Site icon صحيفة الوطن

الأكراد يبعثون مذكرة من 5 نقاط لبغداد … كردستان: لن نلغي نتائج الاستفتاء

أكد الحزبان الكرديان الرئيسان في العراق، الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني، عدم إلغاء نتائج الاستفتاء، مع الاستعداد للحوار غير المشروط مع الحكومة العراقية في بغداد.
وجدد الحزبان في بيان مشترك، بعد اجتماع قادتهما في محافظة السليمانية، تشديدهم على أهمية حل المشاكل والخلافات القائمة مع بغداد عبر الحوار والتفاوض بحضور كافة الأطراف السياسية وبرعاية المجتمع الدولي.
ورفض البيان أي تدخلات عسكرية في المناطق المتنازع عليها مثل كركوك وغيرها، بين بغداد وأربيل.
وأعلن مسؤول الهيئة العامة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، ملا بختيار أنه «تم خلال اجتماع اليوم (أمس) في دوكان الاتفاق على مذكرة مؤلفة من 5 نقاط بين الحزبين وسيتم إرسالها إلى بغداد» بهدف حل الأزمة.
وأوضح في بيان صدر عقب الاجتماع أن النقاط الخمس وهي: أولاً التأكيد على توحيد الموقف السياسي والشعبي لتجاوز الأزمة الحالية، ثانياً حلحلة كل المشاكل بالمفاوضات ودون شروط مسبقة، ثالثاً الأحزاب الكردستانية مستعدة لإجراء مفاوضات وفق مصالح أربيل وبغداد، رابعاً تكون المفاوضات بين أربيل وبغداد بإشراف أطراف دولية، وأخيراً رفض التدخلات والتهديدات العسكرية التي تؤثر على العلاقة بين الإقليم وبغداد وتعتبرها خرقاً للدستور والقوانين التي ترفض استعمال القوة في حسم الصراعات الداخلية.
وأضاف بختيار في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، أمس: «لن نتراجع عن نتائج الاستفتاء تحت أي ضغوطات لكننا مستعدون للحوار»، مشيراً إلى أن «هناك مقترحات حول كيفية حلحلة الوضع في كركوك وأعطيت الصلاحيات اللازمة للأشخاص الذين لديهم اتصالات مع رئيس الوزراء حيدر العبادي».
واعتبر بختيار أن «مجيء الحشد الشعبي إلى كركوك يخالف الدستور والاتفاقات»، متابعاً أن «إغلاق المنافذ الحدودية لن يحل المشكلة وليس لصالح العملية السياسية».
من جانبه قال نيجيرفان بارزاني: إن «الدستور العراقي لا يسمح باستخدام القوة في حسم النزاعات السياسية»، معرباً عن أمله في ألا تنزلق بغداد في خطأ حسم الخلافات السياسية عسكرياً.
وذكر مصدر أن المجتمعين، من جانب «الحزب الديمقراطي» هم، رئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس حكومة الإقليم نجيرفان بارزاني ونائب رئيس الإقليم كوسرت رسول؛ ومن جانب «الاتحاد الوطني» هم، الرئيس العراقي فؤاد معصوم وهيرو طالباني زوجة الرئيس الراحل جلال طالباني وملا بختيار مسؤول الهيئة العامة للمكتب السياسي للاتحاد الوطني وآخرون.
وعلى حين يحاول المسؤولون السياسيون استئناف لغة الحوار، يواصل آلاف المقاتلين الاكراد وآخرون لقوات الحكومة المركزية الانتشار على خطوط مواجهة لبعضهم البعض في محافظة كركوك المتنازع عليها والواقعة شمالي بغداد.
وقال سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، لـ«فرانس برس»: إن «القوات الاتحادية لا تريد ولا يمكن أن تعتدي على المواطنين من الكرد أو غيرهم في هذه المناطق بل تسعى لتطبيق الدستور وضمان نفاذ القوانين الاتحادية»، دون الإشارة إلى 24 ساعة المهلة التي تحدث عنها مصدر كردي.
وشاهد أحد مصوري «فرانس برس» في ساعة مبكرة من صباح أمس قوات عراقية تواصل حشد مقاتليها في مواقع مواجهة لقوات من البشمركة التي لم تبرح مواقعها.
وبحسب مسؤول كردي فإن قوات الإقليم «تنتظر أوامر» من قياداتها التي أعلنت أمس مهلة لمدة 24 ساعة لتغليب لغة الحوار على لغة المدفع.
وتطالب الحكومة المركزية الإقليم باستعادة المواقع التي سيطر عليها الاكراد خلال أحداث عام 2014.
بدوره أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال استقباله أمس وفد تحالف القوى العراقية موقف الحكومة العراقية الثابت بإلغاء نتائج استفتاء انفصال شمال العراق، مشدداً على استمرار الحكومة بتطبيق القرارات التي اتخذتها في هذا الصدد. بحسب بيان أصدره مكتب العبادي الإعلامي.
من جهته أكد وفد اتحاد القوى «تأييده الكامل لإجراءات الحكومة وموقف العبادي بالحفاظ على وحدة العراق فيما يخص الاستفتاء غير الدستوري لـ»إقليم كردستان» ودعمه للإجراءات المتخذة لفرض السلطة الاتحادية في شمال العراق والمناطق المتنازع عليها».
ولكن يبقى الهاجس الأكبر لدى السياسيين والأهالي وحتى المقاتلين هو إخفاق لغة الحوار والاحتكام لقوة السلاح.
واحتشد ليل السبت – الأحد مدنيون أكراد في مدينة كركوك حاملين السلاح، فيما حذر محافظ كركوك نجم الدين كريم الذي أقالته بغداد بعدما أعلن الولاء لسلطات الإقليم التي أبقته في منصبه، من أن «السكان سيساعدون البشمركة، لن ندع أي قوة تخترق مدينتنا».
(روسيا اليوم – رويترز –
أ ف ب – وكالات)

Exit mobile version