| السويداء- عبير صيموعة
تتواصل في قرية الغيضة القديمة في ريف السويداء عمليات تصوير مسلسل «وحدن» للمخرج السوري الكبير نجدة أنزور، وتأليف وسيناريو وحوار ديانا كمال الدين، ومن إنتاج شركة سما الفن.
ويروي مسلسل «وحدن» قصة عائلة عانت الكثير بسبب الحرب الظالمة التي يتعرض لها الوطن، وما تعرضت له هذه الأسرة ينطبق على آلاف الأسر السورية بكل محافظاتها وأريافها، التي كان لها النصيب الأكبر من الحرب الظالمة والضروس من الإرهابيين، ويقدم العمل صورة للمرأة التي تعيش هذه الحرب، وجعلت منها ترتدي ثوب الرجال في الوقت نفسه، ما وضع على عاتقها واجبات كبيرة وجعلها عرضة للمعاناة وتأمين متطلبات الحياة القاسية والصعبة في ظل غياب الرجال الذين توجهوا للقتال لحماية سورية من الإرهاب والإرهابيين ما رتب عليهن مسؤوليات جساماً في حماية أسرهن.
مخرج العمل نجدة أنزور قال: نأمل أن يكون هذا العمل خطاً أحمر في الدراما السورية لأن له موروثاً كبيراً وهو يحكي معاناة سبع سنوات من الأزمة علّمت الكاتب وعلّمت الممثل الكثير الكثير، موضحاً أن العمل يتميز بالجرأة والأفكار الجديدة التي كانت محظورة ولا يسمح للفنان أو الكاتب الاقتراب منها، حيث تم كسر القوالب وتقديم عمل يحترم عقل المشاهد ويتناسب مع طبيعة الزمن الذي نمرُّ به.
ولفت أنزور إلى أن طريقة تقديم العمل تختلف عن باقي الأعمال الدرامية التي قدمت خلال الأزمة والتي تعتبر تكراراً للحوادث والأخبار التي نسمعها كل يوم، هذا العمل جريء وفكري ويعتمد على الإنسانية الموجودة داخل الإنسان.
وأشارت كاتبة العمل والمخرج المنفذ ديانا كمال الدين إلى أن مسلسل «وحدن» ليس قصة فرد وليس قصة بطل بل هو قصة مجتمع بذاكرته الجمعية من غرائز وصراعات بين المؤنث والمذّكر ومن أساطير يمحي حقائقها التكرار فتبقى معلقة بين اليقين والخيال ومن أعراف وتقاليد مكوّمة كإرثٍ مسحور لا يجرؤ أحد على التخلي عنها.
وأضافت كمال الدين: إن «وحدن» هو قصة مجتمع بحاضره المشوّه المعالم باختلاف الأديان واختلاف الأجيال وجحيم الجيوسياسة والاقتصاد وتنازع الأخلاق والرغبات وتنازع الواقع والحلم وذوبان التفّرد في بوتقة الجماعة وتفسخ الجماعة بأنانية الأفراد، وهو أيضاً قصة أرض حمَلت في بطنها كنزها ولعنتها وحمَلت سلامها ودمارها ومَن عليها مِن بشر وزر الآثام وحلم الخلاص، ويمثل كذلك حلقات من أسئلة دون إجابة وباباً لعالم من تلك الواقعية السحرية التي تشعرها بعواطفك وحواسك جميعها ولكنها تبقى عصيّة على الخضوع لقوانين العقل فتبقى يدك معلقة أمام إغواء طرق الباب أو أمان الانسحاب.
الفنان جهاد الزغبي قال: إن العمل يتميز بأنه يتكلم عن وقتنا الحاضر من خلال قرية تعيش فيها مجموعة من العائلات التي لديها تخوف دائم من هجوم المسلحين لكن في نهاية العمل يظهر أن عدداً من رجال القرية هم الذين تآمروا على نسائها الذين بقوا «وحدن» ما عدا شخصيتين هما شخصية رجل الدين «الخوري» وشخصية «رجل الجامع» حيث تكتشف النساء المعاناة بعد ذهاب الرجال، لافتاً إلى أن ما يميز العمل هو أن شخصيتي الخوري وشيخ الجامع يعيشان معاً في منزل واحد.
الفنان سليم صبري بيّن أن «وحدن» هو عمل شامل يروي أحداثاً واقعية وغير واقعية في الوقت نفسه، والأحداث التي حصلت في بلدنا وهجرة الكثير من الرجال وبقاء النساء لوحدهن وبقاء بعض النساء معهم ومن بينهم شيخ الجامع والخوري اللذان يحاولان حل المشكلات التي تختلقها النساء حيث يتناول المشكلات الحياتية بكل تفاصيلها.
يشار إلى أن مسلسل «وحدن» من إنتاج سما الفن الدولية للإنتاج الفني ومدير التصوير والإضاءة محمد حبيب والمخرج المنفذ ديانا كمال الدين وديكور عصام الداهوك وتصميم الأزياء سحاب الراهب ومن تمثيل نخبة من الفنانين السوريين هم: نادين خوري- مروان فرحات– مجد فضة– لما الحكيم- سحر فوزي- نهاد ابراهيم– تماضر غانم- لوريس قزق- توليب حمود- مروان أبو شاهين– آلاء عفاش- مجد مشرف- سليم صبري- حسام سكاف– تسنيم باشا- جهاد الزغبي- هشام كفارنة– رامي أحمر- سوسن ميخائيل– محسن عباس– كنان العشعوش– رنا العظم- مرح جبر- يوسف مقبل– ياسر سلمون– هبة زهرة- عامر علي- رباب مرهج- هناء نصور– أنس الحاج- رشا بلال– ربى السعدي- سيوار داود- إيناس زريق– لجين إسماعيل- نهاد عاصي- عدنان عبد الجليل– رشا رستم– راما عيسى- أمانة والي– علي ابراهيم- فايز قزق– فرح الدبيات- طارق نخلة- نادين الشعار– بلال مارتيني- وضيوف العمل: الليث مفتي– معن عبد الحق– ناصر مرقبي- ريام كفارنة– زيد الظريف- عفراء زينو– محمد رعد.