Site icon صحيفة الوطن

عصر انحطاط

| خالد عرنوس

من خلال متابعتي لبطولات الأندية منذ انطلاقتها عام 2000 لم أشاهد فريقاً لا يهدد فيها مرمى الخصم مهما بلغت الفوارق بينهما حتى المباراة النهائية لنسخة 2017 التي انتهت بتتويج تاريخي لريال مدريد الذي عادل رقم مواطنه البرشا بعدد الألقاب (3 كؤوس) بهدف وحيد سجله الطوربيد البرتغالي رونالدو معززاً صدارته لهدافي البطولة تاريخياً (7 أهداف) وأصبح مع زميله الألماني توني كروس الوحيدين المتوجين بلقب المونديال 4 مرات، وكل ذلك على حساب غريميو البرازيلي الذي يظن المتابع أنه عذب الفريق الملكي كثيراً وأن الأخير سرق أو خطف اللقب، إلا أن الحقيقة المثيرة والعجيبة أن الفريق القادم من بورتو أليغري لم يهدد مرمى نافاس خلال الدقائق التسعين.
هنا تكمن المفاجأة لكل من شاهد النهائي الذي أقيم في أبوظبي وسط حضور جماهيري توقع أن يشاهد نهائياً مثالياً على اعتبار أنه يجمع بطل أوروبا وبطل أميركا الجنوبية الذي مثل بلاد السامبا للمرة الأولى منذ خمس سنوات، لكن الذي جرى أن المباراة كانت من طرف واحد (على صعيد الفرص) فكان من الطبيعي أن يخسر بنتيجة كبيرة لولا تألق حارس مرماه وبعض الأمور الأخرى.
المستوى الهزيل الذي ظهر عليه غريميو الذي يشرف على تدريبه أحد نجوم السامبا في الثمانينات وبطل الإنتركونتيننتال (لاعباً) كان مثار سخرية الكثيرين لما وصل إليه مستوى كرة القدم المحلية في القسم اللاتيني من أميركا وفي البرازيل خاصة، وهو ما جعل تتويج الأوروبيين بكأس العالم للأندية للمرة العاشرة طبيعياً فمنذ أن خطف (حتى لا نقول سرق) كورينثيانس الفوز على حساب تشيلسي عام 2012 لم نر أي فريق من أميركا يقوى على مقارعة الأوروبيين وحتى قبلها فقد نال في 2011 سانتوس درساً قاسياً من البرشا وخسر بالأربعة.
عشاق الكرة البرازيلية تفاءلوا كثيراً بوجود غريميو في البطولة، إلا أنهم أصيبوا بخيبة أمل كبيرة وهذا الأمر له أسبابه الكثيرة وأولها وأهمها هجرة المواهب اللاتينية (التي عليها العين) إلى القارة العجوز حيث الأندية الكبيرة والشهرة والأضواء والأجور التي تسيل اللعاب وهنا بيت القصيد، فلم نعد نشاهد في بطولتي القارة اللاتينية والبطولات المحلية سوى بعض الشباب الحالمين أو الواقفين على لائحة الانتظار من أجل قطع تذاكر الاحتراف نحو أوروبا أو بعض العجزة (منتهي الصلاحية) العائدين من تجارب احترافية أغلبها فاشلة.
اتحاد الكونيميبول حاول في أوقات سابقة ومازال جذب اللاعبين من خلال تعديلات على لوائح بطولاته وجوائزها إلا أن ذلك لم يكن كافياً، وعليه فمن المتوقع أن تبقى الفجوة كبيرة بين أندية أوروبا وبقية القارات إلى أن يشاء الله.

 

Exit mobile version