هل لديه «فرص للنجاح» أم أنه لمجرد «تبادل الأوراق والاتهامات»؟ … خدام وأبو القاسم متفقان على موعد «أستانا» ومختلفان حول النتائج
بينما اعتبر المعارض منذر خدام، أن مؤتمر «الأستانا» المرتقب عقده في الثالث والعشرين من الشهر الجاري «لديه فرصة كبيرة للنجاح على الأقل لجهة تعزيز وقف إطلاق النار والتأسيس للمفاوضات القادمة في جنيف»، قلل أمين عام «حزب التضامن» المرخص المعارض محمد أبو القاسم من أهمية ما يمكن أن يتمخض عن المؤتمر، واعتبر أن الأمر سيكون عبارة عن «تبادل أوراق واتهامات لا أكثر».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال خدام: «أغلب الظن سوف يعقد (المؤتمر) في موعده بعد أن تم تشكيل وفد المجموعات المسلحة».
وأعرب خدام عن اعتقاده، بأن المؤتمر «لديه فرصة كبيرة للنجاح على الأقل لجهة تعزيز وقف إطلاق النار، والتأسيس للمفاوضات القادمة في جنيف».
وانقسم ممثلو الميليشيات المسلحة في اجتماعات أنقرة أول من أمس بين موافق على المشاركة في محادثات «أستانا» ورافض ومتحفظ.
وذكر ما يسمى «المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية» في موقعه الإلكتروني، أول من أمس، أن الميليشيات التي وافقت على المشاركة في محادثات «أستانا» هي: «فيلق الشام»، «فرقة السلطان مراد»، «الجبهة الشامية»، «جيش العزة»، «جيش النصر»، «الفرقة الأولى الساحلية»، «لواء شهداء الإسلام»، «تجمع فاستقم»، «جيش الإسلام»، في حين رفضت ميليشيات «أحرار الشام»، و«صقور الشام»، و«فيلق الرحمن»، و«ثوار الشام»، و«جيش إدلب»، و«جيش المجاهدين»، و«حركة نور الدين الزنكي». ورأى خدام أن «انسحاب «أحرار الشام» و«الزنكي» و«فيلق الرحمن» من المؤتمر أضعفه، لكن الرهان على تركيا يزداد لنجاح المؤتمر».
وأضاف: «لقد كان تهديد مسؤول المخابرات التركية للفصائل واضحاً: من لا يريد المشاركة فسوف تتم معاملته كقوة إرهابية»، معتبراً أن «هذا الانقسام نوع من التكتيك التفاوضي لا أكثر».
وأكد رئيس الجناح السياسي لميليشيا «جيش الإسلام» محمد علوش، أنه سيترأس وفد «المعارضة» إلى محادثات «أستانا»، في حين علمت «الوطن» أن وفد الجمهورية العربية السورية سيكون برئاسة مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري. وسيتضمن الوفد شخصيات تمثل المؤسسة العسكرية وشخصيات تمثل القانون السوري بحيث يكون الوفد ممثلاً للدولة السورية مجتمعة. وعن انعكاس ترؤس الجعفري للوفد الحكومي الرسمي وعلوش لوفد المعارضة، قال خدام: إن «تعيين علوش والجعفري ليس علامة جيدة لنجاح المؤتمر، لكن كما قلت قبل مرة لن تكون هناك مفاوضات بالمعنى الحرفي بل الاطلاع على ما تم التفاهم بشأنه بين الدول المعنية». وحول إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه ستتم دعوة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمحادثات وانعكاس هذه الدعوة على المؤتمر، قال خدام: «لا حل سياسياً للأزمة السورية من دون مشاركة أميركا، وهي كانت على اطلاع مستمر على ما يقوم به الروس والأتراك».
وفي تصريح مماثل، لـ«الوطن»، قال أمين عام «حزب التضامن»، في رده على سؤال إن كان المؤتمر سينعقد في موعده أم سيكون هناك تأجيل: إن «المؤتمر سيعقد في موعده والترتيبات اللوجستية تمت والدعوات وجهت والوفود شكلت وانتهت الاستانة، واتضح أن المقصود منها هو تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات».
وأوضح أبو القاسم أن الدعوات وجهت «يوم الإثنين» الماضي وشملت «الفصائل وعدة دول ومنها إدارة ترامب»، إضافة إلى الجمهورية العربية السورية.
وأشار أبو القاسم إلى أنه ستشارك في المؤتمر «فصائل: فيلق الشام، فرقة السلطان مراد، الجبهة الشامية، جيش العزة، جيش النصر، الفرقة الأولى الساحلية، لواء شهداء الإسلام، تجمع فاستقم، جيش الإسلام، في حين أن الفصائل التي رفضت المشاركة أبرزها، أحرار الشام وصقور الشام وفيلق الرحمن وثوار الشام وجيش إدلب وجيش المجاهدين. وأضاف: «كل فصيل سيرسل ممثلين عنه، وقد تم تحديد الأسماء ضمن قائمة وتم تسليمها للجانب التركي الذي سيتولى عملية التنسيق مع الروس تحضيراً للمؤتمر الذي سيعقد في 23 الجاري». واعتبر أبو القاسم، أن تسمية «الفصائل لمحمد علوش رئيساً لوفدها «سينعكس على إخفاق المحادثات لأن علوش لديه شروط مسبقة قد تعقد الحل». وإن كانت تركيا وروسيا ستسمحان بفشل المحادثات قال أبو القاسم: «بالتأكيد عندما تجتمع مصالح الدول لن تسمح بالفشل، وأعتقد أنه لن ينتج عن استانة شيء فجنيف على الأبواب».
وأضاف: «هو اجتماع لتثبيت خطوط وقف إطلاق النار العريضة والبحث في إدخال المساعدات ومصير المعتقلين والمخطوفين، ولن يسمح لأي طرف بتجاوز جدول الأعمال هذا الذي سيكون عبارة عن تبادل أوراق واتهامات لا أكثر».
وإن كان متفائلاً بأن يؤسس المؤتمر قواعد عريضة لحل الأزمة في جنيف، قال أبو القاسم: «أستانا لن يؤسس قواعد لجنيف، فلجنيف قواعد خاصة به وهو بيان جنيف 1 والقرار 2254، ولكن أعتقد أنه سينتج من «أستانا» وفد (معارضة) جديد يدعى لجنيف بصفة اعتبارية وهو وفد العسكريين إضافة إلى وفد الهيئة العليا للمفاوضات مع استبعاد باقي الوفود». ورداً على سؤال حول بقية منصات المعارضة (موسكو – القاهرة – الداخل)، قال أبو القاسم: «أعتقد أنها لن تدعى إلى جنيف بصفة رسمية للجلوس في القاعة الرسمية واجتماع «أستانا» سيستكمل في جنيف».