Site icon صحيفة الوطن

استبعد إقدام «حماس» على مراجعة موقفها من الأحداث في سورية لإنها «متحالفة مع دحلان» … الخضراء لـ«الوطن»: اتفاق الجنوب يجب ألا يشكل أي صيغة من صيغ التقسيم.. واتفاق اليرموك «فقص» .. 3 آلاف من جيش التحرير الفلسطيني يقاتلون إلى جانب الجيش السوري في أكثر من 15 موقعاً

| الوطن

شدد رئيس هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني اللواء طارق الخضراء على أن الاتفاق الروسي الأميركي الأردني لإنشاء «منطقة تخفيف تصعيد» في جنوب غرب سورية يجب أن «يحقق وحدة الأرض السورية والشعب السوري»، وأن «لا يشكل صيغة من صيغ التقسيم واستقطاع مناطق تحت أي مسمى»، وكشف عن أن اتفاق لحل أزمة مخيم اليرموك بجنوب العاصمة تم مؤخراً إلا أنه أخفق كما فشلت الاتفاقات السابقة.
ولفت الخضراء إلى المشاركة الفاعلة لعناصر جيش التحرير الفلسطيني منذ البداية إلى جانب الجيش العربي السوري في الحرب التي تشن على سورية، واستبعد إقدام حركة «حماس» الفلسطينية على مراجعة موقفها من الأحداث في سورية وعودتها إلى بناء علاقات مع سورية.
وفي مقابلة مطولة مع «الوطن» قال الخضراء: «عندما فشلت مخططات أميركا وأوروبا بالسيطرة على أي المواقع الهامة عبر عملائهم على الأرض، وبدأ انحسار هؤلاء العملاء بسبب انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه على الأرض رأينا أن المتآمرين الأساسيين الأميركيين والصهاينة دخلوا مباشرة إلى الساحة ويسعون إلى تحقيق ما فشلوا في تحقيقه من خلال عملائهم الفصائل الإرهابية وهو السعي إلى تقسيم سورية وتجزئتها وتفتيتها».
وأضاف «الآن بات اللعب على المشكوف التغى دور الأدوات الرخيصة، والقرارات أصبحت دولية بمعنى الموضوع بات مدولاً تقرره الدول الأخرى وبالنسبة لأصدقاء سورية ينفذون بالتنسيق مع القيادة السورية وأصبحت القوتان العظميان هما أصحاب القرار».
ولفت الخضراء إلى أن اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب استطاع خلاله الأول أن يبلور صيغة تفاهمات معينة بعد أن كان تم استبعاد موضوع الجنوب من البحث في اجتماع «أستانا 5» الذي جاء بعده لقاء بويتن ترامب ولقاءات عمان والذي حصل خلاله اتفاق حول موضوع تخفيض التوتر في الجنوب.
وبعد أن أشار الخضراء إلى أن الاتفاق لم يتوضح بعد ولا يزال الغموض يكتنفه، قال: «أياً كانت الاتفاقات يجب أن تحقق وحدة الأرض السورية والشعب السوري. يجب ألا يشكل أي اتفاق دولي أو غير دولي صيغة من صيغ التقسيم واستقطاع مناطق أو أجزاء من الأرض والشعب تحت أي مسمى فيدرالي أو غير فيدرالي، فهذا موضوع أساسي».
واشار الخضراء إلى أن «التعامل مع الأمر (يكون) من خلال الشد والرخي بحيث ألا نرفض جهود الأصدقاء وفي الوقت نفسه عدم القبول بالتنازل عن أي شبر من الأرض».
وبشان حل أزمة مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق والذي راجت أخبار مؤخراً عن قرب التوصل إلى حل لها بموجب اتفاق عبر وسطاء تم بين الدولة وتنظيم داعش على خروج الأخير إلى معقله في شمال وشرق البلاد بالترافق مع خروج «جبهة النصرة» بموجب اتفاق البلدات الأربع، قال الخضراء: «مخيم اليرموك قراره سياسي فمنذ البداية كان يمكن اقتحامه ولكن ولرمزية المخيم كان رأي القيادة السورية ألا يحدث دمار كبير فيه وبالتالي القيادة تريثت باتخاذ قرار حازم هناك وأرجئت أزمته إلى توقيت مناسب».
وأضاف: «منذ أكثر من سنتين وموضوع التسويات جار ولكنها فقصت (فشلت) وحتى الآن الأمور تسير بهذا المنحى، بمعنى عبارة عن أفكار تسوية وبآخر لحظة تفقص ومن ثم تتم العودة من أول وجديد». ورداً على سؤال حول آخر التطورات حالياً بالنسبة للمخيم قال الخضراء: «تم الوصول إلى اتفاقات معينة وعاد الموضوع وفقص».
وكرر الخضراء أن موضوع مخيم اليرموك قراره «سياسي»، وقال: «عندما تقرر القيادة تنتهي أزمة المخيم. عندما تقرر الصبر (لوجود) مؤشرات لإمكانية تنفيذ حل سياسي وهذا له أولوية عند القيادة». وأضاف: «عندما تستنفد القيادة الفرص لحل سياسي ويصبح أنه لا مناص من الحل العسكري سيكون الحل العسكري والحل الأكير ليس صعبا ولكن سيخلف دماراً وخراباً».
وإن كان طرح على جيش التحرير الفلسطيني القيام بدور كبير في مخيم اليرموك بعد انتهاء أزمته قال الخضراء: «حتى الآن لم يطرح علينا أي شيء»، مشيراً إلى أن لجيش التحرير مجموعة متمركز على مدخل المخيم الشمالي وتقدم الدعم للوحدات المدافعة عن المخيم وردعوا عدة محاولات لاختراق المنطقة هناك من قبل المسلحين.
واستبعد الخضراء إقدام حركة «حماس» على مراجعة موقفها من الأحداث في سورية وعودتها إلى بناء علاقات مع سورية التي احتضنتها لسنوات طويلة، وذلك بعد التغيير الذي أحدثته في وثيقتها الرئيسية وتخلت بموجبها عن حركة الإخوان المسلمين، وكذلك التغيير الذي حصل على قيادتها.
وقال: «لا أرى أي مؤشرات ايجابية فتنسيق (محمد) دحلان مع (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية) الـ«سي آي إيه» وهو عميل لها ماذا سينتج عنه سواء تخلت حماس عن الإخوان المسلمين أم لا فتحالفها مع الدحلان تحالف إداري مصلحي ليواجه به محمود عباس».
وأضاف: «مجرد التحالف مع دحلان والضغط الخليجي المتخاذل مع الدحلان كقيادي فلسطيني في مرحلة قادمة لا يعني أي تحول ايجابي بالنسبة للوضع الفلسطيني».
وتابع: «لو كانت حماس تريد العودة إلى الحاضنة السورية لا تتحالف مع دحلان عميل إسرائيل والمخابرات الإسرائيلية والـ«سي آي إيه» وتحالفها معه لا يشير إلى أنها يمكن أن تعود للتقارب مع سورية».
وتحدث الخضراء عن وقوف جيش التحرير الفلسطيني منذ بداية الأحداث إلى جانب الجيش العربي السوري ومشاركته بحماية المنشآت، ومن ثم انخراطه في المعارك ضد التنظيمات الإرهابية في العديد من المواقع في مختلف أنحاء البلاد.
وقال: «أنا من طلبت من وزير الدفاع ورئيس الأركان في الأشهر الأولى للأحداث وكان الجواب: علينا التريث عندما نحتاج نطلب وكررت الطلب بعد عدة أشهر حيث كانت الظروف مهيئة لضرورة المساندة والمشاركة والمساعدة فكانت رغبة القيادة بأن يتولى جيش التحرير حماية المنشات الوطنية وكان لنا دور في التصدي لعدة محاولات لتخريب تلك المنشآت».
وأوضح أن دور جيش التحرير كقتال بدأ بشكل «دفاعي عن المنشات ومع تصاعد محاولات الاعتداء بدأنا نتصدى لهم عن بعد وبدأنا نشارك الجيش العربي السوري بالانتقال إلى أعمال هجومية وأعمال اقتحامات»، في مختلف المناطق منها ريف السويداء الشمالي ومنطقة مطار خلخلة وحيطها وأبو حارات وتم صد الهجوم في تلك المنطقة ومنع الإرهابيين من الوصول إلى مطار خلخلة وكبدناهم خسائر فادحة.
وذكر الخضراء أن جيش التحرير الفلسطيني قاتل إلى جانب الجيش العربي السوري في ريف درعا الشمالي ومنطقة دير علي والشيخ مسكين التي تم تحريرها من الإرهابيين وأيضاً في غوطة دمشق الشرقية إضافة إلى غوطة دمشق الغربية وخصوصاً المعضيمة ودرايا وخان الشيح التي تم تحريرها، وكذلك في معارك وادي بردى وأحياء القابون وبرزة وتشرين التي تم تحريرها أيضاً، وكذلك في معارك جوبر وعين ترما والبادية المستمرة حالياً وتم تحرير مساحات شاسعة منها، مشيراً إلى جيش التحرير حالياً يتولى حماية وتنظيم الأمور في خان الشيح.
وأوضح الخضراء، أن جيش التحرير الفلسطيني الذي يبلغ تعداده نحو ستة آلاف مقاتل يقاتل في أكثر من 15 موقعاً موزعة في أنحاء البلاد، منهم 3000 منخرطين في المعارك، وسقط منهم 213 شهيداً والإصابات ضعف الرقم الأخير.

Exit mobile version