Site icon صحيفة الوطن

الإدمان.. ناقوس الخطر

| د. اسكندر لوقا

«الإدمان مصطلح يتردد كثيراً في مجتمعاتنا ويكثر التحذير من خطره الداهم في الأسرة وأجهزة الإعلام والمدارس والأندية، وهو أحد أخطر تهديدات مستقبل الأجيال وأحد العناصر الفاعلة في هدم الأمم إن تم إهماله أو الاستهتار به».
بهذه العبارات في مقدمة البحث العلمي الذي أعده أربعة من طلاب كلية الصيدلة لنيل درجة الماجستير في الصيدلة والكيمياء الصيدلية، بإشراف الدكتور عبد الناصر عمرين، بهذه العبارات يضعنا الطلبة معدو البحث أمام قضية تستحق التوقف عندها، ليس على نحو عابر سبيل، وإنما على نحو دارس لتبعاتها على صعيد الوطن، وخصوصاً في زمن، كزماننا هذا، حيث دأبُ أعداؤه العمل على إحداث الشرخ في صلبه، ليسهل عليهم سوقه في درب قبول الأمر الواقع.
إن زمناً كهذا الذي تعيشه شرائح مجتمعنا، نتيجة الحرب الظالمة التي شنت وتشن عليه على مدى ست سنوات، إن زمناً كهذا، يعده أعداء وطننا أرضاً خصبة للإيقاع بشبابنا وشاباتنا في عمر المراهقة على درب مستقبلهم، وذلك بدفعهم لممارسة عادة الإدمان، بمختلف أسمائه وأدواته التي تقود المدمن في طريق الدمار وبالتالي تدمير الوطن.
وفي سبيل وصول أعداء وطننا إلى الغاية التي ينشدونها، من الطبيعي أن يعاني أبناؤه تبعات مستحضرات الإدمان المختلفة، إلا في حالة توحيد الجهود للقضاء على هذا الداء الأخطر بين الأمراض التي تنهش في جسم الإنسان وتزداد حضوراً في المجتمع.
إن البحث العلمي الذي أشير إليه يجعلني أتساءل: هل ثمة جهة تسعى للإفادة من بحث علمي جاد كهذا بكل معنى الكلمة بغض النظر عن الجهة التي أشرفت عليه على سبيل المثال؟ إن جهداً يبذل في إعداد بحث يستحق أن ينظر إليه بعين مسؤول عن مستقبل العلم، يندرج حكماً أو يجب أن يندرج حكماً، تحت عنوان رعاية مستقبل شباب الوطن.
وإذا كان الإدمان أحد أخطر تهديدات مستقبل الأجيال، فحري بالجهات المسؤولة في الدولة، وفي مقدمها وزارة التربية والإعلام والشؤون الاجتماعية، أن تدرج ما تنسبه من صلب هذا البحث أو ذاك في برامجها التربوية والتوجيهية عموماً.
تراني عنيت، من هذا البحث المعد لنيل درجة الماجستير في الصيدلة والكيمياء الصيدلية، أن يفيد منه آخرون إذا ما اعتمد الإدمان حالة مرضية تستدعي التنبيه بخطورتها في سياق ساعة دراسية في مدارسنا الإعدادية تحديداً على سبيل المثال؟ أن شبابنا وشاباتنا، في عمر الإعدادية، إن صح التعبير، يستحقون كل العناية حفاظاً على نضارة الوطن ونقاء جسمه من مورثات الأمراض الفتاكة وفي مقدمها مرض الإدمان.

Exit mobile version