Site icon صحيفة الوطن

الدكتور ماهر خياطة لـ«الوطن»: نحن مع أي قرار لا يمس مفاهيمنا الوطنية … نقلنا احترافنا من الفكر إلى التوظيف وأجور الحكام مصيبة المصائب

| حاوره مهند الحسني

تعيش السلة السورية في مرحلة حرجة، تسعى من خلالها إلى إثبات ذاتها لتؤكد لعشاقها ومحبيها أنها إن مرضت فلن تموت، بفضل سعي القائمين عليها الذين لا يتوانون في تقديم كل متطلبات بقائها، وقد نجح اتحاد السلة في امتحانه هذا بعدما نفذ روزنامته بعيداً عن أي منغصات أو عقبات تعكر صفوه، ونال العلامة التامة على إقامة 700 مباراة في الموسم الواحد، وهي خطوة مميزة منحته صدارة أفضل وأنشط الاتحادات الرياضية في القطر، لكنه ما زال يسير بخطا عرجاء في شق إعداد منتخباته الوطنية التي لم تشرق في عهده، غير أنه استفاد من تجاربه السابقة وبدأت خطواته تتضح أكثر بعدما وضع منتخب الرجال الذي يتحضر للمشاركة في أكبر محفل قاري على السكة الصحيحة، فهل سيتمكن الاتحاد من متابعة نشاطه، وهل سيكون للمنتخب حظوة لدى المسؤولين، وما سبب عدم قبولنا فكرة التجنيس؟
كل هذه الأسئلة الكثيرة طرحتها «الوطن» على الدكتور ماهر خياطة نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام عبر الحوار التالي:

منتخب ومدرب
أنتم كقيادة رياضية ماذا ستقدمون للمنتخب الذي سيتحضر للنهائيات الآسيوية؟
نحن لا يمكننا تقديم أي شيء إلا بعد أن يقدم اتحاد السلة خطته وبرنامجه الإعدادي، وحينها نناقش هذه الخطة مع الاتحاد ضمن الإمكانات المتاحة، ونحن لا نقل حرصاً من اتحاد السلة على سمعة السلة السورية والمنتخب، لأننا نتمنى أن تسير إلى مواقع متقدمة آسيوياً يعيد للأذهان تاريخ السلة السورية المشرق.
لماذا لا تبادرون أنتم إلى دعم المنتخب؟
هذه الطريقة مقلوبة ولا يصح ذلك، اتحاد السلة هو المعني بمنتخباته، وهو الذي يقدم مبادرته، ونحن مطلوب منا الموافقة عليها ضمن الإمكانات المادية المتاحة، وبعيداً عن المبالغة والشطط بالطلبات.
هل صحيح بأنكم أعطيتم اتحاد السلة الضوء الأخضر للتعاقد مع مدرب أجنبي؟
تم الاتفاق على التعاقد مع مدرب أجنبي، واتحاد السلة بصورة قريبة من الوضع الحالي التي وصلت إليه المفاوضات مع المدربين المراد التعاقد معهم، وتم حسبما تناهى لمسامعي بأن المبلغ المرصود لهذا التعاقد هو خمسة آلاف دولار، وهو مبلغ معقول قياساً إلى إمكاناتنا.
ماذا تتوقع للمنتخب من نتائج في حال قدوم المدرب الأجنبي؟
الأمر ليس متعلقاً بالمدرب، ولكنه متعلق بمنظومة عمل متواصلة مع بعضها، ولا يجوز إهمال أي منها، ويأتي في مقدمتها فكرة التجنيس التي نتمكن من خلالها من رفع مستوى المنتخب إلى مرحلة متقدمة، فاللاعب المجنس هو الذي يعمل الفارق الفني المكمل لمستوى المنتخب.

التجنيس فكرة وطرح
أنت لاعب قديم ومسؤول رياضي فهل أنت مع التجنيس؟
أنا مع أي قرار لا يمس مفاهيمنا الوطنية، ويحقق بالوقت نفسه المصلحة العامة، ولكن هذا الموضوع في حال لم يتعارض مع مفاهيم الجهات المعنية، أنا معه حتى نكون ضمن دائرة المنافسة، ولابد أن نحقق كل عوامل النجاح له، وفي سنوات سابقة استطعنا الاستفادة من اللاعبين السوريين المغتربين (مارسيلو، أيدر، جوني ديب) مع المنتخب، وأتمنى أن نبحث من جديد عن لاعبين من أصول سورية، يملكون الرغبة في اللعب، والمشاركة ضمن هذه الظروف مع المنتخب.
هناك ثقل رياضي في مجلس الشعب، فلماذا لا تنقلون موضوع التجنيس لتتم مناقشته؟
هذا الموضوع بكل تفاصليه تم نقله لمجلس الشعب، ومن ثم تم طرحه على رئيس مجلس الوزراء في المرحلة السابقة.
وهل من نتائج إيجابية توصلتم إليها بخصوص التجنيس؟
لا نتائج إيجابية حتى الآن، لأن هذا الموضوع لا يتعلق بقبول أو عدم القبول، لكونه متعلقاً بقوانين الجنسية السورية، فهل يجوز منح أي شخص غير سوري جواز سفر دون أن يكون حاملاً للهوية السورية، هذا لا يجوز، والأمر طرح أكثر من مرة، ونتمنى أن نصل لمرحلة متقدمة فيه.
هل ستكون هناك متابعة له من قبلكم في المرحلة المقبلة؟
نحن نتابعه بكل تفاصيله، لأنه من أحد دواعي النجاح للسلة السورية، ولكن عندما تصل إلى حدود معينة لا تستطيع أن تعمل أي شيء.

مستوى واحتراف ومحاسبة
ما رأيك بمستوى السلة السورية بالمرحلة الراهنة؟
مستوى السلة السورية لا تقدم فيه لكنه غير متراجع، هناك مستويات متفاوتة، وهذا الشيء متعلق بقابلية اللاعبين للتطور، الوضع ليس سيئاً، وبنفس الوقت يجب ألا نفرط بالتفاؤل كثيراً.
لو كنت صاحب القرار النهائي في المنظومة الرياضية فهل ستلغي الاحتراف؟
أنا لست مع إلغاء خطوة قمنا بها، ولكني مع تطويرها.
لكن احترافنا ما زال منقوصاً وأعوج؟
أكيد هذا الكلام، ومشكلتنا مع الأندية التي لا تعرف مفهوم الاحتراف الحقيقي، وبأنه منظومة عمل فيها ثقافة وفكر، الاحتراف يتضمن العمل على بناء جيل من اللاعبين الصغار نبدأ بالتأسيس الصحيح للاحتراف، وليس كما حصل لدينا بأننا نقلنا الاحتراف من الفكر إلى التوظيف، وبات هم اللاعب العقود وقبض الرواتب، الاحتراف الحقيقي وجد من أجل تطوير مستوى العمل الرياضي وليس العكس، وأيضاً القائمون على الاحتراف لا يملكون الخبرة لتطبيقه بشكل جيد.
أنتم كقيادة ترون هذه الأخطاء فلماذا لا تحاسبون؟
لا يمكننا المحاسبة بهذه الطريقة، لأن الأندية تقول لك نحن نعمل، والأمر باعتقادي ليس متعلقاً بقرار.
لكن بعض الأندية تضع الرجل المناسب بالمكان غير المناسب؟
مشكلتنا إلى حد ما في مدى فهمنا لعمل المؤسسة، بمعنى آخر مهما كانت قوة الفرد لا يمكن أن يغطي على قرار العمل الجماعي، ولا يمكن حصره بقرار فردي.

انتخابات وتعيين
الانتخابات تفرز أشخاصاً غير مؤهلين للعمل فهل أنت مع التعيين؟
ليس بالضرورة أن يكون الجميع بميزان واحد، وأنا مع التعيين بشرط أن يكون وفق معايير وأسس، وليس وفق العلاقات والمصالح الشخصية، أنا ضد الاختيارات البعيدة عن هذا الإطار، بحيث تكون هناك جمعية عمومية مصغرة تضم أبناء النادي من الذين عاشوا فيه من إداريين ومدربين ولاعبين الذين مثلوا النادي ضمن المنتخبات، وهم أصحاب القرار في اختيار من يرونه مناسباً لقيادة النادي.
هل لديكم نية لتطبيق هذه الفكرة في الانتخابات المقبلة؟
لا يوجد أي شيء رسمي، لكن هناك دراسة لتشكيل جمعية عمومية مصغرة في جميع الأندية.

حكام وأجور
الاحتراف شمل جميع مفاصل اللعبة واستثنى الحكام فهل من إمكانية لرفع أجورهم؟
ما يتقاضاه الحكام بشكل عام في المنظومة الرياضية لا يرضي أحداً، ولو كانت هناك واردات بالأندية من وراء الريوع كان من الممكن أن نعمل على رفع أجور الحكام، ونحافظ على شعورهم، لأنها مصيبة المصائب أن يدفع الحكم من حسابه الخاص.
هل لديكم نية لتشكيل خط دفاع لحماية كرامة الحكام أثناء سير المباريات؟
هناك لوائح وإجراءات انضباطية هي القادرة على نبذ الفوضى غير الأخلاقية، لأن حالات الشغب آنية، وسريعة، وغير متوقعة أيضاً، ومع ذلك يجب أن تكون هناك ضوابط لمنعها، واجتثاثها بشكل نهائي.
هناك إشارة سلبية على اتحاد السلة تكمن في عدم اتخاذه أي قرار إلا في حال كتابة تقرير من مراقب المباراة؟
هذه الحالة يجب أن يتصدى لها أعضاء الاتحاد الموجودين بالمباراة، وأي حكم أو مراقب يتغاضى عن هذه الشتائم فتجب محاسبتهما فوراً، ولا يجوز التستر عن هذه الأمور لكونها تمس كرامات الناس، لأن المتستر هو شريك القائم بالعمل نفسه.
ما رأيك بعمل اتحاد السلة الذي يعد من أنشط الاتحادات الرياضية وينفذ روزنامته بشكل مميز؟
اعتبر كلامك هو جواب عن هذا السؤال، لكن لابد من وجود مبادرات من الاتحاد نحو التجديد، وهذا له جوانب إيجابية، وهي خلق حالة جديدة، ويجب أن نستفيد منها من أجل دعم اللعبة.
لماذا لا تشكلون لجنة لتطوير منتخبات السلة السورية؟
اللجنة تمّ تشكليها منذ أيام قليلة جداً، وبعد تأهل المنتخب وجدنا أنه من الضروري تشكيلها من خارج الاتحاد، وهدف اللجنة تقديم رؤى، وأفكار جديدة للمرحلة المقبلة فيما يخص المنتخبات الوطنية فقط.
وهل كان هناك تقبل من اتحاد السلة؟
تقبل أكثر من جيد، لأنه يعرف بأننا نقدم نصحاً من إنسان يقف معه في مركب واحد، وليس نصحاً من إنسان يريد أن يصطاد بالمياه العكرة.
أين أنت من رياضة حلب وما سبب تراجع كرة القدم فيها؟
أنا موجود ومتابع بشكل دائم في كل صغيرة وكبيرة، وتحسن الواقع في مدينة حلب ممكن أن ينعكس إيجاباً على كل القطاعات الحياتية، ومنها الرياضة لكنه بحاجة للوقت، وسوف يبدأ التحسن، ورياضة الشهباء ولادة للمواهب والنجوم بجميع الألعاب.

تشاركية وشعارات
تتحدثون عن التشاركية الإعلامية ولا نرى سوى الشعارات، فهل يجوز ألا يرافق منسق إعلامي لمنتخبات السلة؟
في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يشترط على جميع المنتخبات اصطحاب منسق إعلامي، على عكس الاتحاد الآسيوي للسلة الذي يفرض عدداً معيناً لبعثات المنتخبات، وتكلفة اصطحاب منسق إعلامي رغم أهميته تضعنا تحت أعباء مالية كبيرة، ومع ذلك سيكون هناك منسق إعلامي للمنتخب في نهائيات آسيا بلبنان لكونها قريبة، ونستطيع تحمل نفقاتها.
هل لديكم نية لاستقبال اللاعبين الموجود عليهم مشاكل بسبب الأوضاع الأمنية؟
سورية هي أم الجميع، وصدرها مفتوح لكل من يطرق بابها بمحبة واحترام، وأكبر دليل أنها سمحت للاعبين في كرة القدم باللعب مع المنتخب الأول، لكن ننتظر المبادرة من اللاعبين أنفسهم في كرة السلة، وأوضاعهم ستكون بخير حتماً، وهذه هي توصيات القيادة العليا المتمثلة بالسيد القائد الرمز بشار الأسد.

Exit mobile version