Site icon صحيفة الوطن

لندن متحفظة على فكرة «المناطق العازلة» التركية

في ما يبدو أنه انتقاد مبطن لضعف عزيمة أنقرة وعمان للحد من تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق من أجل الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، رأى الرئيس الأميركي باراك أوباما أن التقدم المحقق في هذا المجال «مازال دون المستوى المأمول».
وقال أوباما خلال لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي»: إن التعاون القائم بين الولايات المتحدة وتركيا فيما يخصّ سورية، لا يقتصر على توجيه ضربات عسكرية ضدّ مواقع تنظيم داعش، بل يشمل التنسيق المشترك في الحد من تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية، مشيراً إلى أن بلاده تسعى مع حلفائها في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها دول مثل تركيا والأردن إلى تضييق الخناق على مسلحي داعش في سورية والعراق، وذلك من خلال تكثيف التعاون الأمني والاستخباراتي في المناطق الحدودية.
تصريحات أوباما ترافقت مع إعلان أنقرة موافقتها على فتح قواعدها العسكرية أمام طائرات الائتلاف الدولي لقصف مواقع تنظيم داعش في سورية، وهو أمر كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يربطه بإستراتيجية حربية مزدوجة للائتلاف ضد النظام وداعش. واعتبر الرئيس الأميركي أن الدول المعنية في القضية السورية حقّقت «تقدماً ملحوظًا» فيما يخص منع وصول المقاتلين الأجانب إلى سورية، إلا أنه بيّن أن هذا التقدم ما زال دون المستوى المأمول وأنّ على الدّول المشاركة في الائتلاف الدّولي ضدّ داعش مضاعفة جهودها في هذا الصّدد. ولفت، إلى أن القسم الثاني في هذا الإطار، يتمثل في «دفع (الرئيس بشار) الأسد والروس والإيرانيين، نحو إدراك ضرورة تحقيق انتقال سياسي في سورية، قبل أن تجر المنطقة لصراع دموي أطول».
وأظهر تصريح أوباما أن المواقف الأميركية ظلت كما هي فيما يخص إستراتيجية التحالف الرئيسة التي سبق أعلنها الرئيس الأميركي في شهر آب من العام الماضي والتي تشمل تدريب المعارضة المعتدلة لقتال داعش والتوصل إلى حل سياسي في سورية، في حين اضطرت أنقرة إلى التراجع عن شروطها للانخراط في الائتلاف وبينها تشكيل منطقة عازلة ومناطق آمنة وحظر جوي وقصف مواقع الجيش السوري من طائرات التحالف.
وفي هذا السياق، تحفظ وزير الدفاع البريطاني مايكل فيلون بشدة على الفكرة التركية في إقامة مناطق عازلة داخل سورية بسبب متطلبات قتال داعش.
ورداً على سؤال خلال مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار، حول إذا ما كانت تركيا وافقت على استخدام قواعدها الجوية ضد داعش مقابل إيجاد منطقة عازلة داخل سورية، قال فيلون: «الجواب ليس نعم أو لا»، وأضاف «نعلم أن الأتراك عرضوا ذلك سابقاً»، واستدرك قائلاً: «ولكن، عسكرياً لا اعتقد أنه يمكن تقسيم سورية إلى مناطق مختلفة.. (بل) أعتقد بأنه من الضروري عدم التفكير بإيجاد مناطق عازلة في سورية فلدينا داعش كعدو بمختلف قواعده ومراكزه وطرق إمداده وهذه ما يجب التركيز عليه في الغارات عوضاً عن التركيز بالبحث عن مناطق عازلة في مناطق مختلفة بسورية»، وشدد على أن المهم هو «هزيمة داعش في نواته في شمال سورية».
(الأناضول – سي. إن. إن)

Exit mobile version