Site icon صحيفة الوطن

بعد وديتي بيروت ما مصير منتخب السلة؟ وهل من معسكر جديد قادم؟

| مهند الحسني

معسكر قصير ولقاءان وديان لمنتخب سلة الرجال مع المنتخب اللبناني تحضيراً للمشاركة في بطولة أمم آسيا، من غير المؤكد أنهما لا يتناسبان مع حجم وقوة المنتخبات المشاركة، ولا يمكن من خلالهما أن يصل الجهاز الفني إلى حقيقة مستوى لاعبي المنتخب بعد مضي أكثر من خمسين يوماً على بدء التحضيرات، فإذا كان الاتحاد بلا صلاحيات مالية، والمنتخب بلا معسكرات، فإن الرهان على قدرات الأشخاص وإمكاناتهم الفردية وجهودهم الشخصية لإعداد منتخب عصري ومتطور سيكون رهاناً خاسراً لا محالة، وضرباً من ضروب المستحيل، فالواقع العام لمنتخبات السلة ما زال حسب المعطيات الحالية لا يبشر بالخير، وذلك استناداً لوقائع وشواهد حقيقية أبسطها عجز القيادة الرياضية عن تأمين أبسط مقومات ومستلزمات التحضير المثالي لمنتخبات السلة، فإن البنية التحتية بلا شك متآكلة ومهترئة، ولا تنفع معها الصيانة ولابد هنا من استبدالها.

نظرة فنية
لن يكون الحكم منطقياً على جاهزية المنتخب من لقاءين وديين لعبهما أمام منتخب غير مستكمل الصفوف، وخسرهما بفارق كبير، لنقرر إن كان جيداً ما قدمه أولاً، وليست نتيجة مباراتين وديتين تعتبران مؤشراً حقيقياً يمكن الاستدلال به لإعطاء رأي حاسم في المنتخب، ولا يمكن بنفس الوقت التعامل مع الأمر على أنه بسيط إلى حد عدم إخضاعه للدراسة خاصة في ظروف منتخبنا، وخاصة أن المنتخب ينتظره تحضيرات طويلة قبل الدخول في معترك البطولة، بعدما تناهى لمسامعنا قبل أيام قليلة خبر مفاده أن القيادة الرياضية ستولي هذا المنتخب اهتماماً غير مسبوق في المرحلة المقبلة، وخاصة في طريقة التحضير والإعداد بما يتناسب مع حجم وقوة البطولات المراد المشاركة فيها، لا نغالي كثيراً إذا قلنا: إن فسحة تفاؤلنا اتسعت بعد تولي الدكتور ماهر خياطة لرئاسة لجنة تطوير المنتخب، ومبعث تفاؤلنا لكونه ابن اللعبة، وأحد أبرز نجومها في الفترة الماضية، ومن المؤكد أن حماسه وطموحه وتطلعاته لن ترضى أن تبقى منتخبات السلة أسيرة الظروف والمنغصات وشح الإمكانات المادية، ولديه الكثير من الرؤى والتصورات لإيجاد الحلول الناجعة لدعم وتوفير الإمكانات المادية لها، لكن اليد الواحدة لا تستطيع التصفيق، وواقع المنتخب الحالي بات بحاجة لتضافر جميع الجهود من أجل التأسيس لفضاءات أوسع وأشمل للمرحلة المقبلة تكون ملأى بالإشراقات.

أمل جديد
انتهى معسكر بيروت وبات خلف دائرة اهتمامنا، ومهما كانت خبرتنا الفنية كبيرة أم صغيرة، فإنها غير قادرة على أن تعطي حقيقة ما جناه المنتخب، فهذا المعسكر لن يفيد المنتخب في تحضيرات إذا لم يكن وراءه معسكر آخر يكون مفعماً بالمباريات الودية القوية، وتبدو أن نية اتحاد السلة تتجه لإقامة معسكر جديد في مصر، لكنه ينتظر موافقة القيادة الرياضية على التكلفة المادية للمعسكر، لكننا علمنا أن المنتخب الحالي سيواجه منغصات جديدة قديمة هي تكرار لسيناريو مشاركاته السابقة، عندما ستنحصر تدريباته عند حدود صالة الفيحاء مجدداً، ولن تتجاوز طموحات جهازه الفني تخوم التدريبات الكلاسيكية اليومية بعيداً عن أي شيء جديد يمكن أن يطرأ عليها، وستكون نتائجنا وقتها علقمية ومؤلمة، ما يعني أن تطلعاتنا وأحلامنا برؤية نتائج إيجابية لمنتخبنا في حال بقيت الأمور على ماهي عليها من دون أي معسكر خارجي ستكون معروفة مسبقاً، ولا تحتاج إلى منجم أو عرّافة.
فالبدايات الخاطئة ستوصلنا إلى نتائج مخيبة للآمال حتماً، فبدلاً من السعي بكل الأريحية لتأمين معسكر للمنتخب في أقرب دول لنا، وبأقل التكاليف، تركت القيادة الرياضية أمر تأمين المعسكر لجهود أشخاص في زمن نحتاج فيه لتكاتف وتعاضد جميع الجهود من أجل أن نعمل لمصلحة منتخب الوطن الذي سيرفع علم سورية عالياً في بطولة قوية، والسؤال هنا: إلى متى ستبقى منتخبات السلة أسيرة الظروف، وشح الإمكانات المادية، وضيق ذات اليد وموجة الغلاء وما شابه ذلك، من دون أن نلمس تحركاً قوياً من المكتب التنفيذي لتأمين مناخات ملائمة وأجواء تحضيرية مثالية للمنتخب؟
ما مصير المنتخب بعد معسكر لبنان، هل ستفي القيادة الرياضية بوعودها وتوافق على معسكر جديد، أم سيبقى الحال على ما هو عليه من دون أن يكون هناك شيء جديد؟

خير الكلام
لأصحاب الشأن نقول: إذا أردنا منتخباً قوياً، ومنافساً عنيداً في النهائيات الآسيوية، فلهذا الأمر شروط يجب توافرها، وإذا أردنا أن يبقى منتخبنا كالقط الأليف تستبيح سلته جميع المنتخبات من كل حدب وصوب، فأعتقد أن الوضع الراهن كفيل ليصل المنتخب إلى حد الهاوية، لسنا من هواة جلد الذات في زمن تجلد فيه منتخبات السلة علناً.

Exit mobile version