Site icon صحيفة الوطن

بطولة كأس القارات العاشرة بكرة القدم – روسيا 2017 … فرنسا توجت على قبر فويه قبل الهيمنة البرازيلية

| خالد عرنوس

بعد نحو أسبوعين تقام بطولة كأس القارات بنسختها العاشرة في روسيا بمشاركة ثمانية منتخبات هي أبطال القارات الست إضافة إلى بطل العالم ومنتخب الدولة المضيفة وتستمر لأسبوعين، وكنا في الوطن قد بدأنا يوم الثلاثاء الماضي الحديث عن البطولة وكيف انطلقت بشكل غير رسمي قبل ربع قرن قبل أن يقرها الفيفا ضمن روزنامة بطولاته وكيف تحولت من مسابقة تقام كل عامين إلى بطولة تقام كل أربعة أعوام فأصبحت في عهدة الدول التي تنظم المونديال.
وسردنا باختصار عن مسيرة النسخ الخمس الأولى وكيف توجت منتخبات الأرجنتين والدانمارك والبرازيل والمكسيك وفرنسا بألقابها وها نحن نكمل حكاية البطولات الأربع التالية وكيف أصبح الديوك أول من احتفظوا باللقب وكيف أضحى راقصو السامبا أسياد البطولة.

الهدف الذهبي
استضافت فرنسا النسخة السادسة عام 2003 كأول دولة أوروبية تفعل ذلك وشاركت هذه المرة بصفتها بطلة للقارة العجوز وجاءت مشاركة كولومييا للمرة الأولى ومثلها تركيا أما بقية المشاركين فسبق لهم خوض البطولة وكما كان متوقعاً تأهل صاحب الضيافة عن المجموعة الأولى على حين أخفق بطل العالم البرازيلي بتجاوز الدور الأول للمرة الأولى في البطولة بوقوعه ثالثاً في المجموعة الثانية خلف الكاميرون وتركيا، وشهد لقاء نصف النهائي بين الكاميرون وكولومبيا وفاة لاعب الأول فيفيان فويه عقب سقوطه على أرض الملعب في الدقيقة 75 وانتهى اللقاء بفوز رفاقه ليلتقوا في النهائي أصحاب الأرض الفرنسيين الذين تخطوا الأتراك بنتيجة 3/2.
وتحول لقاء التتويج إلى احتفالية تأبينية للنجم الكاميروني وفي النهاية احتفظ الديوك بلقبهم بفضل ثالث هدف ذهبي في تاريخ البطولة وسجله الهداف تيري هنري الذي تحول إلى بطل قومي فجاءت مراسم تتويج الزرق ممزوجة بدموع الانتصار والحزن على فويه.

كلاسيكو لاتيني
في أقوى حضور حتى تلك النسخة شهدت البطولة السابعة في ألمانيا 2005 وجود البرازيل والأرجنتين اللذين سبق لهما التتويج بكأسها وكذلك المكسيك حاملة لقب 1999 إضافة للمانشافت الألماني صاحب الضيافة وعاد العرب إلى المشاركة عبر نسور قرطاج التوانسة لكنهم لعبوا دور الكومبارس كالعادة، وخرج بطل أوروبا اليوناني من دون مفاجأة بعدما أخفق لاعبوه بالتسجيل ورغم ذلك فقد خرجوا بنقطة واحدة احتلوا بها المركز الأخير في المجموعة.
وعدا تصدر التريكولور المكسيكي المجموعة الثانية متقدماً على السيليساو البرازيلي الذي تقدم على الساموراي الياباني بفارق الأهداف سارت الأمور كما هو متوقع فتأهل الأربعة الكبار إلى نصف النهائي الذي شهد فوز أبناء التانغو على التريكولور بركلات الترجيح عقب التعادل 1/1، وفي إعادة لنهائي مونديال 2002 جدد أبناء السامبا تفوقهم على أصحاب الضيافة الألمان 3/2 لتشهد البطولة أول نهائي بين منتخبين من قارة واحدة.
وفي النهائي المنتظر تألق رونالدينيو ورفاقه (كاكا وأدريانو وديدا ولوسيو) تحت قيادة المدرب كارلوس البرتو بيريرا واكتسحوا جيرانهم أبناء التانغو بنتيجة 4/1 واكتفى المانشافت بالمركز الثالث بالفوز على المكسيك بعد مهرجان ووقت إضافي 4/3.

العودة الكبرى
أشارت التوقعات إلى نهائي منتظر بين البرازيل بطل النسخة السابقة وبطل كوبا أميركا واللاروخا الإسباني بطل أوروبا بل إن الكثيرين توقعوا أن يبصم أولاد ديل بوسكي على اللقب الأول إلا أن أولاد العم سام باغتوا رفاق كاسياس الذين أنهوا الدور الأول بالعلامة الكاملة وبشباك نظيفة وأبعدوهم من نصف النهائي بهدفين نظيفين ليضربوا موعداً مع السيليساو الذي تفوق بالدور الأول بثلاثة انتصارات، وجاءت المشاركة العربية عبر مصر التي فاجأت البرازيل بالعرض قبل أن تهزم إيطاليا بهدف إلا أن فارق الأهداف وضعها في ذيل المجموعة الثانية على حين خرج المنتخب العراقي بتعادلين إنما من دون تسجيل أي هدف وهو المنتخب الثاني الذي يخرج من دون أهداف بعد المنتخب الكندي 2001.
وفي النهائي سارت الأمور نحو مفاجأة كبرى جديدة للأميركان الذين تقدموا بهدفين في الشوط الأول على أبناء السامبا الذين عانوا في نصف النهائي قبل أن يتخطوا أصحاب الأرض (البافانا بافانا)، وفي النصف الثاني من لقاء التتويج سجل لاعبو دونغا العودة الأقوى عبر ثلاثية كاملة أنهاها المدافع لوسيو في الدقيقة 84 ليحتفظوا باللقب ويتقدموا صدارة الفائزين برصيد 3 ألقاب وذلك بفضل تألق داني ألفيس وكاكا والهداف لويس فابيانو ومايكون ولوسيو وروبينيو والحارس خوليو سيزار.

النسخة الأغزر
في البرازيل أقيمت النسخة التاسعة بمشاركة أربعة منتخبات سبق لها الفوز بكأس العالم وهي منتخبات البرازيل وإيطاليا وقد جاءا في المجموعة الأولى ومنتخبا إسبانيا والأورغواي اللذان التقيا في المجموعة الثانية وجاءت نتائج الدور الأول مطابقة للترشيحات المسبقة بوصول هذا الرباعي إلى شبه النهائي ليكون الدور الأقوى بتاريخ كأس القارات. ففي الأولى حصد السيليساو النقاط الكاملة للمرة الثانية ففاز على كل من اليابان 3/صفر والمكسيك 2/صفر وإيطاليا 4/2 ولحق به الآتزوري بتغلبه على المكسيك 2/1 واليابان 4/3، وفي الثانية ساهمت مشاركة تاهيتي للمرة الأولى لترفع غلة الأهداف إلى أرقام قياسية فخسر ممثل أوقيانوسيا أمام الإسبان صفر/10 كأعلى نتيجة في تاريخ البطولة وحصد اللاروخا 3 انتصارات كاملة تاركاً المركز الثاني للسيلستي الأورغوياني الفائز على نيجيريا 2/1 وتاهيتي 8/صفر.

مواجهات مثالية
شهد الدور النصف النهائي مواجهتين مثاليتين تستحقان أن تكونا نهائياً، الأولى أوروبية خالصة في إعادة لنهائي يورو 2012 بين اللاروخا والآتزوري وعلى عكس النهائي المذكور الذي انتهى للإسبان برباعية احتاج رفاق كاسياس إلى ركلات الجزاء ليبلغوا النهائي عقب التعادل السلبي، وبالمقابل التقى السيليساو مع السيليستي في كلاسيكو لاتيني واستطاع صاحب الأرض حسم الأمر بنتيجة 2/1 فالتقى السيليساو مع اللاروخا في نهائي مؤجل منذ 4 سنوات، ولأن البرازيليين لعبوا في أرضهم وبين جماهيرهم ولأن نيمار كان حاضراً فقد استطاع البرازيليون الفوز بسهولة بالثلاثة ليحتفظ أبناء السامبا باللقب الثالث على التوالي معززين صدارتهم لنادي الأبطال بأربعة ألقاب، وفي مباراة الترتيب تعادل منتخبا إيطاليا والأورغواي 2/2 قبل أن تبتسم ركلات الترجيح للأول بنتيجة 3/2.

Exit mobile version