موسكو: اعتراف «البنتاغون» باستخدام اليورانيوم ضد داعش في سورية صدم الرأي العام
| وكالات
أكدت موسكو، بأن اعتراف (البنتاغون) باستخدامه اليورانيوم المنضب في سورية أصاب الرأي العام بصدمة، بالترافق مع إعلانها مواصلة الجيش العربي السوري تقدمه باتجاه مدينة تدمر الأثرية.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، عن الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، أمس تأكيدها، أن الرأي العام أصيب بصدمة بعد اعتراف (البنتاغون)، أول من أمس، باستخدامه الآلاف من قذائف اليورانيوم المنضب في غارات على تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية في سورية عام 2015.
ولفتت زاخاروفا إلى أن الاعتراف الأميركي جاء بعد أن كانت روسيا تحاول منذ أشهر لفت الانتباه إلى قضية استخدام هذا النوع من السلاح في العراق وسورية. واعتبرت أنه على الرغم من أن أهداف العسكريين الأميركيين كانت «نبيلة»، إلا أن آثار استخدام هذه المواد ستبقى في سورية إلى الأبد.
وأعادت إلى الأذهان أن هذه المادة الكيميائية تتسبب بزيادة حالات الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى بين السكان المدنيين.
وأول من أمس، اعترفت القيادة المركزية للقوات الأميركية، باستخدامها ذخيرة تحتوي على اليورانيوم المنضب في «عمليتين» في سورية خلال قيادتها لـ «التحالف الدولي» المزعوم ضد الإرهاب.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية لـ(البنتاغون) الرائد جوش تاكيتس في تصريحات لقناة روسيا اليوم: «يمكنني أن أؤكد استخدام اليورانيوم».
وحدد تاكيتس استخدام واشنطن اليورانيوم في عمليتين ادعى أنهما ضد تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وقال: إنهما «منفصلتان نفذت إحداها في تشرين الثاني من عام 2015 بواسطة 4 طائرات هجومية من طراز «ايه 10» وأطلقت 1490 ذخيرة من عيار 33 مليمتراً إلى جانب قنابل وصواريخ، في حين نفذت العملية الثانية بعد أيام من العملية الأولى بواسطة 4 طائرات هجومية من طراز «ايه 10» أطلقت 3775 ذخيرة من عيار 33 مليمتراً إلى جانب قنابل ومقذوفات وصواريخ».
وتمثل هذه التصريحات أول تأكيد لاستخدام القوات الأميركية هذا النوع من الذخائر، منذ غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003، حيث جرى بشكل دائم استخدام الأسلحة المحتوية على اليورانيوم المنضب، ما أثار امتعاض وغضب السكان المحليين الذين قالوا إن هذه المادة السامة تسببت بوقوع حالات كثيرة للإصابة بمرض السرطان وعيوب خلقية للأطفال المولودين في مناطق استخدامها.
ومن الجدير بالذكر أن كلاً من قيادتي التحالف والجيش الأميركي نفتا في وقت سابق استخدام مثل هذه الذخائر المشعة في الحملة ضد التنظيم.
ولم يحدد جاكيتس المواقع التي طالتها العمليتان للتحالف في تشرين الثاني من العام 2015، ولم يشر أيضاً إذا ما كانت الضربات نفذت قرب مناطق سكانية، إلا أن المسؤولين العسكريين الأميركيين أعلنوا آنذاك عن تنفيذ عمليات استهدفت البنية التحتية لداعش في سورية وشملت أراضي في محافظة دير الزور يوم 16 من تشرين الثاني، وفي محافظة الحسكة في 22 من الشهر ذاته.
وقال المسؤولون: إن الضربات طالت مناطق صحراوية، وليس من المؤكد إذا ما كانت هناك احتمالات لتأثير ذخائر اليورانيوم المنضب على السكان السوريين الذين كانوا يقيمون في مناطق قريبة من مواقع الضربات.
وكانت روسيا قد أعلنت، في وقت سابق، على لسان زاخاروفا، واستناداً إلى خبراء مستقلين، عن استخدام الولايات المتحدة ذخائر عسكرية محتوية على اليورانيوم المنضب مرتين على الأقل في سورية والعراق.
ودعت زاخاروفا، يوم 20 تشرين الأول الماضي، المجتمع الدولي إلى الاهتمام بالتقرير المشترك الصادر عن المؤسسة الهولندية غير الحكومية «مجموعة باكس للسلام» و«التحالف الدولي من أجل حظر أسلحة اليورانيوم» والذي تحدث عن استخدام القوات الأميركية أنواعاً من الأسلحة الممنوعة خلال حملتها في سورية العراق.
وحول العملية العسكرية التي بدأها الجيش العربي السوري في منتصف الشهر الماضي لتحرير مدينة تدمر من قبضة تنظيم داعش، أكدت زاخاروفا، حسب وكالة «سانا» للأنباء، أن الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الفضائية الروسية يواصل محاربة التنظيم والقضاء على إرهابييه وهو لا يزال يتقدم باتجاه مدينة تدمر التاريخية، لافتة إلى أن وزارة الدفاع الروسية نشرت مقاطع فيديو تبرز الدمار الذي ألحقه إرهابيو داعش بأوابد المدينة وبإرثها الثقافي.