Site icon صحيفة الوطن

لقاء في لوزان ضم معارضين وبرلمانيين وتركز على «الحوار الوطني» والمصالحة … جاموس: لإعادة بناء السلم الأهلي وقطع الطريق على أي فعل تمييزي عنصري

| موفق محمد

كشف رئيس «تيار طريق التغيير السلمي» المعارض فاتح جاموس، عن لقاء عقد في مدينة لوزان السويسرية منتصف الشهر الجاري، ضم شخصيات معارضة وأعضاء في مجلس الشعب وحكومية، تناول «الحوار الوطني» السوري ومقاربات لتحقيق «المصالحة والتماسك الاجتماعي».
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح جاموس أن اللقاء الذي شارك فيه، عقد تحت عنوان «معاً نحو المصالحة وإعادة بناء الثقة والتماسك الاجتماعي» في الفترة ما بين 13–17 تشرين الثاني الجاري، وبدعوة من «منتدى التنمية والثقافة والحوار» الذي يرأسه القس الدكتور رياض جرجور وبالتعاون مع قسم الأمن البشري في وزارة الخارجية السويسرية.
وذكر جاموس، أن هذا اللقاء يأتي «متابعة للقاء لوزان1 الذي كان موضوعه «معاً لبناء السلم الأهلي ومواجهة التطرف»، وشارك فيه شخصيات من معارضة الداخل والخارج و قادة دينيون، وقادة مجتمع مدني وأكاديميون، إضافة إلى أعضاء في مجلس الشعب وأحد المستشارين في وزارة حكومية، من دون أن يفصح عن أسماء أعضاء مجلس الشعب والمستشار في الوزارة الحكومية.
وأوضح جاموس، أن مشاركة المعارضة الخارجية كان «قليلاً جداً» واغلبهم شخصيات «غير مشهورة».
وقال: إن الفكرة الأساسية للقاء كانت هي «الحوار الوطني الداخلي بين السوريين، وطالبت خلاله بنقل هذه اللقاءات إلى الداخل السوري كون هذا الأمر يهم من هم في الداخل أكثر من هم في الخارج»، داعيا «السلطة إلى الدعوة لعقد مثل هذه اللقاءات في داخل البلاد».
وأعرب جاموس عن ارتياحه لعقد هذا اللقاء ومشاركته فيه، وأوضح أن جدول عمل اللقاء كان شاملا لعدد كبير من الموضوعات والعناوين وهي موضوعات هامة وحقيقية في الأزمة الوطنية السورية ومنها «الحوار الوطني، أجندته وما يتعلق به- ما بين المحلي والمركزي- التماسك الاجتماعي- مقاربات اقتصادية لتحقيق المصالحة والتماسك الاجتماعي- مجموعات عمل وصياغة تقارير واقتراح مبادرات عملية».
وقال: «عرفت عبر الأسئلة والحوار، أن بنية اللقاء من خلال الحضور، هي في المحصلة بنية فعاليات سورية وطنية، يهمها الحوار الوطني، خاصة المسار الداخلي منه».
ورأى جاموس، أن «موقف سويسرا يعتبر متميزاً داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة بموافقتها على دعم وتغطية مشاريع حوار تحضرها فعاليات وطنية داخلية (معارضة وموالاة ومجتمع مدني) ودعم مبادرات مفيدة حقا في التماسك الاجتماعي، والسلم الأهلي، وثقافة المواطنة ومواجهة التكفيرية وخطاب الكراهية، والنشاطات المختلفة للمجتمع المدني».
وأضاف: «لفت نظري وجود عنوان يتعلق بالتحديات الوطنية المشتركة في الأزمة، بحيث طلبت المساهمة كتابة بذلك العنوان، تركيزا على دور الكتلة الاجتماعية الغالبية ونخبها الوطنية الداخلية، وتمت الموافقة على ذلك، وقدمت مقاربتي مكتوبة، مع طرح بعض المبادرات العملية في ذلك الخصوص، وجرى نقاش لاحق مهم في ذلك، خاصة في قضية الحوار، والتحديات ودور الكتلة والنخب وشرعية النخب المعنية».
وأشار إلى أن آخرين شاركوا في موضوعات ثانية، وجرت نقاشات مهمة، وكذلك لمشاريع ومبادرات عملية، مع تدقيق وتلخيص كل ذلك عبر فرق عمل.
وجاء في مدخل ورقة جاموس التي قدمها خلال اللقاء ونشرها في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: إن مقاربة صحيحة لما حصل في الوطن السوري، وتحديداً صحيحاً للوقائع بتطورها، بشكل خاص تحديد دقيق لأطراف الانقسام الوطني، بالتركيز على الميدان الاجتماعي والكتل البشرية الحاضنة لكل مشروع سياسي أساسي، إن هذا سيسمح بامتلاك وعي مناسب لمعرفة أهم التحديات والمخاطر المشتركة، كما وعي معرفي لأهم الأطراف التي ستلعب الدور الحاسم في الخروج من الأزمة الوطنية بأقل التكاليف، ووضع خطط دفاعية وطرح مبادرات لعمل مدني متطور، يساهم في المصالحة الفعلية العميقة، وإعادة بناء الثقة، والتماسك الاجتماعي، ونشر مفاهيم ووعي المواطنة والمسؤولية الاجتماعية وإعادة التماسك الاجتماعي وتعزيزه، وإعادة بناء السلم الأهلي بين مختلف فئات وهيئات وأطياف المجتمع السوري، وقطع الطريق على أي ثقافة أو فعل عدائي تمييزي متعصب وعنصري من أي طراز، خاصة ما يبتغي منه تفريغ الوطن والمجتمع من الآخر المختلف فكريا ودينيا وسياسيا.. الخ لمستقبل أفضل من الانفتاح والشراكة والتعايش، وتعميم الثقافة الحقوقية والإنسانية الأكثر تطورا حتى الآن على سلم الحد الحضاري البشري، ثقافة الحريات العامة والخاصة، في الميثاق العالمي وكل التطورات التي حصلت عليه، خاصة الحرية الفكرية والثقافية والسياسية والاعتقاد الديني وممارسة طقوسه».
وأضاف جاموس: «ولاعتقادي العميق أن هناك طابعاً خاصاً في الأزمة السورية، والانقسام الوطني السوري، ودوراً خاصاً للكتلة الاجتماعية الغالبية ونخبها المتنوعة في ذلك الانقسام والخروج من الأزمة، فإن التركيز سيكون على هذه العناوين، وربما سيسمح كل ذلك بطرح مبادرات عملية في العمل المدني ومقاربة أهداف مؤتمرنا ومشابهاته».

 

Exit mobile version