Site icon صحيفة الوطن

لماذا كل هذه الشوشرة؟

غانم محمد : 

لا أتوقع أن الحدّة التي نتعامل فيها مع منتخباتنا الوطنية بكرة القدم موجودة لدى غيرنا مع منتخباتهم، وننسى بكل أسف أننا نقسو على أنفسنا قبل أن تكون القسوة على المنتخب أو من يعمل به!
منتخب الناشئين وقبل شهرين من السفر لتمثيل العرب في كأس العالم في تشيلي لم نترك سيئة إلا ولزقناها به ولم يجد من يقول له كلمة حلوة، بل إن اختلاق الأقوال والمواقف كان سمة الفترة الماضية، ومنتخب الرجال شُرِّح تشريحاً وكل يوم هناك قصة جديدة لا نعرف على وجه الدقة على ماذا تستند ولا إلى ماذا ترمي، وغداً إن خسر هذا المنتخب فمن سيحزن غيرنا؟
يا جماعة الخير لماذا لا نمنح أنفسنا فرصة الثقة بالآخرين ونقف ولو لتجربة واحدة قلباً واحداً مع منتخباتنا الوطنية مثل الوقفة التي وقفناها مع الكرامة في أيامه الآسيوية أو التي وقفناها مع المنتخب في الدوحة، ولماذا نصرّ على بعثرة القوى والمشاعر ونقطع عليها أي فرصة للالتقاء؟
من المؤكد أن الإجماع على أي أمر ضرب من المستحيل ومن المستحيل أن تكون نظرتنا لأي أمر واحدة أو قناعتنا فيها متشابهة لكن بإمكاننا أن نتفق أن منتخب الناشئين أو الشباب أو الأولمبي أو الرجال يمثلنا كلنا وفوزه يسعدنا جميعاً، وبالتالي فإن دعم أي منتخب هو واجب على الجميع.
تسجيل الملاحظات حقّ أي متابع، إبداء الرأي عمل إيجابي، الحديث عن لاعب وعن أمنية بضمّ آخر لا يعرقل مسيرة هذا المنتخب شرط أن يتمّ تسجيل هذه الملاحظة بهدوء والتعبير عن الرأي بعقلانية وبغيرية موضوعية، أما تعمّد النبش والبحث عن أي ثغرة لتحويلها إلى قضية رأي عام بقصد التشويش على أي شخص في المنتخب ولو دفع المنتخب كله الثمن فهذا تخريب متعمد ومحاولة تعطيل مقصودة ولا يليق بنا نحن محبي الكرة السورية أن تُنسب إلينا مثل هذه التهم ولا يجوز أن نهين من وما نحب فقط لإثبات أن آراءنا هي الصحيحة؟

Exit mobile version