بانتظار جدية أنقرة .. وفد سورية أنجز مهامه
| وضاح عبد ربه
غادر وفد الجمهورية العربية العاصمة الكازاخستانية محققاً انتصاراً دبلوماسياً جديداً على حرب الإرهاب التي تشن على سورية منذ ست سنوات، منتزعاً فصلاً كاملاً بين من وقع على اتفاق وقف الأعمال القتالية وانضم إلى «أستانا»، وبين من لم يجرؤ ولم يرغب أساساً في ذلك، وحصل الوفد السوري على التزام تركيا بمحاربة الإرهاب، وهي التي كانت ولا تزال، منذ بداية الأزمة، الشريك الأساسي للإرهابيين، وحديقتهم الخلفية التي تدفق منها المال والسلاح والإرهابيون الأجانب، وموطن معسكرات تدريبهم.
ومع طي صفحة «أستانا»، تكون الدبلوماسية السورية دشنت حقبة جديدة من العمل السياسي، ستنعكس إيجاباً على مسار جنيف التفاوضي المتعثر منذ انطلاقته عام ٢٠١٤ نتيجة اعتماد الدولة الداعمة للفصائل الإرهابية الحل العسكري بدلاً من الحل السياسي.
ومما لا شك فيه أن جنيف المقبل لن يكون كما سابقاته من جولات، فالدبلوماسية السورية التي عملت على مدار اليومين الماضيين في أستانا ليلاً ونهاراً، وتحملت الكثير من الاستفزازات، تمكنت في ختام الاجتماع من توفير كل مقومات نجاحه من خلال تثبيت وقف العمليات القتالية مع كل من وقع عليه نهاية العام الماضي، ما يعني حقن دماء ربما المئات من السوريين، ووضع أسس لجولة جنيف المقبلة مبنية على وحدة وسيادة كامل الأراضي السورية، وعلى قرار وإجماع إقليمي ودولي، في حال كان الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب جاداً في كلامه، لمكافحة تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين وكل من يساندهما، وطردهما من الأراضي السورية بشكل نهائي.
وبعد يوم عمل شاق وطويل ولقاءات عديدة، وتفاوض على كامل بنود البيان، بدا الارتياح على وجوه الوفد السوري رغم التعب الذي اجتاح كامل أعضائه بما فيهم الإعلاميون، وعند سؤال «الوطن» عن انطباعاتهم تجاه بيان «أستانا»، كان جواب أعضاء الوفد بشبه الإجماع: نأمل أن تلتزم تركيا بما وقعت عليه وضمنته بالتوافق مع الحليفين الإيراني والروسي.
إن ما قبل «أستانا» لن يكون كما بعدها، بالنسبة للمسار السياسي على الأقل، وللفصائل الإرهابية التي بات لديها فرصة لن تعوض بالتخلي عن السلاح والشروع في العمل السياسي والمشاركة في بناء سورية بدلاً من تدميرها.