حكومة أردوغان تريد صفحة جديدة مع إدارة ترامب .. اشتداد المواجهات بين حلفاء أنقرة و«حماية الشعب» في تل رفعت وإصرار تركي على إخراج «بيدا» من منبج
| وكالات
أبدت الحكومة التركية رغبة في فتح «صفحة جديدة» مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مبينةً أنها لن تتراجع عن مطالبها في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي وإخراج «قوات سورية الديمقراطية» من المناطق الواقعة شرقي نهر الفرات. وفي غضون ذلك، شنت القوات التركية والمليشيات المتحالفة معها في إطار عملية «درع الفرات» هجوماً جديداً على مواقع تنظيم داعش في مدينة الباب، بالترافق مع اشتداد المواجهات مع «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة تل رفعت الواقعة ما بين مدينتي الباب وعفرين.
ومن مدينة ميونيخ الألمانية، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن بلاده تفتح «صفحة جديدة» مع الإدارة الأميركية. وفي ضوء مباحثاته مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، أعرب يلدريم عن اعتقاده في أن واشنطن ستأخذ بالحسبان مطالب أنقرة بألا يدعم «التحالف الدولي» في قتاله تنظيم داعش، «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي «بيدا» وذراعه العسكرية «وحدات حماية الشعب». وأشار يلدريم للصحفيين في نهاية أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن، إلى أنه دعا الولايات المتحدة إلى معالجة هذه المسألة بما ينسجم مع «الشراكة الإستراتيجية» بين البلدين، وتحالفهما ضمن حلف شمال الأطلسي «الناتو»، كاشفاً أنه أبلغ بنس عزم تركيا مواصلة مكافحة تنظيم داعش بعد تطهير مدينة الباب شريطة ألا يكون للمنظمات الإرهابية الأخرى دور في الموضوع، في إشارة إلى «بيدا». وبين أن دور بلاده في عملية الرقة سيكون مشابهاً لما قامت به قوات الجيش التركي في عملية الباب، أي دعم مليشيات «الجيش الحر» في قتالها مسلحي داعش. وأضاف «نحن نعرض على حلفائنا التعامل مع تركيا، وليس مع «بيدا»، مشدداً على ما سماه حق بلاده في القضاء على الإرهاب في أي منطقة، بما في ذلك مسلحي «الحزب» المنتشرين شرقي نهر الفرات.
وأكّد أن نيات بلاده حول مدينة منبج «واضحة للغاية»، وقال: «موقف تركيا من منبج واضح للغاية، يجب أن تُطهّر المدينة من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي»، مذكراً بأن الولايات المتحدة قدّمت تعهدات للجانب التركي بخروج تلك العناصر من المدينة، لكنها لم تفِ بتعهداتها.
ولدى سؤاله عما إذا كانت تركيا ستتحرك وحدها في حال قررت الولايات المتحدة الاعتماد على «وحدات حماية الشعب» في عملية تطهير مدينة الرقة، قال يلدريم: إنه لم يصله انطباع بأن هذا ما يفكر به الجانب الأميركي، وأضاف: «هم الآن في مرحلة تقييم الموقف، لابد من رؤية النتيجة».
ورفض رئيس الوزراء التركي، أن تحقق أي دولة نفوذاً في سورية أو العراق، ودعا إلى حل الأزمة السورية بما «يكفل أن يختار السوريون مصيرهم وأن يشكلوا حكومتهم»، واعتبر أن نظام الحكم المستقبلي في سورية ليس واضحاً بعد، لكنه أعرب عن قناعته في أن سورية ستشهد «إنشاء نظام حكم يتلاءم مع تاريخها وعاداتها»، رافضاً «فرض نموذج للحكم (على السوريين) من الخارج»، وشدد على أن يكون لجميع السوريين رأي في تأسيس نظام الحكم، باستثناء «المنظمات والعناصر الإرهابية».
ميدانياً، سيطرت المليشيات المنضوية تحت لواء «درع الفرات» على عدة نقاط جديدة وسط مدينة الباب، وذلك بعد ساعات من إعلانها إطلاق حملة عسكرية واسعة على ما تبقى لداعش من مواقع في المدينة.
وتوقع أحد القادة الميدانيين المشاركين في عملية الباب السيطرة على المدينة بحلول اليوم الثلاثاء، مشيراً إلى أن مسلحي المليشيات المدعومة تركياً نفذوا أمس اجتياحاً كاملاً لمدينة الباب بعد حشد جميع القوات العاملة بريف حلب الشمالي، وأكد أن الهدف التالي بعد الباب هو طرد «قوات سورية الديمقراطية» وعمادها «وحدات حماية الشعب» من مدن منبج، تل رفعت، ودير جمال وكل القرى العربية التي احتلتها هذه القوات وطردت أهلها.
وتصاعدت حدة التوتر في منطقة إعزاز بريف حلب الشمالي، حيث دارت اشتباكات بين القوات التركية والميليشيات المتحالفة معها، من جهة، و«قوات سورية الديمقراطية» من جهة ثانية، في محور قرية مرعناز القريبة من بلدة تل رفعت، وعلى حين قصفت القوات التركية مواقع «وحدات حماية الشعب» في بلدة تل رفعت، ردت الوحدات بقصف مواقع المسلحين في قرية كلجبرين. وقبل أكثر من عام شنت «وحدات حماية الشعب» هجوماً انطلاقاً من مواقعها في عفرين، انتزعت بنتيجته السيطرة من يد المسلحين على قرية منغ والمطار العسكري الموجود على أراضيها وبلدة تل رفعت. وأحبط القصف التركي مساعي مسلحي «حماية الشعب» للسيطرة على مدينة إعزاز.
على خط منفصل، انتزع عناصر «الديمقراطية»، مدعومين من طيران التحالف الدولي، السيطرة من يد مسلحي داعش على قريتين جديدتين على الطريق الواصل بين منطقة المكمن وقرية الكرامة بريف الرقة الشرقي. يأتي ذلك ضمن المرحلة الثالثة من حملة «غضب الفرات» التي أطلقتها «الديمقراطية» في تشرين الثاني الماضي. وتهدف هذه المرحلة إلى قطع الطريق بين محافظتي دير الزور والرقة، واستكمال عزل داعش في مدينة الرقة.