Site icon صحيفة الوطن

موسكو ترد على قمة الرياض: لا يمكن حل المسألة السورية بتقسيمها مذهبياً

| الوطن – وكالات

حذرت روسيا أمس من مساعي حل الأزمة السورية وفقاً للمبدأ القومي أو الطائفي (المذهبي)، مشددةً على ضرورة توحيد البلاد عوض تقسيمها وعلى استحالة هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في العراق، من دون القضاء عليه في سورية.
وجاء التحذير الروسي على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، في معرض تعليقه على نتائج القمة الأميركية العربية الإسلامية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض مؤخراً، حيث دافع عن دور إيران في حل الأزمة السورية في مواجهة مساعي الولايات المتحدة وحلفائها العرب لعزل هذه الدولة الإقليمية على الصعيد الدولي، وتحجيم نفوذها في الشرق الأوسط. وبين أن الدور الإيراني سواء عبر المجموعة الدولية لدعم سورية أم عملية أستانا قد حظي بتأييد مجلس الأمن الدولي، وكذلك دول الخليج وبالأخص السعودية وقطر.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الكرواتي دافور ايفوشتير في العاصمة الروسية موسكو، قال لافروف بلهجة حازمة: «لا يمكننا حل قضايا سورية عبر تقديم مقاربات تقسم البلاد بدلاً من توحيدها، ولاسيما إذا كانت تلك المقاربات تقسم البلاد عن قصد أو غير قصد، طائفياً، بما في ذلك داخل المذاهب الإسلامية»، في إشارة إلى الجهود السعودية لمذهبة الأزمة السورية. ودعا لافروف، حسبما نقلت وكالة «سانا»، إلى بذل المزيد من الجهود لتسوية الأزمة في سورية على مبدأ إشراك جميع اللاعبين الخارجيين. وذكّر بأن روسيا تشدد دائماً على استحالة حل أصعب قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقية إلا بمشاركة جميع الأطراف المعنية، وبمشاركة اللاعبين الخارجيين الذين يؤثرون بطريقة أو بأخرى في الوضع على الأرض. واستطرد قائلاً: «ينطبق ذلك بشكل كامل فيما يخص دور إيران وبالخطوات التي يجب اتخاذها لتسوية الأزمة السورية».
ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، عن لافروف تذكيره، بأن المجموعة الدولية لدعم سورية، التي تشكلت قبل سنتين وتم اعتمادها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي (2254)، تعتمد على مبدأ إشراك الجميع بما في ذلك إيران، مشدداً على ضرورة الأخذ بالحسبان أن روسيا وتركيا وإيران قدمت «مبادرة لتنظيم حوار سوري سوري مباشر بين الحكومة والمعارضة المسلحة (في العاصمة الكازاخستانية أستانا)». وأكد الطابع الشامل الذي اكتسبته عملية أستانا، معيداً إلى الأذهان أن تركيا في ثلاثية الدول الضامنة لاتفاقات أستانا، تمثل مواقف عدد من دول الخليج، بما فيها السعودية وقطر. وكشف أن وزراء هذه الدول أكدوا خلال زيارتهم لموسكو أن تركيا تمثل مقارباتهم في منصة أستانا.
وفي غمز من قناة واشنطن، أشار رئيس الدبلوماسية الروسية إلى أن صيغة مفاوضات أستانا واتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه العام الماضي بضمانات روسيا وتركيا وإيران، قد تم تأييده من مجلس الأمن الدولي، ومضى قائلاً إن ذلك «يظهر بكل وضوح موقف المجتمع الدولي من هذا الوضع».
في نيويورك، أكد نائب ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف أنه نظراً للتلاحم الوثيق بين الإرهابيين في سورية والعراق فلا يمكن إحراز انتصار نهائي على تنظيم داعش في العراق بمعزل عن القضاء على هذا التنظيم في سورية.
وكرر سافرونكوف في كلمة له أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي مساء الإثنين، دعوة بلاده إلى تشكيل جبهة واسعة ضد الإرهاب وتنسيق الجهود الدولية بصورة وثيقة في عمليات مكافحته، معرباً عن استعداد روسيا للعمل المشترك في هذا المجال.
ومنذ تأسيس التحالف الدولي ضد داعش والذي تقوده واشنطن عام 2014، وروسيا تدعو إلى تشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب بمشاركة جميع الدول المعنية في المنطقة وخارجها.
ونبه سافرونكوف، وفقاً لوكالة «سانا» إلى أن التوتر لا يزال قائماً في العراق. وقال: «الوضع في العراق لا يزال متوتراً، حيث يواصل الإرهابيون استخدام السكان المدنيين كدروع بشرية كما يستخدمون الأسلحة الكيميائية بصورة متزايدة».

 

Exit mobile version