Site icon صحيفة الوطن

الأزمة الخليجية أحرجت «المعارضة» والميليشيات في سورية

| وكالات

وضعت الأزمة الخليجية ما تسمى «المعارضة السياسية السورية» وميليشياتها المسلحة في موقف محرج بعد أن أضعفها توتر العلاقات المتصاعد بين السعودية وقطر، أبرز الدول الداعمة لها مادياً وعسكرياً، وابتعادهما بشكل متدرج عن القتال في سورية، وذلك لكون لا أحد يرغب في التخلي عن أي من الطرفين.
ومنذ بدء الأزمة في سورية في آذار من عام 2011 حافظت تلك الدولتان على دعم هذه «المعارضة» ثم الميليشيات المسلحة ضد قوات الجيش العربي السوري بالمال والسلاح، حيث برز الدعم الخليجي وخاصة للميليشيات الإسلامية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية «أ ف ب»، عن الباحث الرئيسي في «مركز كارنيغي للشرق الأوسط» يزيد صايغ قوله: «وضعت القطيعة الحالية المعارضة في موقف محرج (سياسياً) لأن لا أحد يريد أن يكون جزءاً منها بشكل علني، كما أن أحدا لا يتحمل التخلي عن أي من الطرفين السعودي أو القطري».
وفي مؤشر إلى ارتباك «المعارضة» الناتج عن هذه الأزمة الخليجية، رفضت ميليشيات مسلحة عدة، قالت الوكالة أنها تواصلت معها، التعليق على الموضوع بسبب «حساسيته».
واكتفى مسؤول في إحدى الميليشيات المسلحة في الغوطة الشرقية لدمشق بالقول: «قطر والسعودية وتركيا والأردن والإمارات من الدول الداعمة لثورة الشعب السوري ووقفت مع معاناته منذ سنوات»، مضيفاً «نسأل اللـه أن تكون الخلافات سحابة صيف». وكانت كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين قد قطعت في الخامس من الشهر الحالي علاقاتها مع قطر، واتهمتها بدعم الإرهاب. واتخذت دول أخرى مواقف أقل حدة مثل الأردن الذي خفض التمثيل الدبلوماسي القطري لديه. وعلى الرغم من حالة الإرباك التي تعيشها الميليشيات المسلحة، يرى صايغ أنه سيكون للازمة الخليجية تأثير محدود على الحرب في سورية، حيث تراجع التدخل القطري والسعودي عما كان في الماضي، لافتاً إلى أن الرياض خفضت إلى حد كبير تمويلها منذ عام 2015 بسبب تدخلها في اليمن».
ورجح صايغ، أنه لن يكون هناك أي تأثير كبير على الصعيدين «المالي والسياسي» كون «الولايات المتحدة وتركيا عززتا من دعمهما للميليشيات المسلحة التي كانت سابقاً مقربة من قطر أو من السعودية.
وتدعم التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في سورية دول عدة أبرزها السعودية وقطر وتركيا والأردن والدول الغربية، إضافة إلى الولايات المتحدة.
ووفقاً للوكالة، فقد ظهر التوتر القطري السعودي بشكل أساسي في الغوطة الشرقية التي شهدت اقتتالاً داخلياً أدى إلى مقتل مئات المقاتلين بين ميليشيات مدعومة من السعودية مثل «جيش الإسلام» وأخرى تدعمها قطر مثل «جبهة النصرة» و«فيلق الرحمن».
ورأى الباحث في جامعة أوكسفورد رفاييل لوفيفر، أن تأثير التوتر القطري السعودي قد ينعكس أكثر على الغوطة الشرقية كونها «منطقة جغرافية صغيرة تتركز فيها ميليشيات مسلحة مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالدولتين الخليجيتين».
وبالنتيجة، قد يكون للأزمة بين الدولتين «نتائج دموية أكثر خاصة أنهما تدعمان ميليشيات متنافسة في مناطق شهدت أصلاً اقتتالاً داخلياً مثل الغوطة الشرقية».
وحسب الوكالة ينعكس ذلك أيضاً على «المعارضة السياسية» التي لم تتمكن طوال هذه السنوات من فرض أي تقدم لصالحها في المحادثات السياسية.
وخلص صايغ إلى القول: إنه «من غير المتوقع أن يكون للأزمة بين الرياض والدوحة أي تأثير ما دامت المعارضة كلها تحولت إلى لاعب ثانوي».
قطعت كل من السعودية والإمارات ومصر في الخامس من الشهر الحالي علاقاتها مع قطر، واتهمتها بدعم «الإرهاب» معددة الإخوان المسلمين وحركة حماس وتنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة.
واتخذت دول أخرى مواقف أقل حدة مثل الأردن الذي خفض التمثيل الدبلوماسي القطري لديه.

Exit mobile version