Site icon صحيفة الوطن

حرب أنقرة على «بي كي كي» وداعش «تشق الصف الكردي»..!…رئاسة كردستان تطالب الكردستاني بـ«إخراج قواعده» من أراضيها.. ووحدات الحماية في سورية تؤكد أنها ليست جزءاً مما يدور من أحداث

 الوطن- وكالات : 

فيما يمكن اعتباره «نجاحاً» للدولة التركية في ضرب إسفين بين المكون الكردي في كل من تركيا والعراق وسورية، توالت التصريحات «الكردية» المتخلية عن حزب العمال الكردستاني في حربه التي أطلقتها ضده الدولة التركية قبل أيام، إن كان من إقليم كردستان العراق أو من «وحدات حماية الشعب» في سورية.
فقد طالبت رئاسة إقليم كردستان العراق، حزب العمال الكردستاني بـ«إخراج قواعده» من أراضيها لتفادي وقوع ضحايا مدنيين جراء الغارات التركية بعد مقتل مواطنين في قرية زاركلي شمال أربيل، في حين أكدت «وحدات حماية الشعب» التي تحارب تنظيم داعش الإرهابي في سورية، أمس أن تركيا قامت باستهدافها أربع مرات على الأقل في الأسبوع المنصرم رغم تأكيدها أنها ليست جزءاً مما يدور من أحداث واشتباكات داخل الحدود التركية بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية، داعيةً التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة واشنطن «لتوضيح» موقفها من أنقرة في ضوء ذلك.
وجاء في بيان رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني وفق وكالة «فرانس برس»: «يجب على قوات حزب العمال الكردستاني إبعاد ساحة الحرب عن إقليم كردستان لكي لا يصبح المواطنون ضحايا هذه الحرب والصراع».
وأطلقت أنقرة عملية عسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي في سورية وضد متمردي حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل التي لجؤوا إليها في شمال العراق وكذلك في المنطقة الحدودية التركية مع العراق.
ولكن من الجهة التركية، تبدو الأولوية للحرب ضد حزب العمال الكردستاني، فخلال أسبوع، شن الجيش التركي عشرات الغارات الجوية ضد مواقع المتمردين الأكراد.
وأمس السبت قتل ستة أشخاص على الأقل في غارات شنتها الطائرات التركية في قرية زاركلي في منطقة رواندز في شرق أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، وفق ما نقلت مصادر محلية.
وحسب بيان رئاسة الإقليم فإنه «استشهد وأصيب عدد من المواطنين فجر اليوم (السبت) نتيجة القصف الجوي التركي على قرية زاركلي.. نطالب الحكومة التركية عدم تكرار قصف المدنيين لأن استشهاد المواطنين المدنيين لإقليم كردستان لا يحمل أي مبرر»، داعياً الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني إلى «العودة إلى عملية السلام».
كذلك أكد المستشار الإعلامي في رئاسة الإقليم كفاح محمود لوكالة فرانس برس أن هناك اتفاقية أمنية بين الحكومتين العراقية والتركية تعطي الترخيص لتركيا بالتوغل داخل الأراضي العراقية وهذه الاتفاقية مازالت سارية المفعول، «لهذا نحن نطالب حزب العمال بإخراج قواعده من أراضي الإقليم لأنه يعطي المبررات للحكومة التركية للقيام بهذا القصف».
ووقعت أنقرة وبغداد اتفاقاً في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين يسمح للطرفين بملاحقة المتمردين الأكراد حتى مسافة 15 كيلومتراً على جانبي الحدود.
وفي سورية، قالت وحدات الحماية التي تنسق بانتظام مع قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن: إنه لا صلة لها بالعنف بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية.
وقالت في بيان في موقعها على الإنترنت: «رغم إعلاننا بشكل رسمي بأننا لسنا جزءاً مما يدور من أحداث واشتباكات داخل الحدود التركية بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية إلا أن الدولة التركية استهدفت مواقعنا»، رغم ما سبق لمسؤولين أتراك الادعاء بأن وحدات الحماية خارج نطاق حملة تركيا العسكرية.
واتهمت وحدات الحماية، الجيش التركي بالفعل بقصف مواقعها عبر الحدود يوم الأحد الماضي. وقالت في أحدث بيان إنها تعرضت لإطلاق نيران عبر الحدود في أربعة مواقع ووصفت رصد طائرات تركية فوق شمال سورية.
واعتبر البيان: «هذه التحركات للدولة التركية تحركات استفزازية.. كما ندعو شركاءنا في التحالف الدولي ضد داعش أيضاً بتوضيح موقفهم تجاه هذه التحركات».
وفي تعقيب على الاتهامات السابقة قال مسؤول تركي كبير: إن الجيش التركي رد بإطلاق النار بعد أن تعرض لإطلاق نار عبر الحدود، لكنه قال: إنه من غير الواضح من المسؤول عن إطلاق النار وشدد على أن وحدات حماية الشعب ليست هدفاً.
من جانبها أكدت واشنطن على لسان رئيس أركان قوة المهام المشتركة لـ«عمليات العزيمة الصلبة (التحالف ضد داعش بقيادة واشنطن)»، العميد في مشاة البحرية الأميركية كيفن كليا، أن بلاده تدعم موقف تركيا فيما يخص توجيه ضربات لمواقع تنظيم حزب العمال الكردستاني.
وقال كليا خلال مؤتمر صحفي أجراه من العراق: إن بلاده تحترم حق الحكومة التركية في الدفاع عن نفسها فيما يتعلق بنشاطات تنظيم «بي كي كي الإرهابي» عبر الحدود مع العراق وسورية.
ولم يزل المسؤول العسكري التضارب في الموقف الأميركي، بين دعم «وحدات حماية الشعب» في قتالها تنظيم داعش الإرهابي في سورية، وبين دعم أنقرة في ضرباتها ضد مواقع العمال الكردستاني في العراق وسورية، فقد قال إنه: «رغم أن وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي هي شريك يمكن الاعتماد عليه في محاربة داعش بسورية، إلا أن التحالف الدولي يدعم على الأرض مقاتلين من العرب السنة، وقوات المعارضة المعتدلة، التي قمنا بتدقيق خلفيات العديد منهم بشكل جيد».
من جانبها نقلت وكالة «الأناضول» للأنباء أمس أن الغارات التركية أسفرت خلال أسبوع عن مقتل نحو 260 عنصراً من حزب العمال الكردستاني وإصابة ما بين 380 و400 آخرين، من بينهم ضحايا سقطوا في تركيا كما في العراق، ولم تنقل الوكالة معلوماتها عن أي مصدر محدد.
أما حزب العمال الكردستاني في العراق فتحدث عن مقتل خمسة أشخاص فقط قبل غارات أمس، إلا أنه أقر بأن الاتصال محدود أو غير متوافر تماماً مع بعض المناطق التي استهدفتها الغارات التركية، وبالنتيجة ليس بمقدوره تقدير الخسائر بالكامل.
وأفادت وكالة الأناضول أن بين الجرحى نور الدين دمرتاش شقيق زعيم حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد في تركيا صلاح الدين دمرتاش.
وأقر صلاح الدين دمرتاش بأن شقيقه الأكبر كان ذهب إلى جبال قنديل في شمال العراق حيث هيئة أركان حزب العمال الكردستاني، وقال إنه لا يستطيع أن يؤكد تقرير وكالة الأناضول لأن نور الدين لم يعد موجوداً في جبال قنديل.
وأضاف دمرتاش: إن شقيقه «يقاوم ضد تنظيم داعش باسم الشعب»، من دون إضافة تفاصيل.
وتعتبر سلطات حزب العدالة والتنمية التركية أن التحاق نور الدين دمرتاش بمتمردي حزب العمال الكردستاني مؤشراً إضافياً على «التواطؤ» بين «العمال الكردستاني» وحزب الشعب الديمقراطي بزعامة صلاح الدين دمرتاش.
وتسببت أعمال العنف الأخيرة في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين أنقرة و«العمال الكردستاني» الذي تم التوصل إليه في 2013 إثر تمرد استمر 30 عاماً وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
وقتل نحو 12 من رجال الشرطة والجيش في تركيا في هجمات نسبت إلى حزب العمال الكردستاني خلال عشرة أيام.
وقتل جندي تركي أمس في انفجار لغم في منطقة قارص في شمال غرب تركيا، وفق ما نقلت محطة «إن تي في». وفي إقليم تشاتاك في شرق تركيا، قتل شخصان يشتبه في انتمائهما إلى «العمال الكردستاني» ليلاً أثناء محاولتهما مهاجمة مقر الشرطة المحلية، حسبما نقلت وكالة الأناضول.
إلى ذلك، أضافت الأناضول: إن ثلاثة أشخاص يشتبه أيضاً في انتمائهم إلى «العمال الكردستاني» قتلوا مساء الجمعة في محافظة آغري شرقاً في مواجهات إثر إطلاق الشرطة لحملة اعتقالات.

Exit mobile version