أجزاء جديدة لسبعة مسلسلات على قائمة رمضان 2017 .. السببان التسويقي والجماهيري عنصران أساسيان لانتشار هذه الظاهرة
| وائل العدس
أعلنت جهات إنتاجية تقديم أجزاء جديدة من مسلسلات تلفزيونية عرضت في رمضان الماضي أو في سنوات سابقة، رغم ما يكتنف هذا النوع من الدراما من مشاكل إنتاجية وتسويقية، واعتذارات بعض المشاركين فيها لخلافات أو ارتباطات بأعمال أخرى.
وقبل كل ذلك فإن الأجزاء الجديدة تتكئ على نجاح، معظمه تسويقي، حققه العمل الذي قد لا تتبقى منه غير خطوط نادرة في حاجة إلى رصد.
وفي الوقت الذي يتسابق فيه أصحاب هذه الأعمال إلى التأكيد أن الضرورة الدرامية وراء تدشين أجزاء جديدة، تبقى النتائج أمام الجمهور والنقاد أنها جاءت استسهالاً ولعباً على المضمون فقط.
موضة العصر
أصبحت سياسة الأجزاء موضة العصر الدرامية المسيطرة على قسم غير يسير في الإنتاجات السورية وحتى العربية، فالشركات وقبلها الكتّاب باتوا يلهثون وراء ابتداع سلاسل جديدة بعيداً عن حسابات الفكرة الناضجة والعمل المتكامل، باحثين عن الحضور الكمي على حساب النوع الذي يصل في بعض الأعمال إلى أدنى درجاته.
وكثيرة هي الأسباب التي تقف وراء انتشار هذه الظاهرة وربما تختلف من وجهة نظر القائمين على هذه الصناعة الثقيلة، ولكن من المؤكد وجود أسباب أساسية يتفق عليها الجميع، وفي مقدمتها الأسباب التسويقية المرتبطة بطلب المحطات الفضائية العارضة والانتشار الجماهيري الذي يحققه العمل.
وعلينا ألا ننسى أن الأعمال التي خلدت عبر مسيرة الدراما العربية هي دراما الأجزاء منها «ليالي الحلمية»، و«رأفت الهجان»، إضافة إلى «مرايا»، ولاحقاً «باب الحارة» وهي أعمال تأتي أهميتها من استمرارها وتقديمها الحياة عبر أجزاء، وخصوصاً أن حكايتها لا تنتهي بجزء واحد، لذا هي حق للمنتج ما دام أنه لا يسيء للعمل لا يهدف إلى تقديم أجزاء من أجل الأجزاء فقط.
وبالطبع تتعدد الآراء حول مدى تأثير هذه الظاهرة في تطور الدراما السورية أو وقوعها في النمطية، فليس المهم عدد الحلقات أو الأجزاء، فأي مشروع يمكن أن يكون ناجحاً ولو استمر لمئات الحلقات ويمكن أن يكون فاشلاً بحلقة واحدة.
تسويقي وجماهيري
السببان التسويقي والجماهيري مرتبطان ببعضهما بعضاً، وهما عنصران أساسيان لانتشار ما يسمى ظاهرة الأجزاء، وهو أمر طبيعي، فعندما يحقق العمل نجاحاً جماهيرياً كبيراً فإنه يجذب صناعه نحو تكرار النجاح من خلال جزء ثان، الذي بدوره سيجذب المحطة العارضة لتحقيق المزيد من المتابعين، ومن ثم تحقيق مكاسب إعلانية كبيرة.
فجماهيرية عمل ما تدفع صناعه إلى إنتاج جزء ثانٍ وثالث ورابع منه، وهذا أمر طبيعي وموجود في كل أنحاء العالم، لأن هذه الجماهيرية جاذبة للمحطات الفضائية المتنافسة فيما بينها سعياً لكسب أكبر عدد من المشاهدين، وبالتالي تحقيق كمية أكبر من الأرباح.
ولا يخفى على أحد أن بعض الأعمال أساءت لفكرة الأجزاء، ولكن هذا لا يعني أنها سيئة بالمطلق أو صحيحة بالمطلق، بل ترقى إلى الجودة في حال قدمت بطريقة حقيقية وواقعية، ولتحقيق أهداف استمرار الحكاية وطرح الأفكار المترابطة والمتواصلة التي لا يمكن طرحها في ثلاثين حلقة فقط.
الثرثرة التلفزيونية
لا بد من إيلاء هذه الظاهرة تعاطياً جدياً للابتعاد عن الثرثرة والإطالة والحشو، ليكون عدد الحلقات ضئيلاً وبالتالي نتخلص من الثرثرة التلفزيونية، ولكن من الطبيعي أن نقول إنه ليس بالضرورة أن يكون العمل ذو الحلقات الأقل أفضل من عمل بأجزاء متتالية، فهذا الأمر مرهون بنمط ونوعية النص والمادة التلفزيونية المقدمة، كما أنه من الطبيعي أيضاً أن يذهب بعض التحليلات باتجاهات أخرى تتمثل في عدم كفاية جزء واحد لتحقيق الهدف من عمل ما، وخصوصاً عندما يتم تناول مراحل تاريخية.
لذا فإن الأجزاء في هذا النوع من الأعمال ضرورية، ففي «الحصرم الشامي» تم تناول مراحل تاريخية من تاريخ مدينة دمشق، وبالتالي لا يمكن جمعها في جزء واحد، وبالطبع فإن أي عمل درامي يتناول مراحل تاريخية مختلفة لمدن ودول سيمتد إلى عدد كبير من الحلقات.
إذاً من الطبيعي أن تستمر الأعمال الناجحة في تقديم أجزاء جديدة ولكن بشرط أن تحافظ على المستوى نفسه والنجاح نفسه وهذا ما نراه في عدد كبير من الأعمال الأجنبية الشهيرة.
سبعة أعمال
إذاً الدراما السورية حاضرة بسبعة أعمال تنتمي إلى ما يمكن أن نسميه ظاهرة الأجزاء، ليبقى الحكم النهائي على هذه الأعمال مرهوناً بانتهاء عرضها والمستوى الذي ستظهر به، وتأثير ذلك في استمرارها في أجزاء جديدة، أم التوقف عند حد معين ومدى انعكاس هذه الأعمال على مستوى ونوعية ما يمكن أن نسميه ظاهرة الأجزاء في الدراما السورية.
يتصدر «باب الحارة» المشهد الدرامي بأجزاء جديدة، فالتاسع سيعرض في رمضان القادم، والشركة المنتجة اقتنعت بضرورة إنتاج جزء عاشر أيضاً، والجزء الجديد كما الذي سبقه من تأليف سليمان عبد العزيز وإخراج ناجي طعمي، وقد حافظ على أبطاله الأساسيين كعباس النوري، وصباح جزائري، وميلاد يوسف، ومصطفى الخاني، وكندا حنا، وأمية ملص، ومحمد قنوع، وشكران مرتجى، ومحمد خير الجراح.
أما «صرخة روح» ورغم كل الانتقادات التي نالت منه، إلا أنه مستمر للسنة الخامسة على التوالي ولكن بمسمى وشكل جديدين، مع أبطال جدد أيضاً.
المسلسلان الشاميان «خاتون» و«عطر الشام» سيعودان بجزء ثان، الأول من تأليف طلال مارديني وإخراج تامر إسحق، والثاني تأليف مروان قاووق وإخراج محمد زهير رجب.
يشارك في العمل الأول سلوم حداد، وكاريس بشار، وسلافة معمار، وميلاد يوسف، وشكران مرتجى، وكندا حنا، وباسم ياخور، ويزن السيد، وجيني إسبر، وأيمن رضا، ومعتصم النهار، وفادي صبيح، وأريج خضور، وفي العمل الثاني رشيد عساف، وسلمى المصري، وزهير رمضان، وصباح جزائري، وليليا الأطرش، ورنا الأبيض، وعلا بدر، وسوسن ميخائيل، وعلاء قاسم.
أما «طوق البنات» فمن المتوقع أن يصور جزءاً رابعاً مع الاحتفاظ بالأبطال أنفسهم، وقد أخرج الجزأين الأولين محمد زهير رجب، في حين أنجز الجزء الثالث إياد النحاس، وكلها من تأليف أحمد حامد.
أما «بقعة ضوء» فسجل رقماً قياسياً باستمراره للجزء الثالث عشر، وهو من تأليف مجموعة من الكتّاب وإخراج فادي سليم الذي يقود الدفة للمرة الأولى، بعدما سبقه كل من الليث حجو، وهشام شربتجي، وسامر برقاوي، وناجي طعمي، وعامر فهد، وسيف الشيخ نجيب، وقد شارك بالعمل حتى الآن كل من صفاء سلطان، وسوسن ميخائيل، وفادي صبيح، وفايز قزق، وأندريه سكاف، وديمة قندلفت، ومحمد حداقي، ورنا شميس، وسوزان سكاف، ومحمد خير الجراح، وغادة بشور، وجرجس جبارة، ومحمد الأحمد، ونزار أبو حجر وآخرين.
وأخيراً، فإن «مذنبون أبرياء» المسلسل البوليسي أصبح قيد التحضير ليحضر بجزء آخر، وهو من تأليف باسل خليل، وإخراج أحمد السويداني، ولا نعرف إن كان سيستمر بالأبطال أنفسهم وعلى رأسهم بسام كوسا، وخالد القيش، وكندا حنا، وجيني إسبر، ورنا الأبيض، وباسل خليل، وعلا باشا.
يشار إلى أن العام الماضي حمل معه ستة أعمال ذات أجزاء جديدة وهي «أهل الغرام3»، و«مدرسة الحب2»، و«باب الحارة8»، و«صرخة روح4»، و«بقعة ضوء12»، و«العراب2».