Site icon صحيفة الوطن

النفاق الأميركي الكيميائي لن يفلح

| ميسون يوسف 

حشدت أميركا كل قواها من أجل احتواء فشلها المتتالي في سورية، فمنذ سبع سنوات وأميركا تطرح في السياسة والميدان، الخطة تلو الخطة، وسورية وحلفاؤها يتصدون للعدوان بشجاعة واحتراف وقوة واقتدار، ما جعل أنف المعتدي وأدواته وتابعيه يتمرغ في وحول الهزيمة والفشل ويجعله يلجأ إلى الاختلاق والكذب الذي يعول عليه ليحجب انتصاراً أو ليمحي معالم هزيمة.
نقول هذا في معرض ما لجأت إليه أميركا مؤخراً وبمنطق العود على بدء، وإعادة شهر ورقة السلاح الكيميائي الذي تدعي أميركا أن الحكومة السورية استخدمته في مواجهة الإرهابيين الذين تتخذهم أداوت في عدوانها على سورية والمنطقة، واللافت هذه المرة وفي نطاق رجوع المعتدي للتلويح باستخدام ورقة الكيميائي هو تعدد الصيغ والأشكال في الموضوع.
في البدء ادعت أميركا أن لديها مؤشرات تثبت أن الحكومة السورية تحضر لاستعمال السلاح الكيميائي، ادعاء أثار السخرية والاستهجان لدى الكثير من الخبراء المحايدين، إذ كيف لأميركا أن تقنع عاقلا موضوعيا بأنه يمكن التمييز في التحضيرات العسكرية الآيلة للقصف بين تحضيرات بقصف ناري عادي وتحضيرات بقصف كيميائي، إلا إذا كانت الحكومة السورية ذاتها أبلغتها بذلك وزودتها بأصناف المواد الكيميائية والأهداف المنوي قصفها.
ولما اتخذت سورية وحلفاؤها من إيران وروسيا، المواقف التي تشعر أميركا بأنها كاذبة فيما لفقت وأن عدوانها على سورية إن حصل، لن يمر بشكل سهل كما تتصور، أخرجت أميركا وعبر وكالة الأسلحة الكيميائية من الجعبة ملف خان شيخون، وهو الملف الذي رفضت أميركا وما زالت ترفض حتى الآن البحث في إجراء تحقيق جدي موضوعي حوله، رفضا يمكنها من الاتكاء على منظمة دولية تهيمن عليها وتنظم لها من الاتهامات ما تريد لأي كان وهذا ما حصل، فجاءت تلك المنظمة وبعيداً عن الموضوعية والاحتراف، بتقرير لا يمت إلى الحقيقة بصلة اعتمد تلفيقات الخصوم واستدعى رفض سورية له كما جاء في الموقف الصادر عن الخارجية السورية.
في خطوتها الكيدية الثالثة وعلى المسار ذاته لجأت أميركا وعبر جماعاتها الإرهابية إلى استعمال غاز الكلور في عين ترما في تمثيلية مكشوفة لتتهم سورية بها، ولكن هذه المرة فضح أمرها على لسان المراقبين الروس الذين كانوا موجودين في المكان وأثبتوا بالدليل القاطع الذي لا يرقى إليه شك، بأن الحكومة السورية لم تستعمل السلاح الكيميائي في عين ترما وأن اتهامها بذلك إنما هو افتراء وتلفيق.
بالمحصلة نرى أن السعي الأميركي لاختلاق ذريعة تبرر عدوانا مباشراً على سورية، هو سعي ساقط وفاشل، ومع هذا فإن سورية وحلفاءها لن يدعوا أي عدوان، إن حصل، يمر مرور الكرام، كما أن ما تبتغيه أميركا من تهديدها أو عدوانها، لن تصل إليه وأن القرار باجتثاث الإرهاب وداعميه وتطهير أرض سورية منه، هو قرار لا رجعة فيه ولن تخضع سورية لتهديد أو ابتزاز، والعدوان عليها سيلقى منها ومن حلفائها الرد المناسب والسريع على حد ما توعد به الحلفاء الروس أيضاً.

Exit mobile version