Site icon صحيفة الوطن

قبرص تتوسط لحل الأزمة … الحريري يتراجع عن استقالته وعون يحذر من استباحة لبنان

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، أمس تريثه في تقديم استقالته رسميا لرئيس البلاد، ميشال عون، بعدما كان أعلنها شفهيا من العاصمة السعودية الرياض في الرابع من الشهر الجاري.
وبعد احتفالات أقيمت أمس بعيد الاستقلال الوطني، وترافقت مع عرض عسكري للجيش اللبناني، استقبل الرئيس اللبناني ميشال عون رئيس الحكومة سعد الحريري في قصر بعبدا، وبعد الاجتماع صرح الحريري قائلا: عرضت استقالتي على الرئيس عون وتمنى علي التريث في تقديمها لمزيد من التشاور في خلفياتها السياسية فأبديت تجاوبا.
وألقى الحريري من القصر الجمهوري في بعبدا كلمة مكتوبة قال فيها: «في هذا اليوم الذي نجتمع فيه على الولاء للبنان واستقلاله كانت مناسبة لشكر الرئيس على عاطفته النبيلة وعلى حرصه الشديد على الوحدة الوطنية ورفضه الخروج عنها تحت أي ظرف من الظروف. وأتوجه من رئاسة الجمهورية بتحية تقدير وامتنان إلى جميع اللبنانيين الذين غمروني بمحبتهم وصدق عواطفهم».
وأضاف: «أخص بالشكر الرئيس نبيه بري الذي أظهر حكمة وتمسكا بالدستور والاستقرار في لبنان وعاطفة صادقة تجاهي شخصيا. إن وطننا يحتاج في هذه المرحلة من حياتنا إلى جهود استثنائية من الجميع لتحصينه في مواجهة المخاطر، لذلك علينا الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية وعن كل ما يسيء إلى العلاقات مع الأشقاء العرب».
وأعلن الحريري، وسط حشود من مؤيديه الذين توافدوا إلى مقر إقامته «بيت الوسط» في بيروت، للاحتفال بعيد استقلال لبنان: «أنا باقٍ معكم وسأكمل معكم لنكون خط الدفاع عن استقرار وعروبة لبنان».
وأضاف الحريري: «نحن أهل الوسط والاعتدال والاستقرار، وليس لدينا ما هو أغلى من بلدنا، وشعارنا سيكون لبنان أولا».
وتوافد الآلاف إلى «بيت الوسط» للاحتفال بعيد الاستقلال وعودة الحريري إلى البلاد بعد أزمة استقالته الأخيرة في 4 تشرين الثاني الجاري.
كما غرد الحريري على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلاً: «لبنان أمانة غالية أودعها الشعب اللبناني في ضمائر كل الأحزاب والتيارات والقيادات. فلا يجوز التفريط بهذه الأمانة. حمى الله لبنان وحفظ شعبه الطيب».
وعاد رئيس الوزراء اللبناني أول أمس إلى بيروت قادما من قبرص، حيث التقى رئيس البلاد، نيكوس أناستاسيادس. وكان قد أجرى، في وقت سابق من الثلاثاء، لقاء جمعه بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في العاصمة المصرية القاهرة.
وفي المناسبة ذاتها أكد الرئيس اللبناني أن لبنان لن ينصاع للفتنة وأن السيادة كل لا يتجزأ والوطن الذي بذل الدماء يصعب استباحته لافتا إلى أن التعاطي مع لبنان يحتاج إلى الكثير من الحكمة والتعقل وخلاف ذلك هو «دفع له باتجاه النار».
وقال عون في كلمة له أمس بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لاستقلال لبنان: إن «الاستقلال عمل دؤوب ونضال متواصل وتاريخ حافل بالمحطات» لافتاً إلى أن الوطن الذي حرر أرضه من الاحتلال الإسرائيلي والإرهاب التكفيري ليس وطناً تسهل استباحته ما دام يعتصم بوحدته الداخلية.
ودعا الرئيس اللبناني إلى قفل باب النزاعات وعدم الانصياع وراء أي رأي أو نصيحة أو قرار يدفع لبنان باتجاه فتنة داخلية.
وتساءل عون قائلاً: أليس من أجل ضرب الاستقرار في لبنان وزرع الفتن فيه تم إرسال الإرهاب إليه.. ومن مول هذا الإرهاب ودعمه وسلحه ودربه لافتا إلى الانتهاكات المستمرة للسيادة اللبنانية من قبل العدو الإسرائيلي.
كما نوه عون بجهود الجيش اللبناني والقوى الأمنية داعياً إلى اليقظة والجهوزية لأداء الواجب وحماية الأرض والوطن.
من جهته أكد وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن أن الذين وجهوا الاتهام إلى المقاومة بأنها «إرهابية» عبر ما صدر من بيان عن الجامعة العربية هم من دعم الإرهاب.
وقال الحاج حسن خلال كلمة في بعلبك أمس: «كنا نعتقد أن يرد في البيان فقرة إدانة الاعتداءات الإسرائيلية ولكن هذه المرة أدنتم حزب الله وإيران وتجاهلتم هذه الفقرة التي لم تسقط سهوا بل هو مسار جديد بدأ يتبين منذ فترة في العلاقات المقبلة مع العدو الإسرائيلي».
إلى ذلك أعلنت قبرص، أمس أنها ستقوم بمبادرة لمساعدة لبنان على نزع فتيل الأزمة التي عصفت به مؤخرا.
وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية نيكوس كريستودوليدس: إن «هدفنا المشترك هو الاستقرار في لبنان».
وكالات

Exit mobile version