Site icon صحيفة الوطن

عضو اتحاد السلة عبد الحي لـ«الوطن»: نفتقد المدربين أصحاب الخبرة ومشروعي بحاجة لثلاث سنوات

| مهند الحسني

مر عضو اتحاد السلة أنور عبد الحي بفترة صعبة نتيجة الأزمة الصحية التي لحقت به قبل أشهر قليلة، والتي ساهمت في إبعاده عن أجواء اللعبة، لكنه نجح في استعادة عافيته، وبدأ يعود تدريجياً لأجواء اللعبة عبر حضوره المؤثر لاجتماعات اتحاد السلة قبل أيام قليلة ما يدعو للتفاؤل بعودته بشكل نهائي لعشاقه ومحبيه لكونه أحد أهم خبراتنا السلوية التي نعتز ونفخر بها.
أفكار كثيرة حملها عبد الحي قبل دخوله عضوية الاتحاد فهل ما زالت قيد الدراسة أم إنها أصبحت في غياهب النسيان؟
«الوطن» التقته وأجرت معه الحوار التالي:

بعد هذا الغياب كيف وجدت مستوى السلة السورية؟
الغياب كان من أصعب مراحل حياتي، ولكن ليس بمشيئتي والحمد لله أني مررت بتجربة صعبة جداً، والأمور حالياً للأفضل، أما من ناحية كرة السلة فقد وجدت نشاطاً كبيراً جداً في الفترة الماضية، التي تقارب السنة، ومن أهم ما وجدته النية الممتازة الموجودة لدى الاتحاد الرياضي، وخاصة كرة السلة لإعادة تفعيل دور الرياضة في حياتنا، وحياة كل سوري رغم الفترة الصعبة التي مررنا بها، وهنا لا أحاول إيجاد أعذار للقائمين على كرة السلة، وأنا واحد منهم، ولكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.

ما رأيك بخطوة اتحاد السلة في إعداد المنتخب الحالي؟
الخطوة بدأت في بطولة آسيا عندما تم تعيين كادر ممتاز لقيادة المنتخب رغم الظروف الصعبة، التي تتلخص بعدم وجود ملعب للتمرين بأوقات كافية وآمنة، وعدم خوض مباريات استعدادية إضافة للضغط الزمني الكبير في اختيار اللاعب المجنس، ولكن تبقى هي البداية التي تستمر الآن بكادر قوي ومدرب على مستوى عال، رغم افتقارنا للوقت الكافي لتجريب مجنسين آخرين، علماً أن رأيي مختلف بعض الشيء، فأنا مع الاهتمام الأكبر بالقواعد، ومحاولة تعويض العدد الكبير من اللاعبين الذين غادروا لظروفهم القاسية.

ماذا تتوقع للمنتخب في التصفيات العالمية؟
المنتخب الحالي منتخب قوي نوعاً ما بوجود ميشيل وعبد الوهاب، وباقي اللاعبين الصاعدين بقوة، ولكن مجموعتنا تتألف من الهند ولبنان والأردن، وتوقعاتي أن المنتخب اللبناني متفوق على بقية الفرق، أما الأردن وحسب الأخبار فقد استعانوا ببعض اللاعبين المغتربين، وهم على مستوى عال، أما الهند فلقد استعانوا بلاعب هندي موجود بالدوري الأميركي، ومع ذلك أعتمد على إصرار لاعبنا السوري الذي يمكن أن يحقق الحلم، وبالنهاية لا نستطيع الحكم إلا بعد حضور أولى المباريات.

أين سلة الوحدة بعد غياب الجيل الذهبي عنها؟
سلة الوحدة كباقي فرق الدوري مميزة بالفئات العمرية، وتفتقد النجومية في الفريق الأول، وعلى سبيل المثال حالياً لدينا فرق ناشئين وشباب وشبلات وناشئات من أميز فرق الدوري، لدينا عدة لاعبين صاعدين من الممكن أن يكونوا نجوماً على مستوى الوطن العربي، والغصة الحقيقية هي بالمدربين، ورغم قناعتي أن نادي الوحدة يمتلك مجموعة من أفضل المدربين في سورية، لكن نفتقد المدربين الذين يخرجون لاعبين على مستوى عالمي، وأتمنى ألا يفهم حديثي إلا كحافز لجميع المدربين للاهتمام بالقواعد وصناعة النجوم، وهنا أقصد المهارات الفردية، وعلى سبيل المثال نحن نجد بعض اللاعبين في الفريق الأول، ولا يستطيع استخدام اليد اليسرى بالمهارة.

كان لديك أفكار كثيرة حول تطوير عمل المنتخبات فهل سنرى خطوات جديدة منك في المرحلة القادمة؟
فريق عمل الاتحاد السوري لكرة السلة يقوم بجهد كبير لتحسين المنتخب والصعود به عالياً، والاتحاد مقسم لعدة لجان تهتم بأمورها الفنية، مثل لجنة الحكام، ولجنة المنتخبات، واللجنة الفنية وغيرها، ولذلك يجب التعاون الذي يبدأ بنظام الدوري، وتحسين الحكام، واختيار المدربين، وتأمين الدعم المادي والتسويقي، وغيرها لإنجاح عمل الاتحاد، ورغم كل ما سبق فأنا متمسك بتكوين فريق لا تتجاوز أعماره 16 عاماً من طوال القامة، وتوفير جو ملائم لهم للنهوض بكرة السلة، ولكن هذا المشروع يحتاج إلى مدة زمنية تتجاوز 3 سنوات، فهل نجد الصبر لدى جمهورنا وقيادتنا الرياضية للبدء بهذا المشروع.

هل ستكون السلة السورية بخير عندما تبقى المنافسة محصورة بين ثلاثة أندية فقط؟
بقاء المنافسة بين ثلاثة أندية أو ناديين لا يعني أن سلتنا ليست بخير، وكمثال سهل جداً الدوري الإسباني لكرة القدم وكرة السلة، علماً أن الاتحاد الحالي يعمل جاهداً لحصر كل ناد بأربعة عشر لاعباً فقط، وتحرير باقي اللاعبين ليتمكنوا من التجريب بباقي الأندية لكن الأمر الأهم هو محاولة زيادة عدد الأندية المتنافسة لزيادة عدد المباريات التي يخوضها الفريق.

ما السبل لتطوير مستوى الأندية أسوة بلبنان على سبيل المثال؟
صراحة لا أستطيع الإجابة بعدة سطور، فنظام الاتحاد في سورية مختلف تماماً عن لبنان، ولذلك هناك عدة أفكار بحاجة أولا للأمان المعنوي والمادي، وعلى سبيل المثال زيادة عدد الصالات المتخصصة بكرة السلة، فمثلا في لبنان حوالى خمسين صالة صالحة لكرة السلة بينما أترك عدد الصالات المشابهة لها في سورية للجمهور.

برأيك هل يكفي المال وحده لبناء كرة السلة؟
بناء كرة السلة يحتاج إلى ثلاث أساسيات، وهم من دون ترتيب، المال، الإنسان، المكان، فمن دون المال لا يمكن، ومن دون طوال القامة لا يمكن، ومن دون صالة التدريب لا يمكن، وأعتقد أن الجواب كاف حالياً لأن الأمان سوف يعود لبلدنا الحبيب قريباً، والراحة المادية سوف تعود إن شاء الله، ويبقى المكان وعندي قناعة أن المسؤولين عن هذا الموضوع لن يتوانوا عن تقديم الأفضل عند انتهاء هذه الحرب على بلدنا.

Exit mobile version