Site icon صحيفة الوطن

عفرين: «تخفيض التصعيد» الخيار الأمثل ما لم يتهور أردوغان

| حلب – الوطن

تفاءل أهالي عفرين ومسلحوها من «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية الذين يسيطرون على المدينة الحدودية مع تركيا، بقمة سوتشي لوضع حد لتهديدات المسؤولين الأتراك، ورأوا أن إقرار مدينتهم منطقة «تخفيض تصعيد» سورية خامسة بعد إدلب «خيار أمثل» قابل للتحقق لكنه رهن بتوافق الفاعلين في ملفها الشائك وعلى رأسهم رجب طيب أردوغان الذي عليه عدم التهور بعمل عسكري ضدها للمضي بالعملية قدماً.
ورأى قياديون في «حماية الشعب» وناشطون وسكان محليون تحدثت إليهم «الوطن»، أن الظروف باتت مواتية بعد «سوتشي» لإيجاد حل «عادل» يجنب عفرين ويلات حرب محتملة مع الأتراك على الرغم من تباين آرائهم حيال الحل النهائي وكيفية الوصول إليه.
فبينما طالب العسكريون الأكراد بانسحاب الجيش التركي من الحدود مع عفرين ومن محيط مارع السورية، دعا السكان والناشطون إلى الانفتاح على المبادرة المطروحة لضم المنطقة إلى «تخفيض التصعيد» مع وقف التصعيد العسكري كبادرة حسن نية لتهيئة الرأي العام المحلي المحابي للفكرة.
وعلى الرغم من تردد وتحفظ قياديي «حماية الشعب» عن حسم آرائهم وتوجهاتهم راهناً، تفاءل الناشطون من خفض نغمة التهديدات التركية بعد «سوتشي» وعدول مسؤوليها عن تكرار سيمفونية اجتياح المنطقة عسكرياً، الأمر الذي يفسح في المجال أمام نوع من التوافق على الحل في الجولة المقبلة من مباحثات «أستانا» المتوقع عقدها في النصف الثاني من الشهر المقبل.
متابعون سياسيون للوضع، جددوا تأكيدهم لـ«الوطن»، أن الطريق الوحيد إلى حل معضلة عفرين يقتضي إعادة تقويم المسؤولين الأكراد بواقعية لمستجدات التطورات المحلية والإقليمية في مرحلة ما بعد دحر «داعش» بما تقتضيه من الكف عن ممارسة سياسة الاستقواء بواشنطن والكف عن رهان وضع كل البيض في سلة إدارتها التي قد تتخلى عنهم وفق مصالحها وتضحي بمدينتهم على غرار كركوك العراقية، وما الوعود الأميركية بناء على مطالب تركيا بوقف دعمهم العسكري أخيراً إلا أول الغيث مع اقتراب انتفاء الحاجة إلى مجهودهم العسكري ضد التنظيم الإرهابي.

 

Exit mobile version