Site icon صحيفة الوطن

المعلم أكد أن الحل السياسي لن يكون إلا سورياً وعلى الأرض السورية…الحلقي: ندعم مبادرة بوتين ولا نرى مؤشرات إلى استعداد تركيا والسعودية والأردن للانخراط في التحالف

 الوطن – وكالات : 

أعلنت دمشق أمس دعمها مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تشكيل تحالف دولي إقليمي لمواجهة الإرهاب، لكنها شككت في استعداد السعودية وتركيا والأردن للدخول في هذا التحالف، معتبرةً أن المؤشرات الصادرة عن تلك الدول لا تشير إلى وجود هذا الاستعداد، وأكدت أن ما تريده من العالم ليس الدعم العسكري بل أن تكف الدول الراعية للإرهاب عن تقديم الدعم له. كما جددت موقفها بأن الحل السياسي للأزمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من أربع سنوات لن يكون إلا سورياً وعلى الأرض السورية من دون تدخل خارجي.
وخلال الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء، قدم نائب رئيس المجلس وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، عرضاً سياسياً شاملاً تناول فيه آخر المستجدات على الساحة الدولية، وخاصةً تبني مجلس الأمن قراراً بالإجماع يصدق على الاتفاق النووي الموقع في فيينا بين إيران والقوى الكبرى ودوره في رفع العقوبات الدولية عن إيران وتعزيز السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأكد المعلم أن انتصارات الجيش العربي السوري على الجبهات تعزز كافة التوجه نحو الحل السياسي في سورية الذي لن يكون إلا سورياً وعلى الأرض السورية دون تدخل خارجي.
بدوره حيا رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي الصمود الأسطوري لأهلنا في قريتي الفوعة وكفريا في وجه الحصار الذي تفرضه العصابات الإرهابية المسلحة، مشيراً إلى الجهود الحكومية المبذولة لتعزيز صمودهم وكذلك فك الحصار عنهم.
من جهة أخرى أعرب رئيس مجلس الوزراء خلال مقابلة نشرتها وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، عن تقدير سورية للسياسة المبدئية الروسية تحت قيادة الرئيس بوتين، التي تحظى أيضاً بـ«تقدير كل شعوب العالم، لأنها تقوم على مبادئ ورؤى مغروسة عميقاً في القانون الدولي».
والشهر الماضي، طرح الرئيس بوتين على المعلم مبادرته لإنشاء حلف إقليمي يضم جميع الدول الإقليمية بما في ذلك «تركيا والسعودية والأردن» من أجل مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
ورداً على سؤال عن مبادرة الرئيس بوتين، رمى الحلقي الكرة في ملعب الدول الإقليمية الأخرى بخصوصها، قائلاً: «إن المؤشرات إلى الآن بترجمة هذه المبادرة التي طرحها الرئيس بوتين، من خلال كل من السعودية وتركيا والأردن، لا تؤشر إلى أن هؤلاء لديهم الاستعداد للدخول في هذا التحالف».

الحلقي: تركيا تقدم دعماً غير محدود لـ«جيش الفتح»
وفي هذا السياق لفت الحلقي إلى التصعيد الذي يشهده شمال سورية وجنوبها وتقوده تلك الدول. وقال: «حتى الآن، السعودية والأردن وإسرائيل تصعّد في جبهة الجنوب، من خلال دعم الإرهاب بالتمويل والتسليح. وأيضاً، جبهة الشمال ساخنة جداً، (بالأخص) في حلب وعلى حدود إدلب وسهل الغاب، من خلال الدعم اللامحدود الذي تقدمه تركيا للعصابات المسلحة في «جيش الفتح»». لكن الحلقي شدد على أن الحكومة السورية وعلى الرغم من كل ذلك، «لن تتوانى عن دعم مبادرة الرئيس بوتين من أجل إنجاح هذه المبادرة، والتكيف مع كل ما يمكن أن يؤدي إلى الاستمرارية في تفعيل هذه المبادرة، إذا كانت النيّات صادقة لدى الأطراف الإقليمية».
من جهة أخرى سخر الحلقي مما يروج عن سيطرة المسلحين على مساحات شاسعة في سورية، قائلاً: «تتباهى المجموعات الإرهابية المسلحة بأنها حققت سيطرة على منطقة جغرافية واسعة بنسبة مئوية محددة، لكن هذه المنطقة في الأساس ليس فيها الجيش بل هي منطقة وجود للمدنيين فقط». وأكد أن الجيش قادر على استعادة هذه المناطق، وذلك بدعم الدول الصديقة، وقال: «متى يرغب الجيش العربي السوري في الدخول إلى أي منطقة في سورية فهو يدخل ويحقق الإنجازات ويقضي على الإرهاب في تلك المنطقة». كما أشاد بالدور الشعبي في مقاومة الإرهاب، قائلاً: «في الفترة الأخيرة والسنوات والأشهر الأخيرة تنامت ظاهرة القوى الشعبية المؤازرة للجيش وأصبحت هناك تشكيلات شعبية رديفة للجيش العربي السوري، فهناك الدفاع الوطني وسلاح المغاوير وكتائب لبعض الأحزاب كلها تؤازر الجيش والقوات المسلحة».

روسيا أثبتت أنها صديق إستراتيجي للشعب السوري والدولة السورية
وفي رده على سؤال عن أعداد المقاتلين الذين يواجههم الجيش، أوضح الحلقي أنه لا أعداد ثابتة، وأن المعطيات تتغير بشكل دائم وأكد أن المئات منهم «المقاتلين» يموتون يومياً، وقال: إن «أكثر الدول التي صدّرت لنا الإرهاب هي دول الاتحاد الأوروبي فرنسا وبلجيكا وبريطانيا ودول أخرى، وحتى من الولايات المتحدة هناك نحو 200 إرهابي».
وعن مدى حاجة الجيش للدعم العسكري ونوعيته، أكد الحلقي أن الجيش يقوم بواجبه على أكمل وجه، وأشاد بصموده رغم كبر حجم التحديات التي يواجهها، واستطرد موضحاً: إن «حجم الإرهاب وحجم الدول المانحة الداعمة له هو ليس بأمر عادي. سورية تحارب الإرهاب المتدفق عليها من نحو مئة دولة». وأضاف: إن «الجيش العربي السوري هو جيش يتمتع بمهارات عالية جداً ولديه تجربة كبيرة. لكن لا يستطيع أي جيش في العالم مهما كان تعداده أن يغطي كامل الجغرافيا الوطنية». وأضاف: «نحن مستمرون بالتواصل لتأمين كل متطلبات صمود قواتنا المسلحة من خلال العقود المبرمة مع الصديقة روسيا الاتحادية منذ سنوات وهي مستمرة إلى الآن».
وفي هذا السياق، أكد الحلقي أن روسيا أثبتت، خلال الأزمة الحالية التي تمر بها سورية، أنها صديق إستراتيجي للشعب السوري والدولة السورية، لافتاً إلى أن هذه الصداقة تجسدت «في المواقف المعلنة للقيادة الروسية على أعلى المستويات وفي مفاصل الدولة الروسية الأخرى»، مشيراًً إلى استخدام روسيا حق النقض [الفيتو] في مجلس الأمن الدولي أربع مرات لمنع قرارات بعقوبات بحق سورية.
واعتبر أن التجسيد المباشر لهذه السياسات تمثل في انعقاد المشاورات السورية السورية في موسكو لمرتين منذ بدء هذا العام، لافتاً إلى وجود مساع روسية مع الدولة السورية ومع المعارضات التي شاركت في اللقاءين السابقين لإجراء جولة ثالثة من المشاورات.
ونوّه بالتعاون العسكري بين سورية وروسيا، مبيناً أن التعاون العسكري بين الدول «يأتي دائماً نتيجة طبيعية للعلاقات السياسية المتميزة والفهم المشترك لطبيعة المخاطر والتهديدات». وشدد على عدم وجود «عقبات» أمام التعاون السوري الروسي في المجال العسكري التقني في ظل الفهم الروسي لما تواجهه سورية من إرهاب نيابة عن العالم، مؤكداً أن هذا التعاون «قانوني في إطار علاقات الدول التي يحكمها القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات المشتركة». ولفت إلى أن «روسيا دائماً صادقة وجادة وحريصة على تنفيذ كل تلك الالتزامات، بغض النظر عن محاولات الكيان الإسرائيلي أو الدول الراعية للإرهاب الضغط على روسيا».

لا نريد دعماً عسكرياً
بل وقف دعم الإرهاب
وخلص إلى أن العلاقات العسكرية بين سورية وروسيا «جيدة ولا تحتاج إلى مقترحات»، وذهب أبعد من ذلك وتمنى أن «تحذو دول العالم حذو روسيا في فهمها لطبيعة المخاطر وتهديد الإرهاب، ولا نريد من تلك الدول دعماً عسكرياً، بل ما نريده هو أن توقف تلك الدول دعمها للإرهاب».
ولفت الحلقي إلى أن المساعدات التي تقدمها موسكو إلى دمشق هي الأعلى مقارنة بالمساعدات التي تحصل عليها سورية من بقية الدول الصديقة، مؤكداً أن المساعدات الروسية المقدمة إلى الشعب السوري «ساهمت وبنسبة كبيرة» في دعم الجهود المبذولة من الحكومة السورية لتلبية احتياجات المواطنين السوريين المهجرين والمتضررين جراء الأحداث الإرهابية المسلحة.
وكشف أن سورية تتابع مع روسيا إمكانية الانضمام إلى الاتحاد الأوراسي وكذلك الانضمام إلى اتفاقية التجارة الحرة، مشيراً إلى أن دمشق ترى في الانضمام إلى الاتحاد الأوراسي واتفاقية التجارة الحرة «فائدة في تعزيز العلاقات مع الدول الصديقة بما يساهم في تفعيل الحركة الاقتصادية والتجارية بين سورية والدول الصديقة للتمكن من تعزيز صمود الشعب السوري.
والاتحاد الاقتصادي الأوراسي هو منظمة تضم كلاً من روسيا وبيلاروس وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، تم تأسيسه مطلع العام الجاري على أساس الاتحاد الجمركي بين روسيا وكازاخستان وبيلاروس.
في سياق متصل أكدت اللجنة الاقتصادية الأوراسية أنها تنظر إيجاباً نحو إقامة منطقة تجارة حرة مع سورية، مشيرة إلى أنها تخطط لبدء المفاوضات حول إنشاء هذه المنطقة بعد استقرار الوضع السياسي في سورية. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن ممثل اللجنة الاقتصادية الأوراسية، قوله: إن «جميع أعضاء الاتحاد الاقتصادي أعربوا عن موقفهم الإيجابي تجاه إنشاء منطقة تجارة حرة مع سورية».

Exit mobile version