Site icon صحيفة الوطن

أدهشوا العالم

| مالك حمود

بغض النظر عن التقييمات بمختلف أمزجتها وزوايا رؤيتها فإن الشكل الجديد للفاينال السلوي قدم إضافة جديدة، فصحيح أن المستوى الفني لم يرتق للمأمول وخصوصاً في المواجهات النهائية بين قطبين كبيرين، لكن ما حصل كان محصلة لما نشأت عليها سلتنا، فالغاية الأساسية من إقامة ذلك الكم من المباريات بين فرق الفاينالات والبلاي أوف يهدف لزيادة عدد المواجهات بين الفرق القوية لتعويض حالة المباريات المحسومة في الأدوار الأولى التي لا تساهم في تطوير اللعبة، عكس المباريات القوية التي توفر الزيادة في مساحة اللعب ومنح خبرة المباريات الرسمية للاعبين وفسح المجال لتقديم مهاراتهم وفكرهم الفردي والجماعي، لكن ذلك وللأسف لم يتحقق إلا بالحد الأدنى نظراً لتعامل الفرق بحساسية مع تلك اللقاءات، وهكذا فاللعب مراراً وتكراراً بينها كان يزيد حالة التشنج ولاسيما في الأداء الدفاعي ما تسبب بهبوط السكورات بشكل كبير وأحياناً كان أشبه بسكور مباريات السيدات.
هي ملاحظة من واقع البلاي أوف الذي أعطى درساً للجميع بأن كرة السلة لعبة النفس الطويل والمنافسة فيها لا تنتهي إلا مع آخر صافرة للمباراة، وهي درس في عدم فقدان الأمل والثقة وإمكانية التعويض في واحدة من مزايا البلاي أوف الذي نجح ومن خلال مبارياته الكبرى المتتالية بإعادة الجمهور إلى صالة الفيحاء التي اشتقاقت له وانتظرت عودته، ليأتي بأعداده الكبيرة والوفيرة وبألوانه الجميلة وبحجمه العائلي ليفرض على الصالة الأجواء الاجتماعية المعهودة لكرة السلة السورية، ويضفي على المدرجات حالة مهرجانية رائعة بألوانها الزاهية، وكلامها المعبر، وألحانها العذبة، ليغدو المشهد أكثر روعة ورقياً.
الصورة الرائعة والراقية نريدها أن تستمر في صالاتنا، الفيحاء والشهباء وغيرهما من المحافظات، صورة خاصة بسلتنا ومبارياتها بمختلف المسابقات والأدوار، وألا يكون مجرد جمهور بلاي أوف، وحضور بطولة، وجمهور تتويج، فالرياضة فوز وخسارة، ومهما تسابق الفريقان في الملعب لتقديم أقوى وأحلى العروض فلا بد من فائز يفرح للانتصار، وخاسر يحزن لضياع التعب والجهد، لكنها الرياضة وسلة أو نقطة قد ترجح كفة هذا عن ذاك لتبدأ عنده مراسم الفرح والتتويج، وعند الثاني الحزن والملامة وتقاذف المسؤولية.
لسنا بصدد تحديد المسؤوليات، فالدوري انتهى، لكن المنافسات لم ولن تنتهي، والملعب موجود وبانتظار كل الطامحين والعازمين، بأرضه ومدرجاته، والصورة الرائعة التي أدهشت العالم وكل من شاهدها يجب أن تبقى، وجمهور السلة يفترض أن يستمر في حضوره، فالمباريات لن تحلو من دونه، وما وصلنا يجب الحفاظ والبناء عليه، وخسارة مباراة أو بطولة يجب ألا تدعنا نخسر أشياء أخرى.. وبانتظار آخر لأحلى الأجواء من جماهير الشهباء.

 

Exit mobile version