Site icon صحيفة الوطن

اللجان.. مقابر أم مناجم؟!

| محمد حسين

عادة نقول: «اللجان مقابر الأفعال» فاللجان واللجان الفرعية التي تتفرع عنها ليس لها تاريخ حافل بالإنجازات ولذلك لن تجد لها صدى إيجابياً لدى شريحة واسعة من المواطنين وخاصة ممن طالهم تسويف إحدى هذه اللجان وانتظر من دون جدوى الوصول إلى خاتمة سعيدة لموضوعه الذي تم تحويله إلى هذه اللجنة وقد لا يكون العيب في هذه اللجنة أو تلك أو في أعضائها ولا الموضوع الذي تم تشكيلها من أجله بل في آلية عمل هذه اللجان وجديتها وجدية صاحب القرار في متابعة عملها للوصول إلى النتيجة المرجوة منها.
وكي لا يأخذنا الحديث بعيداً في جلد هذه اللجان لا بد من رؤية نصف الكأس الملآن فزيارة رئيس الحكومة لطرطوس تمخض عنها لجنة برئاسة وزير النقل لمتابعة المواضيع التي تم طرحها خلال الزيارة ووضع آليات لتنفيذها وكذلك وضع جداول زمنية لكل منها.
وكذلك مواقيت محددة لاجتماعاتها الدورية، من هنا كان لاجتماعها الأول أهمية من نوع خاص ربما يبدو إلى حد بعيد السمعة غير الحسنة لمفهوم «اللجان» بشكل عام، حيث تم وضع «مصفوفة» تتضمن جميع المشاريع والمشكلات المزمنة في المحافظة وتم استعراضها واحدة.. واحدة، للوقوف على واقعها والصعوبات التي تعترض التنفيذ، من مشكلة المياه في القرى العطشى إلى طريق طرطوس الدريكيش وكذلك القميص الإسفلتي لشارع الثورة في المدينة والعقدتان الشمالية والجنوبية لمدينة طرطوس، وغيرها من المواضيع الشائكة كالواجهة الشرقية للكورنيش البحري ومشكلة الاستثمارات في الوحدات الإدارية الشاطئية والجبلية.
بالفعل لا ينكر عاقل التباشير الإيجابية الخجولة التي بدأت تظهر والتي نتمنى أن تتكلل بالنجاح في جميع بنود «المصفوفة»، فنجاح الحكومة في هذه الخطوة ربما يغير من قناعاتنا ويدفعنا للقول بشجاعة: «اللجان مناجم الأفعال».

 

Exit mobile version