| مهند الحسني
لن ينتهي شيء قبل أوانه، والسعي الذي بدأ قبل أشهر قليلة مازال يضفي لجريانه إثارة متصاعدة من أجل البقاء في جنة هي الأجمل، بعدما وصل قطار دوري سلة الرجال إلى محطته الأكثر إثارة وندية، فمباريات هذه المرحلة لا مجال فيها للتعويض، وخسارة أي مباراة قد تكلف الفريق خروجه خالي الوفاض من دائرة المنافسة، ما يعني أننا على موعد مع مباريات لاهبة، وحسابات مختلفة، وعناوين ومقدمات جديدة، وأوراق رابحة ستحملها الأندية الأربعة معها لهذه المرحلة، ما سيعطينا جمالية المتابعة التي يريدها ويتمناها عشاق ومحبو السلة.
نظام المربع الذهبي
تبدأ منافسات الدور النصف نهائي لدوري أندية الرجال اليوم الثلاثاء بمشاركة أربعة أندية (الجيش – الوحدة – الاتحاد – الكرامة)، التي تأهلت للدور نصف النهائي (المربع الذهبي) وستقام المنافسات في صالة الفيحاء الرئيسية في دمشق.
على أن تلعب الفرق بتجمع (المربع الذهبي) بطريقة الدوري من مرحلتين ذهاباً وإياباً، ويتأهل الأول والثاني من هذا الدور للعب في المباراة النهائية على بطولة الدوري، ويحدد ثالث ورابع الدوري حسب ترتيبهما في المربع الذهبي من دون إجراء مباراة بينهما.
أما المباراة النهائية فقد تقرر أن يلعب أول وثانٍ مع بعضهما، وتحدد هوية الفريق الفائز بلقب بطولة الدوري في حال فوزه بثلاث مباريات من خمس.
حظوظ الفرق
أسئلة كثيرة تدور في فلك عشاق اللعبة عن حظوظ الأندية الأربعة بالفوز بلقب الدوري، لكون الأندية أخذت استراحة قصيرة راجعت من خلالها حساباتها، وصححت أخطاءها، فما حظوظ الأندية الأربعة بالظفر باللقب؟
الوحدة
يعد الوحدة من أكثر الفرق ثباتاً من حيث المستوى الفني، فحافظ على مدربه الدرويش واستقر مستواه فردياً وجماعياً، وقدم أداءً جيداً، ويلعب بانضباط تكتيكي عال، لكون اللاعبين ينفذون تعليمات مدرب الفريق بطريقة جيدة، ويضم كوكبة من اللاعبين المميزين، ولديه دكة بدلاء جيدة وخاصة بعدما التحق في صفوفه اللاعب العملاق محي الدين قصبلي الذي سبق له أن لعب لفريق الجيش مواسم طويلة قبل سفره للإمارات، حيث عمل كمدرب وحافظ على لياقته باللعب بدوري الجامعات، إضافة إلى أن الفريق ضم لصفوفه أيضاً لاعب الساحل حسين حسن وهو من اللاعبين الذين سيعول عليهم المدرب كثيراً، وتتميز مراكزه بأنها مكتملة، وخاصة في الشق الدفاعي بوجود هاني دريبي وجميل صدير والبديل منار حمد، وتبدو حظوظه أكثر وأوفر بالظفر باللقب، أبرز لاعبيه شريف العش، علاء إدلبي، مجد عربشة، جميل صدير، يوسف مناع، مراد هاشم.
الجيش
كانت رحلة الفريق هذا الموسم أشكالاً ألواناً، وشهد مستوى الفريق تفاوتاً بين القبول هنا والرفض هناك، الأمر الذي دفع بالقائمين على اللعبة إلى إجراء تغيير بالجهاز الفني حيث تم تعيين المدرب هيثم جميل خلفاً لخالد أبو طوق، وقد بدأت لمسات الجميل بالظهور على أداء الفريق على أمل المحافظة على لقبه، ويضم الفريق أبرز وأهم اللاعبين يأتي في مقدمتهم اللاعب رامي مرجانة الذي يعول عليه المدرب كثيراً في الشق الهجومي، إضافة لوجود الجناح السريع طارق الجابي، والمخضرم حكم عبد الله، وتحت السلة لديه أفضل لاعب سنتر في سورية عمر الشيخ علي، والمدافع المجتهد وليم حداد، إضافة إلى أن الفريق ضم حسب عقد الثقة اللاعب عمر كركوتلي، وتبدو حظوظه قائمة بالظفر باللقب من حال بقيت تشكيلته متناغمة ومتفاهمة كما كانت عليه الموسم المنصرم.
الاتحاد
على الرغم من تدعيم صفوفه بأفضل اللاعبين غير أن الفريق لم يكن على مستوى العطاء، فظهر أداؤه عادياً، ولم يتمكن مدربه الجوخه جي من خلق حالة منسجمة ومتفاهمة بين اللاعبين، فجاءت نتائجه عادية ومتواضعة، وقد أثرت الإصابات في نتائجه، وخسر جهود أفضل لاعبيه بسبب الهجرة أمثال نديم عيسى ملك الثلاثيات، لكن الفريق استغل فترة الاستراحة الأخيرة، وعمل على تصحيح أخطائه، وتقويمها من أجل أن يظهر الفريق بصورة مغايرة عن المراحل السابقة، وتبدو حظوظه قائمة للظفر باللقب في حال استقرت تشكيلته، ونجح مدربه في توظيف مقدرات لاعبيه بما تقتضيه مجريات اللقاءات، ويضم الفريق أفضل اللاعبين أمثال علي ديار بكرلي، فراس المصري، أنطون بكر، أغيد رحال، محمد شاهين.
الكرامة
يمكن أن نطلق عليه (الحصان الأسود) للدوري هذا الموسم، لما قدمه من أداء جيد أمام أفضل وأعتى الفرق، حيث تمكن من الفوز بجدارة على الجيش المدجج بالنجوم، وظهرت ميزة الفريق باللعب الجماعي والانضباط التكتيكي العالي، ولديه دكة بدلاء جيدة، ومدربه عزام الحسين مجتهد يجيد قراءة خصمه بشكل مميز، لكن خبرة بعض لاعبيه لم تساعده في تقديم الأفضل، لكونه يضم أكثر من خمسة لاعبين شبان يلعبون لأول مرة في دوري الرجال، لكن هذا لن يكون عائقاً أمام استمرار تألقه، فربما كانت حظوظه قوية في حال قدم المستوى الذي ظهر عليه أمام الجيش، أبرز لاعبيه مهند حتويك، الشقيقان حسن وحسين قصاب، محمد زيدان، دياب الشواخ، محمود طرقجي، أشرف الأبرش، وقد ضم الفريق حسب عقد الثقة لاعب الجلاء جورجي نظريان.
حكام
منذ ست سنوات ينجح اتحاد السلة في استقطاب حكام من الخارج، لكن هذه المرة ليسوا أجانب، وإنما هم حكام وطنيون حيث نجحت اتصالات الاتحاد في استقدام ثلاثة حكام سوريين يعملون في الدوري الإماراتي، (هيثم قوجه، محي الدين خطاب، عامر سيجري)، وهم من أصحاب الخبرة الكبيرة في التعامل مع مباريات مهمة وقوية، يذكر أن الحكام الثلاثة لن يتقاضوا أي مبالغ مالية جراء قيادتهم للمباريات في خطوة ايجابية تسجل لهم، وسيكون إلى جانبهم لفيف من حكامنا المحليين الموجودين بالقطر.
ثأرية
يفتتح في الخامسة من عصر اليوم الثلاثاء فريقا الجيش والكرامة أولى المباريات في موقعة نارية وثأرية وخاصة من جانب فريق الجيش الساعي لرد الدين للكرامة الذي فاز عليه في دور الثمانية، لذلك اللقاء سيكون قوياً لأن الكرامة لن يرضى أن يكون لقمة سائغة، واللقاء أقرب للجيش لكن الكرامة قد يفعلها ثانية ويخطف نقاط المباراة.
قمة
في السابعة مساء يلتقي الوحدة مع الاتحاد في قمة مبكرة، فالوحدة يريدها لمتابعة عزفه على وتر الفوز ومواصلة عروضه الثابتة والقوية، والاتحاد يريدها ليؤكد لعشاقه ومحبيه أنه ما زال رقماً صعباً في المعادلة السلوية، ولديه الكثير ليقدمه في هذا اللقاء، النتيجة أقرب للوحدة صاحب الجماهيرية الكبيرة لكن الاتحاد يعرف أن لمنافسه مزاجية معينة إن أجاد تعكيرها قد يصطاده على أرضه وبين جمهوره.
ويوم الأربعاء يلتقي الجيش مع الاتحاد في الخامسة عصراً، يليه مباشرة لقاء يجمع الوحدة مع الكرامة، ويوم الخميس لقاء قمة يجمع قطبي السلة الدمشقية الجيش والوحدة في الخامسة، يليه لقاء لا يقل أهمية يجمع الاتحاد والكرامة، وتتجدد اللقاءات من جديد يوم السبت المقبل.