Site icon صحيفة الوطن

موقعة تفوح بذكريات رونالدو وزيدان ومورينيو … لقاء الزعامتين على السوبر الأوروبية

| الوطن

يعلن ناديا ريـال مدريد ومانشستر يونايتد مساء اليوم عن البداية الرسمية لموسم الاتحاد الأوروبي الجديد 2017/2018 من خلال لقائهما على بطولة كأس السوبر القارية وذلك بداية من الساعة (9.45) مساءً بتوقيت دمشق على أرض ملعب فيليب أرينا في سكوبي عاصمة مقدونيا التي تستضيف نهائياً أوروبياً للمرة الأولى بتاريخها.
وتأتي المواجهة بين زعيمي الأندية في كل من إسبانيا وإنكلترا للمرة الأولى على مستوى السوبر بعدما احتفظ الأول بلقبه بطلاً لدوري الأبطال على حين نجح الثاني بخطف كأس اليوروباليغ للمرة الأولى بتاريخه، وتحمل القمة التي يقودها الحكم الإيطالي روكي في طياتها الكثير من الشجون والذكريات الحميمية لبعض أطرافها وقد حملت المواجهات الرسمية السابقة بينهما الكثير من الأحداث وبعضها مازال عالقاً في ذاكرة عشاق كرة القدم.

لقاء الكبيرين
بداية لن يكون وصف موقعة الزعامتين سوى واقع ملموس، فالفريق الملكي هو زعيم الكرة الإسبانية عبر ألقابه المحلية على صعيد الليغا وهو بطلها الحالي وأيضاً هو زعيم القارة العجوز بألقابه الـ12 في دوري الأبطال وكذلك هو سيدها في العامين الفائتين، وبالمقابل فإن فريق الشياطين الحمر وإن تراجع محلياً في الآونة الأخيرة إلا أنه صاحب الرقم الأعلى من البطولات وسيد بطولة البريميرليغ الأول وهو إن لم يكن صاحب الوجه الأكثر إشراقاً للبريطانيين في أوروبا إلا أنه أحد اللاعبين الكبار فيها ويكفيه إنجازاته على صعيد بطولات القارة (الأربع) حيث كان الإنكليزي الوحيد الذي يتوج بها جميعاً.
وبعيداً عن لغة التاريخ والتعظيم فإن واقع الفريقين ينبئ بمباراة كبيرة وتشكل مصدراً للمتعة والإثارة لما تضمه تشكيلة الفريقين من نجوم كبار يقودهم مدربان كبيران، أحدهما يعتبر نفسه والكثيرون من أنصاره الأفضل في العالم ويدعى (السبيشل وان) واسم الشهرة مورينيو، أما الثاني فقد أثبت علو فكره التدريبي بعدما كان عالي الكعب لاعباً وكلاهما يحمل ذكريات خاصة بينهما عندما اجتمعا في البيت الملكي كمدرب ومساعد أو بشكل أدق مستشار.

الريـال كامل العدد
بالدخول مباشرة بموازين القوى لدى الفريقين نجد أن الريـال سيقوده نجمه الأعلى رونالدو الذي تألق بقوة مع نهاية الموسم وكان عاملاً حاسماً في انتصارات الريـال ولا ننسى أن اليونايتد هو فريقه السابق وقد واجهه مرتين سابقاً وسجل بمرماه هدفين، وسيشكل وجود كريستيانو عاملاً إضافياً في مصلحة زيدان علماً أن الأخير خاض عدداً من المباريات بلا الطوربيد البرتغالي ونجح في إيجاد البدائل من خلال تغيير طريقة اللعب والاعتماد على الأسماء الشابة المتألقة أمثال إيسكو وأسينسيو وفاسكيز وناتشو وهؤلاء جميعاً حاضرون إلى جانب القائد راموس والظهير الخبير مارسيللو وفاران وكارفاخال وأمامهم كاسيميرو ومودريتش وتوني كروس وغاريث بيل وكريم بنزيمة ومن ورائهم جميعاً الحارس كيلور نافاس، وهي تشكيلة لا يمكن الاستهانة بها في جميع الأحوال، وقد أثبتت قوتها في عدد من المباريات المهمة وإن كان قائدها الاحتياطي رونالدو يغيب عنها أوروبياً للمرة الأولى منذ وقت طويل.

مورينيو وشياطينه
مانشستر يونايتد لم يقدم أفضل مستوياته في الموسم الفائت على الرغم من محاولات مدربه البرتغالي إضفاء بصماته الخاصة من خلال النجوم الذين ابتاعهم أو من خلال خططه التكتيكية البارع في تبديلها إلا أن الفريق بكل ما يضمه من نجوم قدم عدداً من المباريات الجيدة وخاصة على المستوى الدفاعي ولم يصل إلى الصورة المثالية التي يرغب فيها أنصاره، وساقه القدر ليتوج باللقب الأوروبي الثاني ليلتقي الريال، وتشكل مواجهة البطل الإسباني حالة خاصة لمورينو الذي سبق له قيادة الملكي في ثلاثة مواسم كانت مشهودة استطاع خلالها الفوز بكل الألقاب المحلية، لكنه أخفق قارياً فغادر غير مأسوف عليه بعدما قلب مفاهيم البيت الملكي.
اليوم يملك مورينيو الكثير من الأسلحة القادرة على إيقاف الريـال والتفوق عليهم خاصة بعدما عزز هجومه بالمتألق لوكاكو الذي يشاركه الهجوم راشفورد أو مارسيال وفي الخلف سيعتمد على بوغبا الذي مازال أغلى لاعب في العالم رسمياً وفلاييني وكاريك وفالنسيا ومختيريان وربما لينغارد ولازال دي خيا يشكل حصن أمان ومن أمامه روخو وهيريرا وسمولينغ وبليند وقد يستعين مورينو بخبرة الإسباني ماتا، أما الخسارة المؤكدة الوحيدة فهي غياب المدافع العاجي إيريك بيلي.

الأستاذ والتلميذ
يمكننا القول إنه لقاء الأستاذ مورينيو بتلميذه زيدان لكن يختلف الوضع كثيراً عندما نعرف أن البرتغالي تعود أن يخوض مثل هذه المباريات بحذر شديد فهو يخشى الهزيمة ومن المتوقع أن يوجه لاعبيه للعب القوي والميل إلى الدفاع أو على الأقل اللعب من دون التهور هجومياً على عكس زيدان الذي قلما لعب بالأسلوب الدفاعي الذي يمقته ولا يعتبره مجدياً ولاسيما أن عقلية زيدان (اللاعب) العاشق للهجوم ولفنون كرة القدم تؤثر في طريقة لعب فريقه، وربما لعبت مقاييس ملعب سكوبي (105 م طولاً و68 م عرضاً) دوراً ما لمصلحة لاعبي الريـال الذين يعشقون الانطلاقات الهجومية السريعة التي قد ترهق مدافعي اليونايتد، إلا أن هذا لا يعني أن رفاق بوغبا سيقفون بوضعية الانتظار دائماً وبإمكانهم مباغتة المنافس.
ذكريات حاضرة

10 مباريات رسمية جمعت الريـال باليونايتد وكلها ضمن بطولة دوري أبطال أوروبا بل في أدوارها الإقصائية بالتحديد ولكل مواجهة مزدوجة منها حكايتها الخاصة، ففي عام 1957 كان اللقاء الأول في نصف النهائي وعندها كان المدريدي يدافع عن لقبه على حين فريق المدرب مات باسبي في بداية عنفوانه وانتهت المواجهة إسبانية بواقع 3/1 و2/2، وفي العام التالي وقعت كارثة ميونيخ التي راح ضحيتها معظم لاعبي المانيو، وبعد عشر سنوات استعاد اليونايتد مكانته ويومها عاد الفريقان للمواجهة في الدور ذاته ونجح الإنكليز بالرد بالفوز ذهاباً 1/صفر والتعادل إياباً 3/3.
في عام 2000 تجدد اللقاء وبعد تعادل سلبي في برنابيه فاز الريـال في أولدترافورد 3/2، وفي 2003 التقيا بالدور ذاته وفاز الريـال ذهاباً 3/1 ولم يأت الرد المانشستراوي كافياً بعد مباراة مشهودة تألق فيها رونالدو البرازيلي لاعب الميرينغي يومها بتسجيله الهاتريك، وفي 2013 كان اللقاء الأخير وفيها تفوق الريـال 2/1 إياباً بعد التعادل ذهاباً 1/1.
وبالمجمل نجد أن الريـال فاز 4 مرات مقابل مرتين لليونايتد وتعادلا في 4 مباريات والأهداف 20 مقابل 16، يذكر أن الفريقين التقيا ضمن كأس الأبطال الودية مرتين ففاز اليونايتد بالأولى 3/1 (2014) وفاز بالثانية 2/1 بركلات الترجيح عقب التعادل 1/1 قبل نحو أسبوعين فقط.

المواجهة الخامسة
إذاً هي المواجهة الأولى بين العملاقين على السوبر الأوروبية لكنها الخامسة بين الأندية الإسبانية والإنكليزية والغلبة للأخيرة بواقع ثلاث مرات عبر نوتنغهام فوريست الذي هزم برشلونة 1/صفر في ملعبه قبل أن يتعادلا في نيوكامب 1/1 عام 1979 وفي 1982 واجه برشلونة بطل كأس الكؤوس أستون فيلا الذي خسر الذهاب صفر/1 قبل أن يرد بالنتيجة ذاتها إياباً ليخوضا التمديد فكانت كلمة الإنكليز الأعلى بهدفين جديدين. وفي عام 1998 التقى ريـال مدريد بتشيلسي عبر مباراة واحدة بنظام البطولة الجديد وفاز البلوز بهدف، وبعد كل هذه الانتصارات الإنكليزية جاء الرد الإسباني الوحيد قوياً فاكتسح أتلتيكو مدريد نظيره تشيلسي 4/1 في عام 2012.

ألقاب وبطولات
انطلقت مسابقة كأس السوبر الأوروبية عام 1972 بفكرة هولندية وأقيمت بنظام الذهاب والإياب حتى عام 1997 وكانت تجمع بطل أوروبا للأندية (الشامبيونزليغ) وبطل كأس الكؤوس التي ألغيت عام 1999، علماً أن المسابقة أقيمت مرتين بمباراة واحدة بعد اتفاق طرفيها عامي 1984 و1987، ومنذ عام 2000 أصبحت تجمع بطل دوري الأبطال وبطل اليوروباليغ. ويتصدر برشلونة وميلان لائحة الفائزين بلقبها برصيد 5 ألقاب يليهما ليفربول وريـال مدريد (3 ألقاب) ثم أياكس ويوفنتوس وأندرلخت وفالنسيا وأتلتيكو مدريد (لقبان) وفاز باللقب مرة واحدة كل من: إشبيلية وبورتو وبايرن ميونيخ ومان يونايتد ونوتنغهام وأستون فيلا وتشيلسي ودينامو كييف وأبردين وميشيلين وستيوا ولازيو وبارما وغلطة سراي وزينيت.
وتتصدر أندية إسبانيا برصيد 13 لقباً ثم إيطاليا بـ9 ألقاب فإنكلترا بـ7 ألقاب تليها بلجيكا بـ3 ألقاب فهولندا بلقبين، وفازت بلقب واحد أندية كل من: ألمانيا والبرتغال وروسيا والاتحاد السوفييتي ورومانيا واسكتلندا وتركيا.

Exit mobile version