برلين تحذر من هجمات إرهابية بمواد كيميائية تطول المدنيين
حذرت الحكومة الألمانية والمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية من مخاطر تعرض البلاد لهجمات إرهابية تستهدف مدنيين باستخدام مواد كيميائية.
ونقلت صحيفة «بيلد» الألمانية، أمس عن تقرير للحكومة الألمانية بعنوان «تحليل المخاطر المحدقة بالحماية المدنية»، والذي وضعه المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، أن هناك مخاطر ناجمة عن متطرفين مستعدين وقادرين على «توفير كميات كبيرة من المواد الكيميائية واستخدامها (في تنفيذ هجمات)».
وجاء في التقرير أن من «الاحتمالات الواقعية» شن هجمات عبر تسميم مواد غذائية أو إمدادات مياه الشرب في منازل تقطنها عدة عائلات بمواد كيميائية. كما حذر التقرير من «احتمال خطورة مرتفعة» من تعرض منشآت أو شحنات تابعة لشركات تصنيع مواد كيميائية لهجمات إرهابية. وبحسب تقرير الحكومة، فإن هناك مخاطر محتملة من أن يتمكن تنظيم إرهابي من تنفيذ هجوم في ألمانيا عبر استخدام مواد كيميائية خطيرة. من جهة أخرى أفادت مصادر متطابقة مطلعة على التحقيق الجاري في بلجيكا أن المسلحين الإرهابيين الذين هاجموا مطار بروكسل في 22 آذار 2016 أرادوا استهداف ركاب أميركيين ويهود.
وكان إرهابيان فجرا في صباح ذلك اليوم قنابلهما وسط مسافرين تجمعوا عند قسم التسجيل في المطار فقتل 16 شخصاً. وبعد ذلك بساعة فجر انتحاري ثالث نفسه عند محطة مترو قريبة من المؤسسات الأوروبية ما أوقع 16 قتيلاً آخرين.
والقتلى الـ32 كانوا من 16 جنسية بينما كان الجرحى الـ400 من 40 جنسية.
لكن محققاً طلب عدم كشف هويته قال: إن المهاجمين في المطار كانت «لديهم أهداف خاصة» ويبدو أنهما أرادا استهداف أميركيين وربما يهود أيضاً.
ويستدل هذا المحقق على ذلك بصور كاميرات المراقبة في قاعة المغادرة في المطار التي تظهر أن أحد الانتحاريين «بدا وكأنه يتوجه إلى يهوديين اثنين» يرتديان اللباس المعتاد للمتدينين.
وأكد مصدر في الإدارة الأميركية هذا الاستهداف الواضح نسبياً «لمكاتب التسجيل الأميركي والروسي والإسرائيلي» أي الركاب الذين كانوا ينتظرون رحلات باتجاه هذه الدول.
وقال: إنه «منذ بداية (التحقيق) كانت هناك مؤشرات» بهذا الاتجاه و«تأكدت مع تحريات لاحقة بما فيها الاستماع إلى محمد عبريني» المهاجم الثالث في المطار الذي لم يفجر نفسه.
وتم توقيف عبريني في 8 نيسان في منطقة بروكسل. وهو أحد المشتبه فيهم الرئيسيين في التحقيق حول الاعتداءات في بروكسل وأيضاً في باريس في تشرين الثاني 2015 التي نفذتها الخلية الإرهابية ذاتها.
وقال المحقق: إنه في المطار «نعرف أنهم كانوا يريدون استهداف الأميركيين وهاجموا مكتب تسجيل ديلتا إيرلاينز وهو المكان الذي تنطلق منه الشركات الأميركية».
ويضيف: إنه لئن لا يزال استهدافهم الروس يحتاج إلى تفسير في التحقيق فإن دافع معاداة الإسرائيليين لا شك فيه. ويتابع المصدر نفسه «نعرف أنهم مهووسون بالإسرائيليين».
وبحسب كاميرات المراقبة فإن الانتحاري نجم العشراوي كان وسط 60 طالباً ثانوياً في منطقة التسجيل ثم «بدا وهو يتنقل بسرعة» باتجاه شخصين يرتديان لباس متشددين دينيين حين لمحهما. ويضيف المحقق: إنه فجأة «ركض ليخرج من مجموعة الطلاب كان يريد بوضوح قتل يهودي» والخلاصة «أننا نجونا من مجزرة أكبر» لو أن الانتحاري لم يخرج من مجموعة الطلاب «كان بإمكانه قتل 60 شخصاً».
وترك الانتحاري الثاني في المطار إبراهيم البكراوي وصية في حاسوب ألقي في حاوية فضلات قرب مخبئه في بلدية شيربيك ببروكسل.
ويقول فيها: «إنه لم يعد يعرف ما عليه فعله» و«هو ملاحق في كل مكان» قبل أيام من توقيف صلاح عبد السلام الناجي الوحيد من منفذي اعتداءات باريس. ويضيف المحقق: «إن الأمر المؤكد» هو أن الكوماندوس في 22 آذار «انتقل للتنفيذ في حين لم يكن ينوي ذلك».
وتابع: «لأنهم كانوا تحت ضغوط كبرى ومطاردين، فقد انتقلوا بشكل غير مخطط للتنفيذ» وأشارت الرسائل التي عثر عليها في الحاسوب «إنهم اعتذروا لأنهم لم يستهدفوا الأهداف التي كانت مقررة» وهي مهاجمة «فرنسا مرة أخرى»، بحسب المحقق.
(روسيا اليوم – أ ف ب)