Site icon صحيفة الوطن

في المرحلة 25 من الدوري الممتاز.. تشرين تعثر مجدداً … مهمة صعبة للمتصدر والآمنون في خطر

| ناصر النجار

المسافة بدأت تضيق والنقاط الحاسمة لن تتجاوز الـ18 كحد أعلى في المباريات الست المتبقية، لذلك فإن الغليان سيكون عنوان مباريات اليوم، ففرق ستقطع تذكرة الأمان بشكل نهائي، وفرق أخرى ستبقى تعاني، أما على صعيد الصدارة فالمنافسة ستبقى مفتوحة حتى صافرة الحكم النهائية إلا إن استمر الجيش بتقدمه ومطاردوه بتعثرهم، ووقتها سيحسم الجيش اللقب مبكراً.
الأنظار اليوم تتجه إلى ملاعب حلب وحماة وتشرين حيث الثلاثة الكبار يخوضون نزالات قوية لا رحمة فيها، والفوز فيها يحتاج إلى جهد واجتهاد وتكتيك خاص.
في علم كرة القدم لا يعني بالضرورة أن من فاز الأسبوع الماضي فسيفوز اليوم فالكرة دوارة، والعكس صحيح لذلك ستحاول الفرق التي أخفقت في الجولة الماضية أن تعوض ما فاتها قبل أن تفقد كل شيء دفعة واحدة، وهنا نقول: إن مهمة الجيش ليست سهلة على الإطلاق في حماة بمواجهة الطليعة، وكذلك فإن زيارة حطين لحلب لن تكون مأمونة العواقب، ومباراة الوحدة مع المجد ستكون محفوفة بالأخطار.
والكلام نفسه ينسحب على فرق المؤخرة التي تطمح لدخول دائرة الأمان، وهنا نرى تشابكاً بين هذه الفرق وفرق الصدارة، فالمواجهات المباشرة بينهما ستكون ندية إلى حد ما، من خلال طموح هذه الفرق إلى تحصيل النقاط المهمة.

المتصدر
الجيش يحل ضيفاً على الطليعة في حماة، ومستضيفه يرحب دائماً بالفرق الكبيرة ويعشق نزالها، ليكبر أمام جمهوره، وليمتع محبيه، والموقعة ليست سهلة على الفريقين إطلاقاً، فالجيش سيواجه فريقاً عسيراً من الصعب اختراقه، والطليعة أمامه المتصدر بكل عنفوانه.
للطليعة زلات فهو يكثر من التعادل وانتصاراته قليلة، ولم يخسر إياباً إلا مرة واحدة في حلب أمام الحرية وكان لهذه الخسارة أسبابها، لذلك فهو من الناحية التقنية قادر على صد أي توغل للجيش وعلى إيقاف زحفه وقادر على إيقاعه بالخسارة أو التعادل، وهذا الكلام ليس خيالاً، فالواقع هو من ساقنا إليه، أما الجيش فعليه أن يحترم خصمه إن أراد الفوز، وهو أمر طبيعي، وعليه أيضاً أن يزج بكل قواته في المباراة لأنها حاسمة، والفريق يحتاج إلى نقاطها فلا مجال لأي زلل فيها.
الجيش من ناحية التوازن والأداء أفضل، وهو جيد دفاعاً ويمتلك وسطاً متميزاً، والأهم هنا قدرة لاعبي الهجوم على ترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف.
المباراة في عموم القول للجيش والطليعة قادر على إحراج ضيفه وسبق للجيش الفوز ذهاباً بهدف سمير بلال.
الوصيف الثاني
من المفترض أن تكون الضربة الموجعة التي تلقاها الاتحاد بلقاء الجيش قد زال أثرها ونسي اللاعبون ألمها، وهذا ضروري ليعاود الفريق مسيرته، فهو إن خسر مباراة، فإنه لم يخسر البطولة بعد، وبمثل هذه الروح العالية يجب أن يستقبل حطين بملعب رعاية الشباب معتذراً من جمهوره بفوز يعلي الرايات الحمراء.
الفوز ضروري للاتحاد لتبقى حظوظه قائمة وإن تراجعت نسبتها وليستعيد الفريق ثقته وهيبته بين كبار الدوري.
حطين في هذه المواجهة بموقع حرج لأنه يواجه كبيراً مجروحاً يبحث عمن يُلئم جرحه، لذلك سيواجه فريقاً شرساً يريد مسح الخسارة الثقيلة بمرمى الحوت.
ومع ذلك فالمباراة معلقة بمزاج حطين، فإن كان في أوجه أربك الاتحاد على أرضه وأنهى كل أحلامه وآماله، وإن كان الخوف يداهم أوصاله فإن خسارة شبيهة بخسارة الوحدة قد تلحق به, وعموماً المباراة ستبقى محتفظة بأسرار كرة القدم لكننا نتوق لرؤية كرة جميلة نظيفة أياً كانت نتيجتها، مع التذكير أن الفريقين تعادلا ذهاباً بهدف لمثله, فسجل لحطين علي خليل وللاتحاد رأفت مهتدي.

رابع الترتيب
من المفترض ألا يضيع الوحدة بعد الآن أي مباراة ليس لسبب المنافسة التي ابتعد عنها كثيراً، وإنما لحفظ ماء وجهه وقد صار مطيّة لباقي الفرق تنال منه النتيجة التي تريدها، وباستثناء الفوز الكبير على حطين، فإن فرق الاتحاد وتشرين والكرامة وجبلة والطليعة فرضت التعادل عليه، ولو فاز بها لكان محلقاً بالصدارة، فريق الوحدة لا يعاني من بدايته بالدوري، إنما معاناته كانت في كل مراحله، لقاؤه اليوم مع المجد لن يختلف كثيراً عن غيرها، فسمتها الرئيسة (الجيرة) التي تغير الكثير من المعايير والمفاهيم، والمجد صاحب الأرض لم يصل إلى حالة الاستقرار والتوازن، فمرة تراه فوق فيفوز على الشرطة 4/1 ومرة تحت فيخسر أمام الحرية صفر/2، لذلك فتقييمنا لمباراة اليوم أشبه بالتنجيم، وهو متعلق بمدى جاهزية الفريق واستعداده لمقارعة البرتقالي، بالأحوال الطبيعية ففوز الوحدة هو الناحية الحتمية للمباراة، وبغير ذلك فقد يخطف المجد تعادلاً يقيه شر الهبوط، والذهاب كان لمصلحة الوحدة بهدفي أسامة أومري ورجا رافع.

النقاط المضاعفة
مباريات الظل نقاطها مضاعفة، والفرق فيها تبحث عن نقاط النجاة قبل أن يداهمها الخطر، والكرة دوارة فقد تكون الفرق المتأخرة بالأمس سعيدة اليوم، وهذا ما سيدفع المنافسة بالمناطق السفلى إلى درجة الغليان وكل الفرق اليوم تعتبر مهددة بالهبوط وخصوصاً الفرق التي لم تصل إلى النقطة الثلاثين، لأن الوصول إليها يعتبر خطوة نحو النجاة، وليس النجاة الحقيقية، وعليه فإن المحافظة والنواعير وجبلة والكرامة والوثبة معنية بالأمر إضافة إلى الجزيرة والحرية.
المباراة الصعبة ستكون بدمشق بين المحافظة والكرامة، أصحاب الأرض يعيشون نشوة الانتصارات المتتالية وهم يبحثون عن فوز آخر تجنباً لمفاجآت المراحل القادمة وهم جادون بذلك، لكن الخصم متميز ويخشى جانبه وخصوصاً أنه يبحث عن نقطة (بسراج وفتيلة) اتقاء شر الهبوط بكل الأحوال المباراة متكافئة، وفوز أحدهما لا غرابة فيه، والتعادل أمر وارد كما انتهى الذهاب بلا أهداف.
النواعير دخل الخطر فعلاً وتذبذب نتائجه الأخيرة قد يوصله إلى الهاوية ولن تنفعه بعض النتائج الجيدة التي حققها، مباراته مع الوثبة ستكون مفصلية، فإما أن يغرق أو يُغرق الوثبة، والتعادل ضار لكليهما، لذلك المباراة لاهبة لفريقين ساءت نتائجهما ودخلا الخطر الأكيد، الوثبة يعاني مرضاً خطيراً أدى إلى تدهور نتائجه وإن استمر على حاله فلن ينفعه أحد وسينضم إلى قافلة الهابطين، لا غرابة إن فاز أحدهما فكل شيء ممكن، لكن التعادل لن يكون بمصلحتهما، في الذهاب تعادلا بلا أهداف.
في جبلة على فريقها ألا يظن أن الفوز على الجزيرة سيكون سهلاً، لكنه ممكن، إن رصّ صفوفه كما فعل بلقاء الوحدة وإن اجتهد وصولاً إلى مرمى الخصم وهز شباكه، الجزيرة يلعب على أمله الأخير، فلا ينفعه إلا الفوز، وجبلة يبحث عن طريق آمن يوصله إلى المناطق الدافئة، وأعتقد أن الفائز سيكون المسجل الأول في المباراة، لأنها ستتحول بعد الهدف إلى مباراة مملوءة بالحواجز والموانع، والتعادل سيعكر مزاجهما، في الذهاب تعادلا بلا أهداف.
آخر المباريات سيستضيف فيها الفتوة ضيفه الحرية وكلاهما في (الهوا سوا) الاثنان يتعلقان بقشة، والفوز مطلبهما، وإذا كان الحرية الأكثر تهديداً بالهبوط فإن الفتوة ليس بمنأى عنه وهو يجاوره ويبتعد عنه بفارق قليل، المباراة فرصة للفتوة لكي يلحق بمن سبقه، والخسارة ستضعه بموقف لن يخرج منه بخير، في الذهاب فاز الفتوة بهدف حسين العويد.

Exit mobile version