشرقية للنهر، وأيضاً زيارة وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الأخيرة وثم الزيارة الأخيرة لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد التي وضع فيها تفاصيل خريطة الطريق للأحداث العسكرية التي ستحدث بالتنسيق مع تركيا في الأيام والأسابيع القادمة ضمن الجغرافية الوطنية السورية.

أميركا ليست جادة بالقضاء على داعش والجيش السوري الوحيد المهيأ لدخول مدينة الرقة
 وهل تعتقد أن هناك أي صلة بين ما تم الإعلان عنه بالرقة ومعركة الموصل مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية التي تبدأ اليوم؟
 أعتقد أن الموقف الأميركي، إن كان على صعيد جبهة الرقة أو الموصل، هي ورقة انتخابية تستعملها الإدارة الديمقراطية بعد تراجع حظوظ مرشحتهم هيلاري كلينتون لحساب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وأعتقد أن توقيت هاتين المعركتين، هي في أحد جوانبها خدمة كلينتون.
إن أميركا كعادتها في النفاق تحاول التوفيق بين كل الأطراف الحليفة لها، وأقصد الدولة التركية العضو في «ناتو» منذ عام 1952 وحتى الآن، وبين الأكراد ممثلين بـ«وحدات حماية الشعب» الكردية.
ومن هنا جاءت زيارة رئيس أركان القوات الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد واجتماعه مع رئيس الأركان التركي والاتفاق بأن تعطى مدينتا الباب ومنبج للجيش التركي لقطع طريق الوصل بين الكانتونات الكردية الثلاث التي أعلنوها في الإدارات الذاتية أي بين القامشلي وعين العرب وعفرين.
إن تقسيم المنطقة يتم على أن تدخل تركيا الباب ومنبج ومحيطهما، وتتحرك وحدات الحماية لتحرير ريف الرقة وعزل مركز المحافظة، والحديث لا يتم حالياً عن تحرير واجتياح المدينة وإنما عزلها.
أعتقد أن ما سبق يعود لسببين أساسيين: الأول، أميركا ليست جادة في القضاء على داعش ضمن الجغرافيا الوطنية السورية وداعش لم تسقط بعد في الأجندة الأميركية لإعادة إنتاج كروكي جيوسياسي جديد للمنطقة.
والسبب الثاني: فإن واشنطن ستعطي مسؤولية دخول مدينة الرقة للجيش التركي.
وأرجو من الأخوة في وحدات الحماية الكردية ألا يقعوا في هذا الخطأ، وأميركا ستبيعنا نحن كرد سورية إلى تركيا، والمجال والكوريدور الآمن الوحيد أمام أكراد سورية هو التنسيق عالي المستوى في غرفة عمليات مشتركة مع الجيش السوري والحليف الروسي والإيراني والقوات الحليفة من مقاومة لبنانية وغيرها.
إن الجيش السوري والقوة الوحيدة المهيئة لدخول مدينة الرقة وحتى دخول مدينة الباب التي يقف على مشارفها من الجنوب.
 لماذا تعتقد أن تركيا ستنفذ مشروعها في سورية على حساب الأكراد حلفاء واشنطن اليوم؟
 إن المشروع التركي هدفه في المرحلة الأولى هو ما صرح به نائب رئيس الحكومة التركية أمس بعد الحديث مع رئيس الأركان الأميركي، وهو إخراج وحدات الحماية الكردية من سورية وضرب كانتوناتهم الثلاثة.
والمشروع التركي لن يكتفي بمنطقة الباب ومنبج والمناطق القريبة بريف حلب وغرب الفرات وإنما سيتجه إلى شرق الفرات، وما يتم حالياً هو بروفا لإقامة الطوق الأمني الذي سيمتد من جرابلس إلى الراعي ومارع باتجاه تل رفعت وعفرين وعزاز على أن تشمل المرحلة الثانية الحدود المشتركة شرق الفرات وأقصد المناطق الكردية لضرب الإدارات الذاتية التي تعتبرها تهديداً واضحاً للأمن القومي التركي.
أرجو من قوات الحماية الكردية والأخوة في قوات «قسد» ألا ينجروا في هذه المؤامرة الأميركية، وأن ينتبهوا للخطر التركي.
إن أغلبية الكرد مع الدولة والنظام السياسي والقيادة السورية ونحن نبحث عن فضائنا الرحب ليس فقط في المناطق الكردية وإنما على مستوى الجغرافيا السورية.
أما الهدف الثاني الإستراتيجي لتركيا هو ما عبر عنه الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه بن علي يلداريم ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو أنه بدأ البحث بمشروع توسيع الحدود الإدارية للجمهورية التركية لتضم الشمال السوري أي المناطق الكردية التي تمتد على طول الحدود المشتركة بطول 900 كيلو متر وضم حلب والموصل وكركوك والمحافظات الكردية الثلاث وهي دهوك والسليمانية وأربيل.

بعض المحللين يضعون الكرد في خانة واحدة مع أميركا وإسرائيل وهذه دعوة للفتنة وحرب أهلية
 وسط كل هذه التحديات الأميركية والتركية أين يرى الكرد أنفسهم في سورية؟
 إن موقعنا الطبيعي هو ضمن محور المقاومة وأنا أتمنى ذلك، ولكن وللأسف يظهر الكثير من المحللين السوريين السياسيين على شاشات الفضائيات الوطنية السورية بتوجهاتهم الشوفينية ضد الكرد، وهم لا يميزون بين الأكراد، ويضعون كل الأكراد في خانة واحدة، أي خانة أميركا وإسرائيل وهذا ليس من حقهم.
يجب على هؤلاء المحليين التخلي عن هذه السياسة العبثية والتناقض، وهذه دعوة إلى فتنة وحرب أهلية كردية عربية لم تقع في مناطقنا، فلا العشائر العربية راضية عن هذا ولا العشائر الكردية ولا الشخصيات الوطنية الكردية.
أرجو تخفيف هذه النظرة ضد المكون الكردي فنحن متنوعون شأننا شأن بقية المكونات السورية، ومختلفين في آرائنا السياسية، ولكنني أؤكد أن الأغلبية الساحقة من أكراد سورية هم مع الدولة السورية ووحدة وسيادة الأراضي السورية.
وأنا لي أيضاً عتب على الحكومات السورية المتعاقبة منذ بداية الأزمة وحتى الآن فهم لم يسعوا لتعزيز ودعم تيار وطني كردي سوري يملأ الفراغ، فعندما انسحبت الدولة السورية من تلك المناطق أهملوا هذه المسألة الإستراتيجية الحيوية، وعندما يتم تهميش الأكراد من المركز في الحكومة وبقية مؤسسات الحكومة في المركز بدمشق فهم يدفعون الأكراد لنسج علاقات خارجية مع قوى قد تكون معادية لسورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن