Site icon صحيفة الوطن

إيقاف دوري السلة بسبب سقوط الأخلاق الرياضية

| مهند الحسني

إذا كانت كرة السلة على هذه الشاكلة، فلم نعد نريدها أبداً، فما حصل في مباراة الوحدة والاتحاد بكرة السلة لا يمكن غض النظر عنه تحت أي مسمى لأنه خارج عن المعاني الرياضية التي تربينا عليها، وبالفعل وجد اتحاد السلة نفسه مجبراً على إيقاف الدوري 48 ساعة ليتسنى له دراسة تقارير المراقب والحكام وإحالة الملف للجنة الانضباط.
فقد يكون دورينا السوري لكرة السلة يفتقد للمستوى الفني والتكتيكي، لكنه يتميز بحضوره الجماهيري الذي يضيف نشوة وروعة على مبارياتنا التي تفتقد المهارة السلوية، لكن الجمهور بات يريد دورينا بلا جمهور، وخصوصاً بعد سقوط الأخلاق الرياضية في مباراة القمة التي جمعت فريقي الاتحاد والوحدة، والذي نعلمه أن الفريقين يتمتعان بالوعي الكامل، ولا يشوب أخلاقهم الرياضية أي شائبة، إلا أن ما حدث بالأمس لهو مؤسف جداً من جمهور الاتحاد من جهة، ومن جمهور البرتقالة الدمشقية من جهة أخرى، فأفسدوا متعة وحرارة اللقاء الذي كان بمستوى فني عال.

تفاصيل
فبعد نهاية المباراة تقدم لاعب الوحدة جميل صدير ليصافح لاعب الاتحاد فراس المصري، الذي رد التحية بكلمات نابية لا تليق بمستوى لاعب لعب لمنتخباتنا الوطنية، فما كان من لاعب الوحدة الجميل سوى الرد بالمثل، ليبدأ اللاعبان بعد هذا الحوار الساخن بالضرب، وما هي إلا لحظات حتى اشترك لاعبو الفريقين في المعركة، ولم يتوقف الأمر عند هذه الحدود حيث نزل جمهور الفريقين لأرض الصالة محاولاً كل منهما الدفاع عن فريقه، واختلط الحابل بالنابل وتعالت الأصوات والشتائم الخادشة للحياء، وتحولت صالة الفيحاء إلى حلبة لجميع أنواع قتال الشوارع، ولم يستطع أحد أن يوقف هذه المعركة لعدم وجود رجال حفظ النظام، ولم ينج مدرب الاتحاد علاء جوخه جي من الضرب أيضاً، وجاء تدخل رئيس نادي الوحدة في غير مكانه، لكونه حاول تهدئة الأمور وفك النزاع، لكنه فشل، ولحق به أذى حتى سقط أرضاً بطريقة معيبة من جمهور الاتحاد، ووصل الأذى إلى كراسي الصالة التي تم كسرها ورميها على أرض الباركيه من جمهوري الناديين، إضافة لرمي زجاجات المياه وأشياء غريبة على أرض الصالة في طريقة لا تنم عن المعاني الرياضية وقيمنا الأخلاقية التي نعرفها.

اعتراضات
ساهم هبوط مستوى التحكيم في شحن جمهوري الفريقين، لكونها جاءت أغلبيتها بعيدة كل البعد عن الحقيقة والمنطق، وخاصة في آخر دقائق الربع الأخير، حيث جاءت صافرات الحكم مزاحم حويج في غير مكانها، الأمر الذي أدى إلى سيل من الاعتراضات ضد هذه الصافرات، التي كانت الشرارة الأولى لانطلاقة أحداث الشغب التي عكرت أجواء دوري السلة.

دراسة
«الوطن» اتصلت بأمين سر اتحاد السلة دانيال ذو الكفل الذي أبدى استياءه حيال ما جرى، وأكد أن الاتحاد لن يتخذ أي قرار لكونه ينتظر تقارير مراقب المباراة والحكام، وسيتم تحويلها للجنة الانضباط لتتم دراستها، واتخاذ قرارات بحق كل من يسيء لجوهر ومعاني الرياضة السورية.
اتحاد السلة من جديد يجد نفسه أمام اختبار جديد ليثبت جدارته في ضبط زمام الأمور، وإعادة الثقة لقراراته التي بدأت تهتز لدى عشاق اللعبة، وعليه إعادة مشاهدة شريط الفيديو ليتم محاسبة المتسببين، وفرض عقوبات صارمة بحقهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر، كما يجب محاسبة طاقم التحكيم على أخطائهم وصافراتهم التي أهدت الفوز لهذا الفريق على حساب الآخر، ولا ضير من فرض عقوبات وحرمانات على جمهوري الفريقين خوفاً من تفاقم الأمور أكثر في المباريات الأكثر أهمية من عمر الدوري.

Exit mobile version