لوبن وحلفاؤها الأوروبيون يظهرون «جبهة موحدة» قبل انتخابات حاسمة
التقت زعيمة حزب الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبن أمس في ألمانيا زعماء أحزاب اليمين المتطرف والشعبويين الأوروبيين لإظهار جبهة موحدة قبل انتخابات عديدة حاسمة.
ويتوقع أن يتجمع مئات المتظاهرين تلبية لدعوة أحزاب اليسار والنقابات في كوبلنز (غرب) احتجاجا على هذا اللقاء. وأعلن نائب المستشارة الألمانية ورئيس الاشتراكيين-الديمقراطيين الألمان سيغمار غابرييل مشاركته.
وستنشر قوات الأمن أكثر من ألف شرطي تحسبا لأي تجاوزات.
ولأول زيارة رسمية لها إلى ألمانيا، ستهيمن على المؤتمر لوبن مع الشخصية الصاعدة في الحزب الشعبوي الألماني فراوكي بيتري زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا.
وهذا الحزب الذي يؤكد أن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا ويرفض تشييد مساجد يتقدم على الساحة السياسية منذ وصول أكثر من مليون طالب لجوء في العام 2015 اثر قرار المستشارة انغيلا ميركل استقبالهم في البلاد.
وقالت لوبن «سأذهب إلى ألمانيا لألتقي مستقبلها، حزب البديل من أجل ألمانيا، لا ماضيها الاتحاد المسيحي الديمقراطي».
وافتتح ماركوس بريتسل زوج بيتري واحد أهم شخصيات حزبها، المؤتمر معبرا عن شكره للوبن على حضورها. وقال «إنه شرف استثنائي».
ووعد بريتسل «بأوروبا جديدة»، مدينا «الإسلام السياسي». كما أشاد بدونالد ترامب غداة تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الذي يشكل نجاحه نموذجا لليمين الأوروبي المتطرف.
وأجرت لوبن وبيتري محادثات أولى منذ مساء الجمعة على عشاء حضره أيضاً النائب الهولندي المعادي للإسلام غيرت فيلدرز الذي وضع على تويتر صورة لهم. وكتب أنه «فخور بقادة أوروبا الجديدة».
هذا الاجتماع الذي وصفه منظموه بأنه «قمة أوروبية مضادة» يجسد طموحات هذه الأحزاب السياسية قبل الانتخابات التشريعية في هولندا في منتصف آذار والانتخابات الرئاسية في فرنسا في نيسان وأيار والانتخابات التشريعية في ألمانيا نهاية أيلول.
وتأمل أحزاب اليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية في تحقيق نتائج جيدة مع مواضيع مشتركة بينها هي رفض الهجرة والإسلام والنخب وأوروبا مع خطاب «مناهض للمؤسسات».
ويعقد اللقاء غداة تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الذي عرض خلال حملته الانتخابية وبعدها بعض المواضيع التي تدعمها الأحزاب الأوروبية المجتمعة في كوبلنز.
وقالت مارين لوبن لاذاعة «راديو كلاسيك» الفرنسية إن «الهدف تحديدا هو رسم ملامح أوروبا الغد التي ستحل مكان هذا النظام الرديء الذي بات عليه الاتحاد الأوروبي».
وفي كلمتها تنوي مارين لوبن انتقاد «الجنون المطلق» للمستشارة الألمانية حول المهاجرين بحسب لودوفيك دو دان العضو في المجلس الاستراتيجي لحملة لوبن.
وينظم المؤتمر الكتلة الأوروبية للأمم والحريات في البرلمان الأوروبي التي تأسست في 2015 من قبل الأحزاب المنبثقة عن تسع دول أعضاء تصنف بأنها تنتمي إلى اليمين المتطرف. ولوبن أحد زعماء الكتلة.
وقالت لوبن «كل واحد منا متمسك بسيادته وبالحريات عموما». وأضافت «اعتقد أن ما يجمعنا هو رفض نهج الاتحاد الأوروبي الذي يلخص بالتراخي في كل المجالات».
وفي هولندا يأتي حزب غيرت ويلدرز في طليعة استطلاعات الرأي والتوقعات في فرنسا ترجح وصول مارين لوبن إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويحصل حزب البديل من أجل ألمانيا حاليا على 12 إلى 15% من نوايا الأصوات. وفي حال تأكدت هذه الأرقام في أيلول سيدخل هذا الحزب إلى مجلس النواب في سابقة في المانيا لحزب من هذا النوع منذ 1945.
والأسبوع الماضي أثار أحد مسؤوليه بيورن هوكه استياء عاما في البلاد بعد أن وصف نصب المحرقة في برلين ب «العار» وكسر بذلك احد المحرمات.
واجتماع كوبلنز سيكون أيضاً مناسبة لترسيخ التقارب بين حزب البديل من أجل ألمانيا والجبهة الوطنية ما يثير انقسامات داخل الحزب الألماني الليبرالي على الصعيد الاقتصادي والذي يجد العديد من كوادره الحزب الفرنسي «ذات ميول اشتراكية» في هذا المضمار.
أ ف ب