Site icon صحيفة الوطن

معلمة الرجال وصانعة الأبطال وملهمة الأجيال .. الدراما والسينما لم تلامسا شخصية «أم الشهيد» إلا في مشاهد معدودة ولم تخصاها بعمل قائم بذاته

| وائل العدس

تسترجع أمهات الشهداء اليوم وكل يوم، ذكريات أبنائهن الشهداء من جنودنا البواسل، الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن ونصرة للحق.
ونحن نحتفي بالأم يزداد فخرنا واعتزازنا بـ«أم الشهيد»، معلمة الرجال، وصانعة الأبطال، وملهمة الأجيال.
ونرى اليوم على جبين كل واحدة منهن حروف المجد والفخر بما أنجبن من رجال حموا الوطن بعقيدتهم وشجاعتهم وإيمانهم بأن الشهادةَ في سبيل سورية واجب مقدس.
اليوم وحدك أيتها العظيمة تحتفلين بعيدك بجدارة… فكل قلب في سورية، سيعايدك ويترك على جبهتك ويدك قبلة امتنان وعرفان، لأنك لم تكوني ككل الأمهات تنجب من يحيا لذاته ويموت لذاته بل أنتِ وحدكِ التي أنجبتِ من يحيا لغيره ويموت لغيره ليحل السلام في أرضنا والبسمة في مستقبل أطفالنا.
أم الشهيد موجودة في تاريخ سورية ومعروفة على مر العصور بقوة صبرها وعزيمتها من أجل أرضها وعرضها، وطوال عمرها كان لها دور مشرف في الأزمات والحروب حيث يتم امتحانها في أعز ما تملك وهو فلذة كبدها.
وقدمت الدراما والسينما عدة أعمال عن الشهادة والشهداء، لكنها لم تلامس شخصية «أم الشهيد» إلا في مشاهد معدودة، كما لم ‏يخصها الفنانون بعمل قائم بذاته.

العريس
تحضرنا في هذه المناسبة تمثيلية «العريس» عام 1975 تأليف خالد حمدي وإخراج شكيب غنام، ويدور محور الحكاية حول شاب متزوج حديثاً يدعوه الواجب الوطني فيلبي النداء، ويستشهد في المعركة.
القصة مستوحاة من بطولات حرب تشرين التحريرية حيث يستدعى الشاب «حسن» المتزوج حديثاً إلى الخدمة في الجيش والحرب قائمة ويقوم والده ببث قيم الوطنية والشجاعة فيه وأنه إذا استشهد وهو في مواجهة العدو فهو بطل أما إذا قتل وهو هارب، فليس ببطل، ويذهب إلى الحرب ويكون تحت إمرة الرقيب إبراهيم، وفي إحدى المعارك ينجح بإصابة دبابة إسرائيلية بقاذف «آر بي جي» ثم يقوم بالهجوم على دبابة أخرى بواسطة قنبلة يدوية فيتقدم ويلقيها على الدبابة فتصيبه طلقات العدو فيهرع إليه الرقيب إبراهيم ويسأله لم خاطرت بنفسك فيجيبه: «خفت أن يسبقني أحد منكم» ثم يستشهد، وعندما يعلم والده بنبأ استشهاده يستقبل النبأ بافتخار ثم يذهب إلى المستشفى ليبحث عن أحد رفاق «حسن» ليروي له قصة استشهاده، فيجتمع بالرقيب «إبراهيم» الذي يروي له قصة استشهاد ابنه التي يتأكد منها أن ابنه استشهد وهو يقارع العدو وجهاً لوجه فتقام جنازة للشهيد أشبه بعرس وتنجب زوجة حسن طفلاً فيقرر جده تسميته على اسم والده الشهيد.
وهنا نشاهد تشوق الأم لمعرفة مصير ابنها ونرى كيف ترتسم على وجهها مشاعر الألم والصبر ولاسيما عندما يصر والد الشهيد على إقامة حفل شبيه بحفل الزفاف وسط الدموع، وأن يفرح أهله وجيرانه بهذا الاستشهاد وتقام الحفلة في أجواء تلهب المشاعر وتؤكد أهمية الشهادة في سبيل الوطن وقيمتها ومعانيها الكبيرة، وهو من بطولة صلاح قصاص وهالة شوكت وسلمى المصري وهاني السعدي وأحمد عداس.
شجرة الورد

ومن الأعمال الدرامية التي صنعت عن الشهادة تمثيلية «شجرة الورد» تأليف وإخراج محمد الطيب، وقد عرضت عام 1981، حيث يوجد شاب في مقتبل العمر يعنى بشجرة ورد في بيته العربي، وعندما تقوم المعركة يستشهد دفاعاً عن الوطن في المعركة. ‏
وكانت المسألة الأهم كيف استقبلت أم الشهيد «نجاح حفيظ» نبأ استشهاد ابنها، حيث استقبلت الخبر استقبال الصابر الناذر أولاده فداءً للوطن.

الخنساء
ويحمل مسلسل «الخنساء» العربي المشترك الذي أنتج عام 1977 جزءاً مكرساً لإظهار نفسية الأم وهي تدفع أولادها إلى المعارك، وبعد استشهادهم جميعاً تقول: «الحمد لله الذي شرفني بقتلهم»، من خلال شخصية «الخنساء» التي أدتها الفنانة القديرة منى واصف والتي أظهرت شجاعة الأم وهي في أواخر العمر، حيث تدفع أولادها الواحد تلو الآخر بدلاً من الانهيار والاستسلام.
العمل من تأليف وليد سيف وإخراج صلاح أبو هنود وبطولة عبد الرحمن آل رشي وعبد الهادي الصباغ ورضوان عقيلي ونبيل المشيني وتيسير بن عطية وهند طاهر ويوسف الجمل ولطفي لبيب وآخرين.

المطر الأسود
وتكمن رسالة الفيلم السوري «المطر الأسود» عام 2016، بتقديم بطاقة شكر لوالدة الشهيد وعلى وجه الخصوص التي قدمت أربعة من أبنائها فداء وتضحية لتراب الوطن الغالي ولا تزال تمدنا بكل معاني الكبرياء والكرامة والقوة، وكم نخجل من أنفسنا إزاء عطائها.
«أم الهمام» أم الشهداء الأربعة، فقدت أبناءها في الحرب، ولم يبق معها أحد سوى حفيدتها «نجمة»، فتقص لها سيرة الأبطال وكيف استشهد كل من والدها ووالدتها وأعمامها الثلاثة وجدها، كل منهم لينير درب البطولة، مقدمة الدروس العظيمة في الحياة رغم ألمها الكبير الذي يفوق طاقة البشر.
الفيلم من تأليف وإخراج سارة الزير، وتمثيل فاديا خطاب وعلي كريّم وميريانا المعلولي وسامي نوفل وبلال مارتيني ويوسف عساف ومروان خلوف ومجدي المقبل وسيرينا محمد والطفلة آية الحسن.
فداك يا فلسطين

في لبنان، كانت الأم المحور الأساسي لفيلم «فداك يا فلسطين» عام 1970، المقتبس عن مسرحية «بنادق الأم كارارا» التي سبق أن قدمت على خشبة المسرح القومي بدمشق عام 1967 بعنوان «بنادق الأم أمينة».
تعيش «أم محمود» حياة هادئة مع أبنائها الثلاثة، ويقررون استمرار حياتهم بلا مشاكل بعد الاجتياح الصهيوني الذي يقبض جنوده على أحد أبنائها ويقتلونه أمام عيني أمه، فتنتزع الخوف من قلبها وتشجع أولادها على متابعة النضال ضد الاحتلال «الإسرائيلي». ‏
الفيلم من تأليف وإخراج أنطوان ريمي وبطولة سناء محمود وأحمد خليفة وجميل عواد ومحمود مسعد وعلي عبد العزيز ويوسف فخري.

اجتماعي هادف
مؤخراً، أعلنت الممثلة المصرية فيفي عبده، استعدادها لبدء تصوير مشاهد مسلسلها الجديد «أم الشهيد». ووصفته بأنه عمل اجتماعي هادف تهديه إلى كل أسرة في بيتها شهيد، مشيرةً إلى أن العمل سيرصد قصة حياة أم فقدت ابنها ونال الشهادة.

Exit mobile version