Site icon صحيفة الوطن

حُيدت وغيبت سنة ونصف السنة عمداً … سمير حسين لـ«الوطن»: هناك من يمتلك السلطة والمناخ المناسب لإلغاء الآخر.. سواء بالفن أم غيره من القطاعات الأخرى

| سارة سلامة

سمير حسين واحد من ألمع المخرجين السوريين وأكثرهم جرأة وواقعية، لديه إيقاع خاص خطه بعدسته في أسلوب راق وقوة معهودة في الطرح.. حيث لا مكان عنده للاعتيادي.. هذا الأمر نلحظه من الدقة والاهتمام بكل تفصيلة صغيرة في العمل وكأنه يعيش في حالة عشق مع الكاميرا.. فهو يتجه دائماً لتقديم شيء يشبهنا ويشبه أوجاع الناس وقضاياهم وأحلامهم.
أعماله تترك أثراً وتحدث وقعاً ليس عربياً فقط وإنما عالمياً كما حصل في عمل «بانتظار الياسمين» عام 2015 على الميدالية الذهبية وشهادة «إيمي أوورد»، من الأكاديمية الدولية للفنون في نيويورك، متحدثاً فيه عن الجرح السوري النازف ومهجري الحرب، والكثير من الأعمال التي لاقت اهتماماً كبيراً مثل «ما وراء الشمس، قاع المدينة، حائرات، أمهات..» وليس آخرها «فوضى» عبر رسالة مهمة وهي «لن تقوم قائمة لأمة من الأمم ما لم يكن فيها قانون ينصاع له الجميع»، ويقول عنه جازماً إنه سيكون من العلامات الفارقة في الدراما العربية.
اليوم وبعد انتهائه من تصوير «فوضى» يفتح لنا حسين أوراقه كاشفاً الكثير من المستور وعن تغييبه المقصود في عام 2016.. ومشاكل الدراما السورية واقتراحات لحلول ممكنة، وعن المستوى الدرامي الرديء.. واستباحة مهنة الإخراج.
انتهيت قبل أيام من تصوير مسلسل «فوضى» تحدث لنا عن العمل، ولماذا لم يلحق بالموسم الرمضاني؟
بدأنا العمل في نيسان أي قبل رمضان بشهر ونصف الشهر تقريباً لذلك فإن العمل لم يكن مبرمجاً له أن يعرض في الموسم الرمضاني، وهو عمل معقد ومركب في النص وتطلب جهداً كبيراً، ووضعني أمام مهمة صعبة للغاية خصوصاً أني أتيت بمرحلة حرجة في المسلسل نتيجة ظروف حُلت بطريقة مهنية وأخلاقية، وعلى الرغم من أن وقت التحضير كان ضيقاً جداً إلا أنني فخور بما صنعته في «فوضى»، النص الذي كتبه حسن سامي يوسف بالتعاون مع نجيب نصير مهم جداً وبحاجة للكثير من التفكير وإعادة ترتيبه وصياغته برؤية إخراجية مختلفة مع الحفاظ على مضمون كل ما كتب فيه وهو يتناول مسألة جديدة ومهمة تعود امتداداتها ومؤثراتها إلى ما قبل الحرب وتشتد أثناءها.
والمقصود من الفوضى هنا هو ارتباطها بالعشوائيات الموجودة حول المدن بشكل عام وفي دمشق بشكل أساسي والمناطق السكنية التي كانت تقطنها الطبقة الوسطى في فترة الخمسينيات والستينيات والتي اندحرت وتلاشت، حيث كانت ممتدة من شارع بغداد إلى شارع العابد ولم تكن تخلو قبل الحرب من المهاجرين والعشوائيات ولكن في ظلها بدأت بالتمدد في أماكن الطبقة المتوسطة إلى أن تحولت بشكل أو بآخر إلى عشوائيات.
وما نريد أن نقوله: (إن المدن لا تشيخ بفعل تقادم الزمن والعصور.. المدن تشيخ بفعل الإهمال والحرب)، والكثير من الذين هربوا من المناطق الساخنة اقتحموا هذه الأماكن فتحولت بدورها إلى عشوائيات، والعشوائية هي الفوضى، ومن فوضى المكان ننتقل لفوضى الأشخاص ونشاهد أن الشخوص تترابط ارتباطاً وثيقاً مع عشوائية المكان وتعيش حالة من العشوائية والفوضى بعقولها وقلوبها وآلية تفكيرها وبعلاقتها مع بعضها.
العمل واقعي وحقيقي بامتياز وهو يصور حارة التجأ إليها الكثير من الناس وبدؤوا يتحركون بفوضوية ونشهد تحول هذه الحارة إلى سوق عشوائية تبدأ من الحلقة الأولى وتنتهي بسوق كبيرة في الحلقة الثلاثين، ويعاني السكان حالة من الجمود في التفكير والعبثية حتى في اللغة التي يتواصلون من خلالها ويكون أقصى أحلامهم هو الهجرة وتبديل واقع الحال.
والجوهر الأساسي في العمل هو الحالة التنويرية وموضوع استباحة القانون عبر رموز لا تمثل جهات رسمية إنما خلقت ضمن الفوضى وأسست لها إمبراطوريات وبدأت تزيد وتعمق أكثر في الجرح، وواحدة من الأفكار الموجودة في العمل محامٍ يتم تهديده من أجل أن يتنحى عن قضية هذا الصراع ويجعلنا نرى أن القانون أيضاً يعيث فيه الفساد والفوضى.

هل أخذ العمل من اسمه نصيباً في البلبلة التي أحدثها والتغيير الذي طرأ عليه من ناحية الإخراج وبعض أدوار البطولة؟
الإشكال الذي حدث أنا غير معني به خصوصاً أنني دخلت للعمل بطريقة مهنية وأخلاقية وشرعية جداً، وما إن دخلت العمل غيرت وبدلت بما يتناسب مع رؤيتي ومع الطريقة التي أفكر بها انطلاقاً من مادة العمل ومضمونه وأحدثت تغييرات جذرية وما يهمنا الآن هو النتيجة لا اللغط واللبس الذي حدث.

وماذا عن اعتذار عباس النوري، وسلاف فواخرجي؟
لا أريد إعلامياً المساهمة بالفوضى وأفضل النظر للنصف الملآن من الكأس خصوصاً أنني فخور بالنتيجة التي وصلنا إليها في العمل والمقياس النهائي بالطبع هو الجمهور وليس بعض المتصيدين الذين يتكلمون بهذا الموضوع للتغطية على أهمية العمل، ومن الطبيعي أن تحدث اعتذارات في أي عمل لأسباب عديدة، والمهم الآن أنني راضٍ عن الفريق الموجود معي من فنانين وفنيين بالمطلق وهم خياراتي كلهم.
أما فيما يتعلق بالفنان عباس النوري فليس لدي أي فكرة عن الموضوع وربما كان الاعتذار في الفترة التي حدثت فيها المشكلة مع الليث حجو والفراغ الذي حدث، وشهدنا في الفترة نفسها اعتذار كل من الفنانين بسام كوسا وأيمن زيدان، أما عن خياري لشخصية «راتب» فكان أولاً وأخيراً للفنان سلوم حداد وهي المرة الأولى التي نعمل فيها معاً وكان فناناً مدهشاً على كل الصعد فنياً وأخلاقياً وإنسانياً وفناناً ملتزماً وأضاف جداً للعمل وفيما عدا ذلك كلهم فنانون مهمون.

ما خصوصية التعامل مع نص «لحسن سامي يوسف» بالإضافة إلى نجيب نصير؟
خصوصيته تكمن بأنه نص حقيقي من دم ولحم وحواره مهم يشبهنا كثيراً وأحداثه خاصة جداً ومختلفة وجديدة، وهذه هي المرة الأولى التي أتصدى فيها لعمل من كتابة حسن سامي يوسف وأرى أن المستوى الذي يكتب فيه عالٍ جداً ويشكل تحدياً لأي مخرج لأنه يحتاج إلى رؤية إخراجية مختلفة لإيصال الفكرة التي تدور برأس هذا الرجل، فالمشهد الواحد نجده في عدة أماكن وذلك لأنه يكتب حالة روائية خاصة وتحتاج إلى جهد كبير وأمانة لإيصاله بطريقة مهمة وجهد استثنائي ليشاهد باحترام.

ما الصعوبات التي واجهتكم بالعمل.. تصوير، مواقع..؟
واجهنا صعوبات هائلة فالجزء الكبير من العمل صُور في الشارع يعني أكثر من 90 بالمئة من مواقع التصوير هو خارجي مع وجود كم كبير من الأشخاص والبسطات والسيارات ودخلنا في أزمة الماء والكهرباء وأزمة الناس وغلاء المعيشة فهو عمل خطير جداً، إضافة إلى ذلك التصوير كان في الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة ولكن العمل شتوي بامتياز نلاحظ أن الناس ترتدي اللباس الشتوي، وهذه واحدة من الصعوبات التي عاناها الممثلون خصوصاً أننا في سورية نشهد غياباً ونقصاً في الإستديوهات لذلك قمنا بإضافة مؤثرات مثل المطر وغير ذلك من الصعب الحفاظ على المصداقية، إضافة إلى أن التوقيت هذا من كل عام هو موعد تشطيب مسلسلات رمضان وعانيت معاناة هائلة في موضوع تنسيق الممثلين ووقفت كثيراً بانتظارهم لارتباطهم بأعمال أخرى.

ما رسالتكم من خلال «فوضى»؟
رسالتنا هي أنه «لن تقوم قائمة لأمة من الأمم ما لم يكن فيها قانون ينصاع له الجميع»، ونحن بحاجة لمؤسسات ومراكز تعنى بما يسمى التنمية البشرية ومراكز أبحاث على مستوى عالٍ جداً، وفي أوروبا يبذلون جهوداً كبيرة من أجل التنمية البشرية عبر سنوات من الأبحاث والدراسات والكتب وتأسيس مراكز أبحاث عالية المستوى، ونحن أخذنا المفردة وروجنا لها وتم التعاطي معها مثل كثير من القصص بطريقة مغلوطة جداً.. نحن بحاجة أن نؤسس لها بإرادة وبعلم.
العمل مهم جداً لنقف أمام المرآة ونسأل أنفسنا لم حدث ما حدث.. المسؤول الأول والأخير هو نحن وليس غيرنا، لأن لدينا خللاً في البنية التحتية لها علاقة ببناء الإنسان من الثقافة والعلم والدراسة والكثير من التفاصيل التي تشكل بنية مجتمع ما، وفي المجتمعات الأوروبية تجاوزوا هذه المشكلة وخلقوا مجتمعاً صناعياً ودولة ومجتمع القانون ومجتمع الإنسان.

إذاً هناك مشكلة حقيقية بالعقل ومشكلة بموضوع الدين، ونحتاج لفصل الدين بالمطلق عن الدولة ومؤسساتها وأنا مع الدين الذي فيه أخلاق، دين التعاون، دين التسامح، ولكن ما يحدث في مجتمعنا للأسف الشديد هو حالة عصبوية وقبلية وطائفية تراكمت عبر السنوات الماضية، وسيطرة الدين هو إحدى المشكلات بتكبيل عقولنا وتكبيل أولادنا، إضافة إلى أننا لا نمتلك إرادة للتغيير لنؤسس مجتمعاً متمدناً، مجتمع القانون فيه هو الكلمة العليا وبما أن ذلك لم يكن لن تقوم لنا قائمة.

أثرت الأزمة في تركيبة الشخصيات في أعمالك، هل تعتبر أن من الضروري أن يعكس العمل الواقع المعيش؟
من دون أدنى شك وألا نستلهم من الواقع هذه مشكلة كبيرة فالأزمة هي خلفية والشخصيات تتحرك من حولها، وإلا فعن ماذا سنتحدث عن الترفيه والكوميديا؟ وهي بالطبع مهمة عندما تتناول بطريقة راقية ومهذبة ومحترمة وفيها شيء ترفيهي.
وعندما يكون العمل معروف المكان واللباس والزمان أي من دم ولحم يجب أن يكون واقعياً وإلا فكيف أغير هذه الأزمة والحرب اللعينة وهنا نستطيع التصدي للحرب عبر مواضيع فيها حالة تنويرية وشيء جميل ومختلف وخاص يلامس الناس وليس من الضروري أن أدخل بالتوثيق لأن التوثيق يرينا الدم والضرب والتقطيع.
وأعتقد أن «فوضى» يمثل كل إنسان عربي ليس فقط سورياً يلامس العراق ومصر والخليج وهذه الفوضى التي يعانيها السوري هي انعكاس لما يجري في المنطقة بشكل عام.
ومن هنا تأتي أهمية العمل أنه ليس سورياً محضاً ونرى أن الشخوص سورية وتتحدث باللهجة السورية «البيضا»، ولكن من قراءة أي شخص ثقافته أقل من المتوسطة سيجد أن العمل يشبهه وثمة تماس بين شخوص العمل السورية وبين شخوص المجتمعات العربية وأعتقد جازماً أن المواطن العربي بأي مكان سيجد نفسه في شخصية من هذه الشخصيات.

آخر عمل كان في 2015 «بانتظار الياسمين» لماذا لم نشاهدك في الموسم الرمضاني لعام 2016؟
شاركت بعمل عبارة عن خماسية أو سباعية باسم «وجع الصمت» وهي لبنانية بالمطلق، وأقول إنني حُيدت وغيبت سنة ونصف السنة عمداً، لأنني ربما أخطأت ومن منا لا يخطئ؟ ولكن أن نكبر الخطأ ليصبح بالوناً كبيراً ويتحكمون برزقتي في حالة سلطوية موجودة هذا بحد ذاته كارثة، وهذا يحدث مع سمير حسين وغيره سواء بالفن أم في القطاعات الأخرى، هناك من يمتلك السلطة والمناخ المناسب لإلغاء الآخر بغض النظر عن إمكانيات الآخر.
لديك بصمة خاصة تجعل من أعمالك تترك أثراً كبيراً ووقعاً مميزاً في الدراما السورية، ما الذي يميزك عن باقي المخرجين؟
أمتلك الإمكانات التي تؤهلني و90 بالمئة من الناس الذين يعملون في هذه المهنة بمن فيهم أصحاب القرار ليس لهم علاقة بها، هناك قوة عليا وضعتهم ولا ترى ممارساتهم ونتائجهم على الأرض، ومع غياب الحركة النقدية في سورية عن مواكبة الدراما ومن المعيب أن نسميها حركة نقدية باستثناءات قليلة استشرى هذا الفساد، إضافة إلى قلة منتجي القطاع الخاص الذين من الممكن التعامل معهم.
وإذا ما قيمنا المشهد الدرامي في الموسم الفائت كان كارثة لا يوجد شيء مهم، وبائس للغاية من دون استثناء، لاحظنا في الحرب ناساً لا تملك أي مؤهلات وأصبحوا مخرجين ربما تعلموا المهنة تكنيكاً وأصبحنا نشاهد حتوتة ونساء شبه عاريات ومسلسلات بيئة شامية من المعيب أن نقول عنها فن، وفي المقابل هناك جهات تعرض على التلفزيون غير مبالية ومنها أعمال مرعبة ومخزية وعار على ثقافة وحضارة السوريين أن نرى هذا المستوى التافه خصوصاً أننا نمتلك الإمكانات لتقديم شيء مهم ومحترم، إذاً هناك من يسهم في الخراب إما عن جهل وإما عن غير قصد وأخرى عن عمد.
فالمخرج هو مفتاح نجاح أي عمل، ومهنة الإخراج أصبحت مهنة مستباحة، ومع أن بعض الأعمال كلفت إمكانيات إنتاجية هائلة وعدد أيام تصوير كبيراً جداً إلا أنها لم ترق للمستوى المطلوب، نشاهد الحوار هشاً والعلاقات غير مفهومة وليس لها أي ارتباط بالواقع، هل يعقل أن يصور عمل عن الحرب نرى فيه ديكوراً فخماً جداً والكهرباء شغالة 24 ساعة وكأن الحياة طبيعية؟
ولذلك أقول إن الإخراج يحتاج إلى دراسة فبعضهم أُخذ باستعراض المكان على حساب الموضوع الأساسي، وهذا كله نتيجة طبيعية للخراب وعدم الاعتماد على القانون والمختصين وانعدام المحاسبة وخلل الجهة المنتجة حيث لا توجد في سورية إلا جهتا إنتاج من الممكن التعامل معهما وما تبقى يعانون الجهل والأمية والخراب الأعظم في الإخراج والفنيين، وأتساءل كيف نسمح لمثل هؤلاء بالعمل وتشويه ثقافتنا؟ وعلى الرغم من مطالبتنا وحديثنا مراراً عن هذا الموضوع لكننا لم نجد أذناً مصغية ما يبين وجود أجندة تسهم في تخريب ثقافتنا وهذه ليست نظرية مؤامرة بل حقيقة.

ما رأيك بالمحتوى الذي تقدمه الدراما السورية أكان «بيئة شامية، أم اجتماعياً.. أو غيره؟

الأعمال التي لها علاقة بالبيئة الشامية لاتعبر عن ثقافتنا، هناك مواضيع أرقى بكثير، فشكري القوتلي ألا يستحق أن نصنع عنه عملاً وهناك آلاف الأسماء من السيدات المتنورات اللواتي كنّ ببداية القرن العشرين في حارات وأماكن ونستطيع أن نذهب بهذه الوثيقة وبحكاية آسرة جداً.
أما اليوم أعمال البيئة الشامية وكذب وادعاء ولها دور بالمساهمة في التفرقة بمجتمعنا، وكل ما يقدم هو عبارة عن حارات منقسمة عن بعضها وفي حالة اقتتال مستمر، وبشكل عام هذه الأعمال يقومون بترسيخها عبر الأغاني الهابطة عندما نرسخها ونكررها كل يوم لتصبح الناس ترددها على طريقة (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك عدوك).. وأتساءل ما هدفها التنويري وحتى الترفيهي؟
والحل برأيي أن تعطى نقابة الفنانين دورها وتسهم مساهمة حقيقية مع وجود لجان مختصة لتطوير الدراما ومنع الأعمال الفاسدة والمتطفلين الذين يبحثون عن الشهرة، لأننا نحن من فتحنا الباب على مصراعيه فكيف نمنع الذئب من أكل الغنم؟ أي انعدام وجود قانون ممنهج لدينا سمح لهؤلاء باختراق الساحة ويجب معالجة هذه المشكلة قبل أن تتحول إلى سرطان خطير.

قلت إن أزمة الدراما بدأت قبل الحرب ماذا تقصد في ذلك؟
أولا نحن بحاجة إلى إستديوهات ووجود معاهد تدرس السينما، وشيء مؤسف حقاً أن نصل إلى عام 2017 وليس لدينا معهد للسينما في سورية، من المفترض أن يكون في كل مدينة معهد للسينما يخرج مختصين بالكتابة والتصوير والإخراج والإضاءة والمونتاج وإدارة الإنتاج لأن الجزء الأكبر من مديري الإنتاج هم عبارة عن «حرمية».. غير مثقفين ولا يفهمون بالعملية الإنتاجية وللأسف ليس هناك من يحاسبهم.

ما المقومات التي تدفعك كمخرج لاختيار شخصية من دون أخرى؟ وهل تفضل البطولة الجماعية؟
طبعاً أنا مع العمل الذي تحققه مجموعة من الشخوص الذين يتصارعون مع بعضهم لا أن يكون البطل الأوحد المهيمن على العمل، وأفضل البطولة الجماعية لأنها تعطي حالة جمعية وشيئاً وجدانياً له علاقة بالناس أكثر من الحالة الفردية أو البطل الأوحد الذي تدور كل الحكاية حوله لأن ذلك من شأنه ترسيخ الأنانية والنرجسية إلا أن هناك حالات خاصة واستثنائية تتطلب التركيز على البطل.
وعادةً ما أختار الشخصيات انطلاقاً من المادة والنص والممثل الموهوب أما الممثل العادي وغير الموهوب فلا مكان له عندي ولدي مشكلة كبيرة مع الممثل إذا لم يكن لماحاً وموهوباً وخاصاً.

ما رأيك بالمستوى السينمائي في سورية؟ وهل تفكر بالخوض في تجربة سينمائية؟
السينما في سورية هي عبارة عن سهرة تلفزيونية على شاشات كبيرة والبحث فيها موضوع معقد جداً وشائك، أنا غير مقتنع بدرجة 90 بالمئة من الأفلام التي شاهدناها بالسنوات 15 الأخيرة فنياً وعلمياً ومهنياً، ليست السينما كذلك مطلقاً، والمشكلة الأساسية تكمن في أن الأجر لا يتناسب مع هموم وإرهاصات الحياة.

ماذا عن حياتك وأوقات الفراغ؟
أعيش في متعة بعلاقتي مع زوجتي الجميلة وأولادي رامي وياسمين ومرهف والصغيرة لولو، وكذلك متعتي الثانية بالحياة غير الدراما والفن والسينما هي مشاهدة المباريات وأنا من مشجعي فريق «مانشستر يونايتد» حيث أواظب على مشاهدة كل المباريات التي تنسيني كل همومي خلال الساعة ونصف الساعة أو الساعتين أي قبل المباراة بربع ساعة وبعدها بربع ساعة منذ أن كنت في الصف الرابع الابتدائي إلى الآن.

ماذا بعد «فوضى»؟
هناك عمل مهم جداً اسمه «لمن تغني الطيور» تأليف محمد العاص.

Exit mobile version